الهند تتجاهل الانتقادات وتتمسك بالواجب الأخلاقي.. "سنشتري نفط روسيا"
في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا إلى وقف استيراد النفط والغاز من موسكو، تبرز الهند كقوة يمكنها استيعاب الفائض من الطاقة الروسية.
ومنذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022 قفزت واردات الهند من روسيا بنحو 5 مرات لتصل إلى أكثر من 15 مليار دولار، وفقا لفوربس.
هذه الزيادة وضعت نيودلهي في مرمى الانتقادات الغربية، في ظل إصرارها على شراء الطاقة من موسكو.
الهند تجاهلت الانتقادات الغربية، مبررة موقفها بأن تلك الواردات تشكل جزءًا صغيرًا من مجمل حاجات البلاد، مضيفة أنها ستواصل شراء النفط الروسي "الرخيص"، معللة بأن الحظر المفاجئ سيرفع تكاليف الطاقة على المستهلكين المحليين.
هذا الموقف الواضح أكده اليوم الإثنين، وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري قائلا: "سنشتري النفط الروسي، وسنشتري من أي مكان آخر.. لدينا واجب أخلاقي تجاه المستهلكين، وندرس بعناية اقتراح مجموعة السبع بشأن وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي"
تتزايد واردات نيودلهي النفطية من موسكو منذ فبراير/ شباط، حيث تمكنت الهند من شراء المزيد من النفط الروسي بخصم كبير، بحسب بيانات رفينيتيف ايكون.
واستطاعت الهند استيراد 24 مليون برميل من الخام الروسي في مايو/أيار الماضي، مقارنة بنحو 7.2 مليون برميل في أبريل/ نيسان، ومايقارب ثلاثة ملايين برميل في مارس/أذار، وما يقرب من 28 مليون برميل في يونيو/ حزيران.
وتفوقت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، على الصين لتصبح أكبر مشتر للنفط الروسي في يوليو/تموز بالنسبة للكميات المنقولة بحرا بعد أن كانت تشتري كميات قليلة جدا من روسيا قبل بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط.
أظهرت بيانات حكومية أن واردات الهند من النفط الخام ارتفعت إلى 20.34 مليون طن في يوليو/تموز، بزيادة قدرها 35.4% عن مستواها قبل عام، بدعم من قفزة في الطلب.
وسجل مجمل واردات الهند السلعية من روسيا في الفترة من 24 فبراير/شباط إلى 26 مايو/أيار نحو 6.4 مليار دولار، مقارنة مع 1.99 مليار دولار في نفس الفترة العام الماضي، بحسب أرقام حكومية وفقا لرويترز.
فيما هبطت صادرات الهند إلى روسيا بنحو 50% إلى 377.7 مليون دولار خلال تلك الفترة، حيث لم تنجح حتى الآن في إنشاء آلية رسمية للدفع.
تُستبعد أحجام واردات النفط المنقولة بحراً من روسيا نفط CPC Blend، الذي يتم تصديره عبر الموانئ الروسية على البحر الأسود، ويتم توفيره غالباً من قبل الشركات التابعة لكازاخستان في الدول الغربية كأحجام ترانزيت.
تتعرض الهند لانتقادات غربية لمواصلتها شراء الطاقة الروسية، في حين تفرض أمريكا والدول الغربية عقوبات اقتصادية على موسكو بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
كما تبحث شركات الطاقة الروسية والهندية اتفاقيات توريد محددة الأجل، وعمليات الاستحواذ المحتملة على حصص في مشاريع النفط والغاز الروسية.
حظرت الولايات المتحدة وبريطانيا استيراد النفط الروسي، كما يسعى الاتحاد الاوروبي لاتخاذ نفس الخطوة، لكنه يواجه صعوبات في إصدار قرار توافقي بحظر الطاقة بشكل كامل بنهاية العام الجاري.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز