في 2016.. ازدهار روائي
قائمة مختارة انتقتها "العين" لأهم ما صدر في 2016 من المحيط إلى الخليج روائيا اجتهدت في أن تكون ممثلة جماليا وسرديا لبلدان العالم العربي.
2016 بحر زاخر من الروايات، في زمن ينوء بالقصص والروايات! من بين عشرات بل ربما مئات الأعمال التي أخرجتها المطابع في 2016، قائمة مختارة انتقتها "العين" ضمن أهم ما صدر في العام، من المحيط إلى الخليج..
روايتان مترجمتان؛ واحدة للتركي الحائز على نوبل أورهان باموق (غرابة في عقلي) التي صدرت ترجمتها للمرة الأولى في مطالع 2016 عن دار الشروق. والثانية ترجمة عربية جديدة للرواية الرمزية القصيرة "النورس جوناثان ليفنجستون" (صدرت عن دار الكرمة).. وثماني روايات عربية أخرى توزعت كالآتي؛ ثلاث من الإمارات، وواحدة من مصر وسوريا والعراق والسعودية..
1- "مترو حلب"، مها حسن، (دار التنوير):
"مترو حلب" الصادرة عن دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع للكاتبة السورية المقيمة في باريس مها حسن، رواية مهمة تجعل من شجن الغربة، ومأساة الحرب، فنا رائقا ممتزجا بإرادة الحياة والميلاد الجديد، تنمحي فيها الفواصل (بصنعة فن) بين باريس وحلب، شخصيات الرواية النسائية تعيد تشكيل حياتها، تحكي عن ذاتها بالقدر نفسه الذي تحكي فيه عن وطنها المأزوم بالحرب والدمار، مها حسن ساردة بارعة تقيم جسرا في أعمالها بين الغرب والشرق، وتجيد التعبير عن العالمين باقتدار.
2- "غرابة في عقلي"، أورهان باموق، (دار الشروق):
«غرابة في عقلي» التي ترجمها إلى العربية عبدالقادر عبداللي، وصدرت للمرة الأولى عن دار الشروق مطالع 2016، ينحرف فيها باموق البالغ من العمر ثلاثة وستين عاما انحرافة جريئة إلى أرض لم يطرقها كثيرا؛ إذ يختار هذه المرة أن يكون بطله بائع طعام سريحا يصل إلى إسطنبول للتو قادما من قريته، وإذا بمنظور الرواية لإسطنبول ومناظرها وأصواتها وأحيائها ومسافاتها سريعة التبدل والتغير هو بلا مواربة منظور الطبقة العاملة، غير أن الرواية تستطيع أن تكون خفيفة الروح شأن شخصيتها الرئيسية، وفي هذا إعجازها وغموضها، للقراء في تركيا وخارجها على السواء.
3- أعمال عبدالحكيم قاسم الروائية والقصصية القصيرة، (دار الشروق):
حدث كبير أن تعيد دار الشروق إصدار طبعة جديدة من أعمال الكاتب والروائي المصري الراحل عبدالحكيم قاسم (1990-1935)، أحد أبرز أسماء جيل الستينيات الأدبي، وصاحب الدرة الروائية الشهيرة "أيام الإنسان السبعة" المختارة ضمن أهم 100 رواية عربية في القرن العشرين. الكتب الثلاثة التي صدرت على الترتيب: رواية "قدر الغرف المقبضة"، و"(القصص القصيرة" في مجلد واحد، و"الروايات القصيرة" في مجلد ثان. وهي المرة الأولى التي يتم فيها جمع أعمال عبدالحكيم قاسم القصصية في مجلد واحد، وكذلك نصوصه الروائية القصيرة، في طبعة جديدة وإخراج متميز.
4- "النورس جوناثان ليفنجستون"، ترجمة جديدة، (دار الكرمة):
من أشهر نوفيللات القرن العشرين، للكاتب الأمريكي المعاصر ريتشارد رايت. في الترجمة الجديد التي أنجزها الكاتب والروائي محمد عبدالنبي، وصدرت عن دار الكرمة للنشر والتوزيع بالقاهرة، سيفاجأ القارئ بأنه أمام عمل رمزي قصير للغاية، يدور حول نورس مدهش اسمه "جوناثان سويفت"، لا يقنع أن يكون "نورسا عاديا" مثل غيره من النوارس في السرب الذي نشأ وعاش وتربى فيه. "جوناثان" مشغول بالطيران حد الهوس، لا يريد أن يطير بالطريقة ذاتها التي يطير بها بقية السرب، يريد أن يحلق هناك في البعيد، في الأعالي، يبحث عن الطريقة التي تمكنه من التحليق عاليا ومنخفضا وبأساليب جديدة غير تلك التي ينشأ عليها بقية طيور السرب.
5- "فهرس" سنان أنطون، (منشورات الجمل):
تكاد تكون هذه الرواية ترجمة فنية دقيقة لما يطلق عليه في الأدبيات التنظيرية "التاريخ من أسفل"، سردية بديعة كتبها العراقي المغترب سنان أنطون عما دار، ويدور، في العراق من صراعات وتأجيج طائفي مذهبي، من خلال التاريخ والرواية يعبر سنان الحدود عبورا غير شرعي، يتجاوز ظاهر السطح ويرصد في العمق المعاناة والألم والتوترات التي تنطق الجماد والطير والحيوان لكنها لم تحرك حس إنسان! يردم سنان الفجوات التي تغافل عنها الجميع لا ينطق المسكوت عنه فقط، إنه يكتبه أيضا، ويقاوم الغربة والألم والنار بفعل الكتابة والخلق والتخييل.
6- "موت صغير"، محمد حسن علوان، (دار الساقي):
تقترب هذه الرواية الضخمة في فكرة تشييدها من رواية "فهرس" من حيث محاولة الإجابة عن السؤال: ماذا لو؟ فعل التخييل هنا هو البطل، الكتابة التي تسعى لخلق تاريخ مواز، وتدوين سيرة حياة روائية للمتصوف الأشهر في تاريخ الثقافة العربية والإسلامية، تتجاوب مع هموم الراهن بطريقتها الفنية واستدعاءاتها التاريخية المقصودة، ثم صياغة ذلك كله في خطاب روائي شاهق وممتد. التفاصيل وتوظيف المادة البحثية التي عكف عليها الروائي يتم تضفيرها ببراعة داخل البناء الروائي، يغيب المرجع ويحضر السرد طازجا شائقا ملهما ومحرضا على التعرف على ابن عربي، الذي لا نعرفه.
7- "ألف جناح للعالم"، محمد الفخراني، (دار الكتب خان):
نقلة بعيدة المدى بين رواية محمد الفخراني الأولى "فاصل للدهشة" التي صدمت الكثيرين بخشونتها وفظاظة تصويرها، وبين هذه الرواية التي تكاد تكون على النقيض تماما. في "ألف جناح للعالم" يعيد الفخراني اكتشاف خياله المجنح، يخلق العالم من جديد، عالم حالم محلق، كأنه يهرب مما انغمس فيه حتى النخاع سابقا، أو أراد أن يرى عالما جديدا يصنعه على عينه، قوامه الدهشة والحلم والخيال. محمد لا يريد أن يعقل العالم والموجودات، فقط يصغي إليها ويشعر بها، "فالإحساس أعلى درجات الفهم"..
8- "في فمي لؤلؤة"، ميسون صقر، (الدار المصرية اللبنانية):
سيجد قارئ هذه الرواية نفسه أمام "رواية معرفة" مشوِّقة، ملأى بالتفاصيل، تُشِّكل مَتْنًا أساسيًّا، لا هوامش فيه، رواية مشغولة بالغوص والبحث عن اللؤلؤ المستحيل، إحدى خصوصيات ثقافة الخليج العربي التي انفرد بها، رواية خاصة تكتبها ميسون صقر، المهجوسة بعالم اللؤلؤ؛ إذ قضت تسع سنوات (2016-2007) تنقيبًا ومساءلة؛ كي تكتب ست مغاصات، استغرقت ستمئة صفحة من القطع المتوسط، فضلا عن الشكل الطباعي والإخراج الجمالي الخاص، بغلاف صممته الشاعرة والروائية والفنانة التشكيلية ميسون صقر ذاتها.
9- رواية "حارس الشمس"، للإماراتية إيمان اليوسف، الفارابي للنشر:
"حارس الشمس" للكاتبة والمهندسة الإماراتية إيمان اليوسف فازت بالجائزة الأولى لمسابقة "جائزة الإمارات للرواية"، مناصفة مع رواية الكاتب سعيد البادي "مدن ونساء". بطل الرواية حسين منصور، عراقي من أهالي الموصل، حارس ليلي وسادن في جامع النبي يونس، قليل الكلام وقليل الحظ، يحلم بقطعة أرض يزرعها بزهور دوار الشمس؛ وجامع النبي يونس بطل الرواية أيضًا، يقصده الناس للتبرك وطلبا للشفاء والاستجمام. حسين منصور سيظل مخدرا بضعفه وحيرته، مأزوما بفشله وإحباطاته وخساراته يتخذ من الجامع (البطل) مسكنا له.
10- "أيام من ذاكرة سينمار"، منصور العلوي، (كتّاب للنشر):
شاب طائش، دائم الوقوع في المآزق، ومثير للشفقة إلى حد كبير، يجد نفسه فجأة عاطلا ومهددا بالتشرد، لكن هناك أمل، ربما، فسنمار له عالمه الزاخر بالمفاجآت غير المتوقعة حتما! الرواية التي حازت المركز الثاني مناصفة في مسابقة جائزة الإمارات للرواية.