تزايد إقبال الأتراك على مضادات الاكتئاب.. فما السر؟
اتجه الأتراك في الآونة الأخيرة إلى تناول العقاقير المضادة للاكتئاب بشكل ملحوظ، إثر تدهور الوضع الاقتصادي وما يجره من مشكلات اجتماعية.
وتراجعت الحالة الاقتصادية للعديد من الأسر التركية بشكل كبير فضلًا عن زيادة حالات الطلاق، والبطالة، وتراجع تركيا للمركز الـ112 في قائمة البلدان الأكثر سعادة عالميًا، مما جعل الأتراك يتجهون نحو إدمان العقاقير المضادة للاكتئاب لمواجهة هذا التدهور.
ووفقًا للإحصاءات الأخيرة، فمن المحتمل أن تتخطى كمية العقاقير المضادة للاكتئاب الموجودة في البلاد 70 مليون عبوة، وذلك بسبب الإقبال على تناولها.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة التركية توقفت عن نشر الإحصاءات الرسمية لاستخدام العقاقير على الموقع الإلكتروني الخاص بها منذ عامين.
وبحسب إحصاءات الوزارة لعام 2020، فقد ارتفع معدل استهلاك الأدوية المضادة للاكتئاب إلى 49 عبوة لكل 1000 ألف شخص، مقارنة مع 29 عبوة لكل ألف شخص في عام 2009، فيما يتوقع ارتفاع تلك الأرقام بشدة خلال العام الجاري، نظرا لتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
زيادة معدلات الطلاق
ويرتبط تزايد حالات الاكتئاب في تركيا بارتفاع وتيرة المشكلات الاجتماعية والأسرية، وهو ما أدى بدوره إلى تزايد معدلات الطلاق خلال العشرين عامًا الماضية بشكل كبير، فضلًا عن انخفاض معدلات الزواج في الفترة نفسها.
ووفقًا للإحصاءات الأخيرة، تم تسجيل 174 ألف حالة طلاق من 562 حالة زواج خلال عام 2021 فقط. وخلال الفترة من 2001-2021 انخفض معدل الزواج بنسبة 20% بينما ارتفع معدل الطلاق بنسبة 47%.
زيادة حالات الإفلاس
أعلن معهد التمويل الدولي في وقت سابق عن احتلال تركيا المرتبة الأولى عالميًا في عدد حالات الأشخاص الذين أعلنوا عن إفلاسهم لعام 2020، كما احتلت أنقرة المرتبة الثانية في زيادة نسبة الديون للدول النامية.
وتشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع هذه الأرقام بحلول نهاية العام الجاري، علمًا بأن معهد التمويل الدولي لم ينشر أية إحصاءات منذ عام 2021.
انهيار الليرة
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن زيادة معدل تناول الأتراك لمضادات الاكتئاب يرتبط بتهاوي قيمة الليرة التركية أمام الدولار وهو ما فاقم المخاوف تجاه المستقبل والأوضاع المعيشية. وصرح كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي، روبن بروكس لـ "العين الإخبارية" بأن القيمة العادلة للدولار أمام الليرة التركية تبلغ 21 ليرة.
المشاكل الأسرية
أشار عالم النفس، ديدام يلديز، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، إلى أن زيادة تناول الأتراك لمضادات الاكتئاب يرتبط كذلك بخروج المشاكل الأسرية عن السيطرة بسبب الأحوال المعيشية مما أدى إلى ضعف الروابط الأسرية وجعلها أكثر تعقيدًا.
وأضاف أن الأشخاص يفضلون مواجهة مشاكلهم بمضادات الاكتئاب بدلًا من حلها رغم أن تناول تلك الأدوية لا يولد أية حلول ولكن هذه العقاقير تخفف من حدة المشاكل إلى حدٍ ما.