رسوم ترامب على تأشيرات H-1B.. الهند أبرز المتضررين

أفسد البيت الأبيض حياة العديد من الموظفين المغتربين خاصة من الهند بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثير للجدل حول تأشيرات العمل.
وقالت شبكة "CNBC"، إن الهند ستكون أكثر المتأثرين سلباً من أحدث خطوة اتخذها الرئيس الأمريكي لرفع رسوم طلبات تأشيرات H-1B.
وأحد الموظفين الهنود المختصين بمجال التكنولوجيا هي شوبرا سينغ، وهي خبيرة هندية في التكنولوجيا الحيوية كانت في رحلة عمل إلى الولايات المتحدة، قالت للشبكة الأمريكية، إن عائلتها وعائلات زملائها في العمل بدأوا يتداولون فيما بينهم رسائل لمختلف أنواع المقالات حول وضع العاملين بتأشيرة H-1B بشكل محموم مليء بالهلع، مضيفةً أن "القلق كان واضحًا".
ويُمثل الهنود والصينيون حوالي 71% و11.7% من حاملي تأشيرات H-1B في الولايات المتحدة.
ويُثير إعلان ترامب زيادة رسوم تأشيرات H-1B إلى 100000 دولار أمريكي حالة من عدم اليقين بشأن فرص عملهم في الولايات المتحدة.
وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند تدهورًا خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية إضافية على الصادرات الهندية ردًا على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي.
وفي الهند، انخفضت أسهم شركات تكنولوجيا المعلومات الهندية يوم الاثنين بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن خططها لفرض رسوم على تأشيرات العمل لجلب موظفين جدد إلى البلاد.
تأثير سوق الأسهم
وقد تُوجّه هذه الخطوة ضربةً قويةً للشركات -لا سيما في قطاعي التكنولوجيا والتمويل- التي تعتمد بشكل كبير على المهاجرين ذوي المهارات العالية، وخاصةً من الهند والصين.
وفي حال تطبيق رسوم التأشيرة البالغة 100000 دولار أمريكي لطلبات تأشيرة H-1B، "فسيزيد ذلك من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية لشركات خدمات تكنولوجيا المعلومات والعملاء النهائيين في الولايات المتحدة، مما يؤثر على هوامش أرباح هذه الشركات"، وفقًا لتقرير صادر عن سيتي للأبحاث يوم الأحد.
وأضاف التقرير أن هوامش أرباح شركات تكنولوجيا المعلومات الهندية من المرجح أن تتأثر، لأن تكلفة ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة قد لا تُحمّل بالكامل على العملاء.
وتفاعل المستثمرون مع هذا الخبر ببيع أسهم شركات الاستعانة بمصادر خارجية في تكنولوجيا المعلومات الهندية، مثل إنفوسيس، وتيك ماهيندرا، وويبرو، وإتش سي إل تكنولوجيز، وتاتا للخدمات الاستشارية.
كما شهدت الشركات الصغيرة والمتوسطة خسائر، حيث انخفضت أسهم Persistent Systems وCoforge وMphasis وFirstsource Solutions وCyient بنسبة تتراوح بين 1.7% و4.2% حتى صباح أمس الإثنين ببورصة لندن.
وتشير تحركات سوق الأسهم إلى أن المستثمرين يتوقعون ارتفاعًا ملحوظًا في التكلفة النسبية لتوظيف العمال بتأشيرات H-1B.
وصرحت روتشي موكيجا من شركة ICICI للأوراق المالية في مذكرة صدرت يوم الاثنين بأن زيادة رسوم التأشيرة ستؤدي إلى انخفاض متوسط في هوامش الربح بنحو 100 نقطة أساس، وتأثير متوسط بنسبة 6% تقريبًا على أرباح السهم لشركات تكنولوجيا المعلومات الهندية، إذا استمرت في "توظيف أشخاص جدد بتأشيرات H-1B".
ويشير المحللون إلى أن شركات تكنولوجيا المعلومات من المرجح أن تُغير استراتيجياتها في التوظيف نتيجةً لهذه النفقات الجديدة، إما بإرسال العمال إلى مراكز "قريبة" مثل المكسيك أو كندا، أو استبدال الموظفين الحاصلين على تأشيرة H-1B بمقيمين أو مواطنين أمريكيين، أو نقل المزيد من العمل إلى "مراكز القدرات العالمية" المتنامية في الهند.
وقالت شركة Mphasis، وهي شركة متخصصة في التعاقد الخارجي، في بيان صدر يوم الاثنين للمستثمرين، "على مر السنين، قللنا بشكل مطرد من اعتمادنا على التأشيرات من خلال زيادة التوظيف المحلي وعمليات الاستحواذ والشراكات، لدينا فريق عمل كامل لتلبية جميع متطلبات العملاء الحاليين، وسنواصل العمل كالمعتاد".
تداعيات تتجاوز قطاع التكنولوجيا
كما توقع توشي جين، من جي بي مورغان، أن يمتد تأثير هذه الأزمة، وإن كان طفيفًا، إلى ما هو أبعد من قطاع التكنولوجيا الهندي.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن انخفاض عدد حاملي تأشيرات H-1B الجدد سيؤدي على الأرجح إلى انخفاض التحويلات المالية إلى الهند.
كما يتوقع جين انخفاضًا في عدد الطلاب الهنود الذين يختارون الذهاب إلى الولايات المتحدة في السنوات القادمة، حيث قد تُصبح رسوم التأشيرة البالغة 100 ألف دولار بمثابة "ضريبة" جديدة على إيجاد وظيفة في الولايات المتحدة بعد التخرج.
وأكد براشانث براكاش، الشريك في شركة رأس المال الاستثماري الهندية "أكسل"، أنه لن يكون من السهل على الهنود الالتحاق بالجامعات الأمريكية والبحث عن عمل هناك.
وأضاف أن توقف المواهب الهندية عن التوجه إلى الولايات المتحدة قد يُفيد بيئة الشركات الناشئة الهندية، التي تُهيمن عليها شركات التكنولوجيا.