"معارك الأرز" بين الهند وباكستان تمتد إلى أوروبا
الاتحاد الأوربي يحظر استيراد الأرز البسمتي من الهند، مدعيا أنه يسبب السرطان، فيما تزداد صادرات باكستان من الأرز إلى أوروبا
بعيدا عن التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان، تخوض الدولتان معركة من نوع آخر بعيدا عن أعين الكثيرين، أطلق عليها بعض المراقبين اسم "معركة الأرز"، تعليقا على المنافسة المستعرة بين الدولتين لتصدير الأرز إلى أوروبا.
فقد تقدمت جمعية مصدري الأرز في الهند بطلب إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تطالبه بالتدخل لحل مشكلة حظر الاتحاد الأوربي استيراد الأرز البسمتي من الهند، خاصة أن باكستان استغلت هذا الحظر واستولت على السوق الأوربي في تصدير الأرز البسمتي.
- تباطؤ نمو الاقتصاد الهندي الأشهر القليلة المقبلة
- الهند تعزز وجودها العسكري على حدود الصين.. لأول مرة منذ 55 عاما
وكان الاتحاد الأوربي قد فرض حظرا كاملا على استيراد الأرز البسمتي من الهند، بسبب العثور على مادة تريسيكلازول الكيميائية فيه، وتقول بعض الدراسات إنها قد تسبب السرطان، حيث شدد الاتحاد الأوربي على أنه لن يسمح باستيراد أي أرز يحتوي على أكثر من 0.01 جزء من المئة من بقايا تريسيكلازول اعتبارا من 1 يناير 2018.
وتتعرض الهند لفقدان أكثر من 260 مليون دولار، قيمة تصدير الأرز البسمتي للاتحاد الأوربي، بينما تتولى باكستان توريد كافة احتياجات أوروبا من الأرز، حيث Yن الهند وباكستان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تزرعان الأرز البسمتي في العالم.
وقال فيجاي سيتيا، رئيس جمعية مصدري الأرز في الهند، إنه لا يمكن خفض مستوى المبيدات بشكل مفاجئ إلى ما يقرب من الصفر، بحسب وكالة الأنباء الهندية "إيه إن آي".
وقالت الجمعية في رسالتها إلى رئيس الوزراء الهندي إنه لا توجد أدلة عملية على الآثار الضارة لهذه الفطريات على صحة الإنسان، وبالتالي لم تضع البلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان أي قيد على الأرز البسمتي الهندي بسبب استخدام تريسيكلازول.
وتريسيكلازول هي فطريات وضعتها دار العلوم الزراعية الهندية، للاستخدام على نطاق واسع لمكافحة مرض يؤثر على محصول الأرز.
وفي ظل الظروف المناخية الزراعية في الهند، فإن تريسيكلازول من وجهة النظر الهندية هو الحل الأمثل من حيث التكلفة لحماية الأرز، وتم استخدامه في جميع أنحاء العالم لأكثر من 30 عاما، مع عدم وجود حادث صحي واحد على الإنسان.
وقد طلب الاتحاد الأوروبي من جامعة "داو ساينس" بالولايات المتحدة الأمريكية، المطور الأصلي لمادة تريسيكلازول، تقديم معلومات إضافية عن جوانب السلامة من تريسيكلازول، في حين ذكرت جامعة "داو ساينس" أن المعلومات المطلوبة سيتم توفيرها في بداية 2019، لذلك قرر الاتحاد الأوربي خفض استيراد الأرز المحتوي على تريسيكلازول بداية من 1 يناير 2018.
وبدأت الجمعية في تنظيم حلقات عمل لتثقيف المزارعين بشأن قرار الاتحاد الأوروبي ونقل الممارسات الجديدة لزراعة الأرز ولتقليل المخلفات إلى أدنى حد ممكن.
وقد صدرت الهند 429,328 ألف طن من الأرز البسمتي بقيمة 311.41 مليون دولار إلى أوروبا بأكملها في الفترة 2016-2017، تم تصدير 357.402 ألف طن منها بقيمة 260.14 مليون دولار إلى بلدان الاتحاد الأوربي فقط.
أما باكستان المنافس الوحيد للهند في زراعة الأرز البسمتي، فصدرت حوالي 150 ألف طن إلى دول الاتحاد الأوربي في الفترة 2016-2017.
وتمثل صادرات الأرز البسمتي من الهند إلى الاتحاد الأوربي نحو 10% من إجمالي صادرات الهند من الأرز سنويا.
وحذر رئيس جمعية مصدري الأرز في الهند من أنه إذا لم يتم تصدير الأرز الهندي الى الاتحاد الأوربي سوف تستولي باكستان على سوق الأرز البسمتي داخل دول الاتحاد الأوربي.
وصرح سيتيا بأنه في الوقت الذي تحدد أوروبا معاييرها الخاصة في بقايا مبيدات الآفات، تحتاج الهند إلى مزيد من الوقت للامتثال للمعيار المعدل، حيث إن ما يتراوح بين 1.5 و1.7 مليون شخص يشاركون في زراعة الأرز البسمتي.
ومن المقرر أن يزور وفد من الحكومة الهندية بروكسل اعتبارا من 12 يوليو الجاري لبحث هذه المسألة.