"إندبندنت": العراق على شفا انتفاضة شعبية حاشدة
صحيفة "إندبندنت" البريطانية تؤكد أن معظم المحتجين بعمر العشرين أو دون ذلك، ما يعني أنهم لا يتذكرون الفترة قبل سقوط صدام حسين عام 2003
ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن العراق على شفا انتفاضة شعبية حاشدة تسعى الحكومة إلى إخمادها من خلال تطبيق صارم لحظر التجول وحجب الإنترنت.
وأوضح تقرير لمراسل الشؤون الدولية بالصحيفة باتريك كوبرن أن الاحتجاجات التي واجهت ردا شرسا من السلطات اجتاحت بغداد وانتشرت، منذ الخميس، إلى المحافظات الجنوبية.
وأشار التقرير إلى أن حجب الإنترنت لم يوقف الاحتجاجات، ولكنه دفعها لتصبح أكثر عشوائية وتركيزا في المناطق البعيدة عن وسط بغداد.
ولفت إلى أن المحتجين في منطقة مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية هاجموا مكاتب البلدية وأشعلوا النيران في مقر حزب الدعوة المقرب من إيران.
ونوه الكاتب بما قاله الأطباء حول إصابة نحو 600 شخص يوم الخميس وحده، كانت معظمها جراء الرصاص المطاطي الذي أطلق على الرقبة والصدر.
وقال المعلّق العراقي هيوا عثمان للصحيفة: "كنت بساحة التحرير أتحدّث مع المحتجّين، وهم يطالبون بالمطالب نفسها التي يطالب بها الناس منذ 2003.. مطالب محاربة الفساد والأحزاب السياسية ونظام الكوتا (لمختلف الطوائف والمجموعات العرقية) والافتقار إلى التعليم والمخاوف الصحية والوظائف".
وذكر التقرير أن معظم المحتجين بعمر العشرين أو دون ذلك، ما يعني أنهم لا يتذكرون الفترة قبل سقوط صدام حسين عام 2003، لافتا إلى أنه ليست للانتفاضة قيادة واضحة، باستثناء المستوى المحلّي، ما يعني أن الحكومة ليس لديها من تتحدث معه، حتى وإن أرادت ذلك.
وغرد مقتدى الصدر، الذي لعب أتباعه دورا محوريا في احتجاجات الأعوام الماضية، عبر "تويتر"، معربا عن دعمه التحرك ولكنه "لا يود تسييسه"، ولا يدعو أتباعه مباشرة إلى المشاركة فيه.
وطبقا للتقرير، يبدو أن المحتجين يجدون دعما قويا بين جميع قطاعات المجتمع من أحياء الطبقات الكادحة للشيعة في شرق بغداد إلى الأطباء والمهندسين الذين يبعثون برسائل الدعم.
من جانبها، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن قوات الأمن فتحت النار مباشرة على مئات المتظاهرين ضد الحكومة، الجمعة، وسط بغداد، ما أسفر عن مقتل 17 محتجا على الأقل وإصابة العشرات، وذلك بعد ساعات على تحذير رجل ديني شيعي بارز كلا الجانبين بضرورة إنهاء أربعة أيام من العنف "قبل فوات الأوان".
وكشفت الوكالة أنه بسقوط هؤلاء القتلى ارتفع عدد من قتلوا في الاشتباكات خلال الاحتجاجات المستمرة إلى 59، ومثل هذا تصعيدا حادا في استخدام القوة ضد محتجين غير مسلحين.
لكن لا يبدو أن الحكومة أو المحتجين مستعدون للتراجع عن المظاهرات التي مثلت أخطر تحدٍ للعراق منذ هزيمة تنظيم داعش قبل عامين.
وقال الصحفي الأمريكي الهندي بوبي جوش إن رد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي على أيام من الاحتجاجات الغاضية كان بإطلاق قواته الأمنية وفرض حظر تجول ومحاولة حجب الإنترنت، وهي أوامر تقليدية لقائد فقد السيطرة على الوضع.
وأوضح جوش -خلال مقال منشور عبر وكالة "بلومبرج" الأمريكية- أن قمع المحتجين لا يمكن أن يستمر، مشيرا إلى أن عبدالمهدي سياسي ضعيف حصل على وظيفته بسبب عدم قدرة أي حزب على تشكيل تحالف، وحال استمرار العنف، فإن الأحزاب التي رأت فيه مرشحا توافقيا مفيدا ستنظر إليه مجددا على أنه كبش فداء.
وأضاف الصحفي الأمريكي خلال مقاله إلى أن هذه التطورات ستدق ناقوس الخطر في واشنطن، إذ سيكون هناك قلق حيال أن يحل محل مهدي شخصية مؤيدة أكثر لإيران.
لكنه أكد أن أي محاولة من الإدارة الأمريكية للتدخل ودعم رئيس الوزراء ستكون خطأ فادحا، وأنه يجب عليها بدلا من ذلك دفعه لإجراء الإصلاحات التي تسعى إليها المظاهرات.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg جزيرة ام اند امز