الهند تحارب الثيران وتحمي البقر لزيادة إنتاج الحليب
الحكومة الهندية طلبت من 10 مراكز لتربية الماشية تعزيز تكنولوجيا إنتاج سائل منوي معدل وراثيًا لزيادة عدد الإناث من الماشية
طلبت الحكومة الهندية من 10 مراكز لتربية الماشية تعزيز تكنولوجيا إنتاج سائل منوي معدل وراثيًا، لزيادة عدد الإناث من الماشية، من أجل تحسين إنتاجية الحليب ومكافحة ذبح الأبقار في البلاد، ومعالجة مشكلة كثرة الذكور من العجول الناشئة عن قوانين حظر ذبح الماشية، وبيعها للأغراض الزراعية فقط.
وتسمح تكنولوجيا "التمييز الجنساني" بالتحكم في جنس جنين الماشية، ويعتقد العلماء أن استخدام تلك التكنولوجيا سيؤدي لولادة 9 إناث مقابل كل ذكر من الماشية.
وذكر موقع "هندوستان تايمز" أن الثيران وذكور العجول أصبحت عبئًا على المزارعين لعدم إنتاجها للحليب، ويترتب على ذلك أن بعض المزارعين يتخلون عن الثيران ويطلقونها في الشوارع على غير هدى؛ حيث تجوع وينتهي بها المطاف إلى النفوق.
وقال عالم -رفض الكشف عن هويته- في المعهد المركزي لإنتاج السائل المنوي المجمد "سي إف إس بي" في بنغالور، عاصمة ولاية كارناتاكا جنوب الهند، التي تعد مقرًا للعديد من المؤسسات البحثية في الهند: إن "هناك بلدانا تتخلص من الثيران عن طريق إعدامها واستخدام لحومها، وهذا ليس خيارًا في العديد من ولايات الهند".
إلا أن شراء المزارعين تلك النوعية من السائل المنوي في الهند يحتاج إلى تكلفة باهظة؛ لأن الشركة الوحيدة التي تمتلك براءة الاختراع لتلك التكنولوجيا هي شركة "سيكسينج تكنولوجيز" الأمريكية المسجلة باسم "انجوران إل إل سي"، وتحتكر هذا النوع من الأسواق.
وتمثل التكلفة الباهظة عقبة في طريق تطبيق تلك التكنولوجيا على نطاق واسع؛ فجرعة السائل المنوي المعدلة يصل سعرها إلى 1500 روبية، أي ما يعادل 23,24 دولار أمريكي، وهو مبلغ لا يقوى عليه أغلب المزارعين الهنود.
في الوقت الحاضر، تُستخدم هذه التكنولوجيا فقط من قبل عدد قليل من المزارعين الأغنياء الذين يستطيعون شراء جرعات من الشركات الأجنبية، وتأتي هذه الجرعات من ذكور سلالات أجنبية.
ويقول الخبراء إن هذه السلالات قادرة على إنتاج الجنس المطلوب بنسبة 90%.
وذكرت وزارة الزراعة أن هناك نحو 300 مليون بقرة فى البلاد، ولا يتنتج الحليب سوى 85 مليون بقرة، بينما البقية -ومن ضمنها 84 مليون ذكر- تعد غير منتجة وتشكل عبئا على المزارع.
من خلال برنامج السائل المنوي المعدل تهدف مراكز تربية الحيوانات، لإضافة 6 ملايين من الأبقار عن طريق تهجين القطيع كل عام بصنف متفوق وراثيًا.
وستُستخدم تلك التكنولوجيا البيولوجية لتلقيح نحو 30٪ من الماشية في الهند اصطناعيًا، ما سيكلف الحكومة نحو 464 مليون دولار أمريكي على مدار 5 أعوام.
الجدير بالذكر، أن الهند هي أكبر منتج للحليب في العالم، وبلغ إجمالي إنتاجها من الحليب 155.5 مليون طن في 2015-2016، مقسمة بالتساوي تقريبًا بين الجاموس والأبقار. ومع ذلك من المتوقع أن يتجاوز الطلب على الحليب إلى 200 مليون طن بحلول 2021-2022.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز