«بشائر بريكس».. اتفاق تاريخي على خط السيطرة بين بكين ونيودلهي
أعلنت الهند والصين، اليوم الجمعة، بدء تنفيذ اتفاق لإنهاء المواجهة العسكرية على حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا.
الاتفاق هو أكبر تحسن في العلاقات بين الدولتين النوويتين منذ الاشتباكات الدامية بين قواتهما قبل أربع سنوات.
ووفقا لمصدر حكومي هندي نقلا عن وكالة رويترز، بدأت قوات البلدين في الانسحاب من نقاط مواجهة، مما يبشر بنهاية أزمة امتدت عقودا، فيما كان زعيما البلدين موجودين في روسيا للمشاركة في قمة بريكس، التجمع الاقتصادي الآخذ في التوسع.
ووقعت الجارتان هذا الأسبوع اتفاقا بشأن تسيير دوريات على الحدود، مما مهد الطريق لعقد أولى محادثات رسمية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منذ خمسة أعوام، على هامش القمة الإقليمية في روسيا.
وقال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم الجمعة: "وفقا للحل المتفق عليه مؤخرا بين الهند والصين تنفذ الوحدات العسكرية في الخطوط الأمامية الأعمال ذات الصلة، مع تقدم سلس حتى الآن".
وفي نيودلهي صرح مسؤول حكومي مطلع بأن القوات على الجانبين بدأت الانسحاب من منطقتي ديبسانغ وديمتشوك، وهما آخر نقطتي مواجهة بين القوات.
وتحدث المصدر طالبا عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث مع وسائل الإعلام.
ولم ترد وزارة الخارجية الهندية بعد على طلب للتعليق من رويترز.
ولم يقدم أي من الطرفين تفاصيل عن الاتفاق الجديد، والذي يُتوقع أن يسهم في تحسين العلاقات السياسية والتجارية، التي توترت منذ الاشتباك العسكري في عام 2020، الذي أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين في وادي غالوان.
وكان الجانبان قد سحبا في وقت سابق قواتهما من خمس نقاط مواجهة أخرى، لكن آخر انسحاب للقوات حدث قبل أكثر من عامين.
يذكر أن العملاقين الآسيويين خاضَا حربا عام 1962 بسبب حدودهما غير المرسومة، ما كان مصدر توتر مستمر في العلاقات.
وفي 2020 تجددت الاشتباكات بين بكين ونيودلهي في أكبر مواجهة بين قواتهما منذ عقود، التي أسفرت عن مقتل 20 جنديا هنديا و4 جنود صينيين على الأقل.
وتتشترك الهند والصين في حدود غير مرسمة يبلغ طولها 3800 كيلومتر، والتزمت قواتهما باتفاقات سابقة منذ مدة طويلة لتجنب استخدام الأسلحة النارية على طول خط السيطرة الفعلية.
ماذا حدث في العقد الأخير من الصراع؟
شهد الخلاف بين العملاقين الآسيويين محطات مهمة خلال العقد الأخير، بدءا من أبريل/نيسان 2014، عندما اقترحت نيودلهي أن تعترف الصين بسياسة "الهند واحدة" لحل النزاع الحدودي.
وفي سبتمبر/أيلول 2015 تواجهت القوات الصينية والهندية في منطقة بورتسه شمال لاداخ بعد تفكيك القوات الهندية برج مراقبة صيني قرب خط الدوريات العسكرية المتفق عليه بين البلدين.
وفي يونيو/حزيران 2017 زاد الجانبان عدد قواتهما إلى ثلاثة آلاف جندي لكل منهما، وفي 23 يوليو/تموز 2017 طالبت الصين الهند بسحب قواتها من الجزء الصيني للشريط الحدودي.
واتهمت الصين الهند في 24 يوليو/تموز 2017 بانتهاك اتفاقية حدودية أبرمتها بريطانيا مع بكين عام 1890، وتعهدت الحكومات الهندية السابقة باحترامها.
وفي يونيو/حزيران 2019 أرسلت الصين جنودا لحماية أعمال بناء في منطقة دوكلام المتنازع عليها، فردت الهند بنشر قواتها لمنع استكمال المشروع.
وفي 2020 وقعت اشتباكات جديدة بين الجارتين، وفي 2024 بدأ تنفيذ اتفاق حدودي بين بكين ونيودلهي.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز