بالإنفوجراف.. ماكرون في 100 يوم.. نجاح خارجي وتراجع داخلي
بوابة "العين" الإخبارية ترصد حكم ماكرون في 100 يوم وما استطاع تحقيقه خارجيا وداخليا خلال تلك الفترة.
"مهمتي أن أعيد للفرنسيين الثقة في أنفسهم التي ضعفت".. إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الذي بدأ حكمه بهذه الجملة مخاطباً الشعب الفرنسي، وقد أتم ماكرون الرئيس الشاب في الحكم 100 يوم، وهي الفترة التي يعتبرها المراقبون فترة تقييم سياسات الرئيس الجديد خلال الأشهر الأولى من حكمه، ومؤشراً على مدى نجاحه في تحقيق وعوده الانتخابية.
السياسة الخارجية
نجح ماكرون في تحقيق بعض الإنجازات الدبلوماسية الملموسة خلال الـ100 يوم الأولى لحكمه، حيث كشف استطلاع سنوي، يدرس مدى تأثير النفوذ العالمي غير العسكري للدول، عن أن فرنسا احتلت المرتبة الأولى في الدول الأكثر تأثيراً في العالم كقوة ناعمة تحت حكم ماكرون متجاوزة بذلك بريطانيا والولايات المتحدة.
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن صعود فرنسا من المركز الخامس إلى المركز الأول يوضح مدى تأثير ماكرون في إنعاش الدبلوماسية الفرنسية والدور الذي لعبه لاستعادة مكانة فرنسا على الساحة الدولية، إلى جانب الشبكة الدبلوماسية الواسعة لفرنسا من حيث العضوية في مؤسسات دولية متعددة الأطراف.
مبادرات ماكرون
نجح ماكرون في إطلاق عدد من المبادرات على الصعيد الخارجي وإحراز نجاحات دبلوماسية واضحة، حيث وجّه الدعوة في 14 يوليو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل المشاركة في احتفالات العيد الوطني، وكانت تلك الدعوة بنظر المراقبين محاولة من ماكرون للعب دور الوسيط مع ترامب لتفادي ازدياد عزلة الولايات المتحدة على الساحة العالمية، خاصة بعدما أعلن ترامب في يونيو الماضي انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ.
كما وجّه ماكرون الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة فرنسا، لافتتاح معرض في فرساي، بمناسبة حلول الذكرى الـ300 لزيارة القيصر بطرس الأكبر إلى فرنسا عام 1717، وهدف ماكرون من هذه الزيارة إلى فتح صفحة دبلوماسية جديدة في العلاقات المتوترة بين موسكو وباريس على خلفية السياسة الروسية في سوريا وأوكرانيا، وتأكيد متانة العلاقات الفرنسية الروسية.
القضية الليبية الملف الأكثر قوة، حيث نجح ماكرون من خلال المبادرات والدبلوماسية الإماراتية والمصرية بهذا الملف في تحقيق نجاح دبلوماسي في ملف القضية الليبية، بعد أن تمكن من جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وقائد الجيش الليبي الوطني المشير خليفة حفتر.
أما الزيارات الخارجية خلال 100 يوم، فتوجه ماكرون في أول زيارة خارجية بعد تنصيبه بأيام إلى ألمانيا، حيث التقى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في العاصمة برلين.
وفي أول زيارة إلى المنطقة المغاربية خرق ماكرون تقليداً منذ عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، فالجزائر كانت دائماً المحطة الأولى في زيارات الرؤساء الفرنسيين إلا أن ماكرون سار في اتجاه آخر وقام بزيارة المغرب أولاً ثم الجزائر، كما زار ماكرون مالي مرتين منذ توليه الحكم، وأشرف على افتتاح القمة الخماسية لدول غرب إفريقيا.
السياسة الداخلية
تراجعت شعبية ماكرون بسبب عدد من الإجراءات الداخلية التي لم تلقَ قبولاً واسعاً في الشارع الفرنسي، حيث كشف أحدث استطلاع للرأي "هاريس انتريكاتيف" عن انخفاض شعبية ماكرون إلى 51%، بينما انخفضت شعبية رئيس وزرائه إدوارد فيليب إلى 49%.
كما أظهر استطلاع آخر أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام "ايفوب" ونشرته صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" تراجع شعبية ماكرون 10 نقاط، حيث وصلت إلى 54% في يوليو/ تموز بعد أن كانت 64 بالمائة في يونيو الماضي.
تراجع شعبية ماكرون جاء نتيجة مجموعة من القرارات التي اتخذها وأثارت جدلاً واسعاً داخل الشارع الفرنسي، أبرزها قرار تخفيض الإنفاق الحكومي بحوالي 13 مليار يورو، لتتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي.
كما أنه خفض موازنة الجيش 2% حتى عام 2025، ولم تلقَ هذه القرارات قبولاً لدى قيادات أركان الجيش الفرنسي، وأدت إلى استقالة وزير الدفاع الفرنسي الجنرال بيير دو فيليبيه.
من القرارات التي أثارت جدلاً لدى الرأي العام أيضاً قرار خفض المساعدة الشخصية للسكن، والتي سوف تنخفض بنسبة 5 يورو في الشهر بداية من أكتوبر 2017 مع توقعات بحدوث تخفيضات كبيرة خلال الفترات التالية.
إصلاح قانون العمل.. يعتبر من أكثر القضايا التي أثارت جدلاً خاصة بعدما وافقت حكومة فيليب على الخطوط العريضة للتعديلات في القانون، مع اعتزامها إدخال إطار عمل جديد في سبتمبر بموجب مرسوم، لتجنب الوقوع في جدل برلماني طويل الأمد يتعلق بعدة تعديلات، ولم يلقَ هذا الامر قبولاً لدى الحركة النقابية في فرنسا، وطلبت الحكومة من البرلمان سلطة التفاوض في التفاصيل خلال أشهر الصيف مع اتحادات العمال وأصحاب العمل.
جدال السيدة الأولى
وفي مطلع الشهر الجاري حاولت الرئاسة الفرنسية تخفيف حدة الجدل بخصوص الوعد الذي قطعه ماكرون باستحداث لقب رسمي للسيدة الأولى، بعد أن أطلقت عريضة على الإنترنت منذ أسبوعين ضد هذه المبادرة جمعت حتى أكثر من 270 ألف توقيع.
مما دفع المتحدث باسم الحكومة إلى التحدث عبر تويتر قائلاً إن "بريجيت ماكرون تضطلع بدور ولديها مسؤوليات. ونحن نسعى إلى الشفافية". وبحسب مصادر مقربة من بريجيت سيوضح الإليزيه "الدور العام" الذي ستضطلع به في الأيام المقبلة، وكان ماكرون الذي لم تفارقه بريجيت خلال حملته الانتخابية قد قال في مارس الماضي قبل وصوله إلى سدة الرئاسة أن زوجته ستؤدي دوراً ولن تكون متوارية عن الأنظار.