تشكيل حكومة مستقلين بالعراق.. مبادرتان و4 شروط
مازال الانقسام حاضراً بين صفوف القوى والشخصيات المستقلة إزاء مبادرة زعيم التيار الصدري صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر مقتدى الصدر.
كان الصدر أطلق مبادرة تمنح المستقلين 15 يوماً لتشكيل الحكومة الجديدة بغية تجاوز أزمة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد منذ شهور.
وطرح رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأسبوع الماضي، دعوة إلى القوى المستقلة في جمع صفوفهم بما يكفي لكسر الثلث المعطل لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم التقدم لتقديم الكابينة الوزارية شريطة أن تنال القبول من قبل الكتلة الأكبر نيابياً.
يتراوح عدد المستقلين الذين حملتهم الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بـ40 نائباً ينتظم بعضهم في تكتلات وتحالفات، في تقدم لم تشهده الدورات النيابية الأربع الماضية ما بعد 2003.
اجتماع النواب المستقلين
النائب المستقل ثائر عبد فائز وخلال حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول إن "هنالك اجتماعات عقدت أمس الأحد وستستكمل ضمت أكثر من 32 نائباً مستقلاً بحثوا من خلالها الخروج بموقف وموحد بعد تنضيج الرؤى ورسم المسارات التي تكون بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة".
وأضاف فائز، ان "القوى المستقلة تدرس مبادرة الصدر وكيفية الخروج منها بصياغة بنود وفقرات تتلاءم مع طموح الشارع العراقي في شكل الحكومة المقبلة بما يمنحها الاستقلالية ويوفر لها أسباب النجاح".
وبشأن ذلك الاجتماع الذي عقد، أمس، مساء الأحد، يقول النائب المستقل، باسم خشان، إنه "تم الاتفاق على أن المستقلين هم من سيشكلون الحكومة بطريقتهم وليس بطريقة المبادرتين التي طرحها الإطار والتيار".
وأشار إلى أن "المستقلين يحترمون هذه المبادرات ولكن لا يقبلون بالحصول على منحة من هذه الأحزاب".
ويضيف خشان لـ"العين الإخبارية"، أنه "سيتم طرح مبادرة من قبل المستقلين ستكون موجهة للشعب بالدرجة الأولى وللقوى السياسية بالدرجة الثانية بهدف الخروج من الأزمة السياسية وتشكيل الحكومة".
وفي خضم النقاشات المحتدمة، كشف رئيس الكتلة الصدرية النيابية، حسن العذاري، في تغريدة له على تويتر، اليوم الأثنين، اطلعت عليها "العين الإخبارية"، "رفض بعض المستقلين لتلك المبادرة".
وأضاف العذاري: "إننا ماضون بالإصلاح وما صراعنا السياسي إلا صراع من أجل الإصلاح لا من أجل تقاسم مغانم السلطة"، لافتاً إلى أن "من أهم بوادر الإصلاح هي مطالباتنا التي لا تزول بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، بعيداً عن تقاسم السلطة والتوافقات التي أضرت بالبلاد والعباد".
يأتي ذلك في وقت أصدر "تحالف من أجل الشعب"، بياناً أوضح من خلاله موقفه تجاه ما يطرح من مبادرات موجهة نحو القوى المستقلة.
وتشكل الشخصيات المستقلة في حركة "أمتداد"، والجيل الجديد"، تحالف "من أجل الشعب"، الذي يضم 18 نائباً.
وذكر التحالف أنه حريص ولديه الرغبة بـ"التواصل مع جميع النواب المستقلين وإننا على استعداد تام لدعم تشكيل الحكومة التي تتبناها أي جهة مستقلة مع عدم مشاركتنا فيها وتأكيدنا على الالتزام بحضور جميع الجلسات البرلمانية وسوف لن نكون سبباً في تعطيل العملية السياسية".
شروط لتشكيل حكومة مستقلين
واشترط "تحالف من أجل الشعب" بحسب بيان له منح أصواته للشخصية المستقلة التي تشكل الحكومة المقبلة أن تتمتع بأربع شروط، أولها أن "يكون عراقياً مستقلاً نزيهاً وطنياً وليس عليه أي شبهة فساد، وألا يكون من مزدوجي الجنسية".
أما الشرط الثاني:" ألا يكون مشتركاً مع أحزاب السلطة سابقاً ولم يكن جزءاً من حكومات المحاصصة".
وجاء المطلب الثالث بأن "تتعهد الكتل السياسية جميعها والنواب المستقلون بعدم التدخل أو فرض الإرادات لا في عملية تشكيل الحكومة ولا في إدارتها لاحقاً من الشخصية المكلفة من أجل ألا تكون الحكومة القادمة حكومة محاصصة".
وجاء آخر اشتراطات التحالف، بحسب البيان، أن "تقدم الشخصية المكلفة برنامجاً حكومياً واقعياً يلامس حياة الناس ومتطلباتهم ويعالج التحديات التي تعصف بالواقع العراقي في كل مجالات الحياة".
كان الإطار التنسيقي الذي يضم قوى شيعية مقربة من إيران استبق الصدر في طرح مبادرة الإطار من تسع نقاط، ومرفقة بتسعة التزامات، تضمنت دوراً محورياً للمستقلين في تسمية رئيس الحكومة بشرط أن يكون ضمن إطار المكون الشيعي.