بايدن في انتظار مودي لتحقيق حلم سنوات.. السلاح والتكنولوجيا
تساءلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن السبب وراء تقارب الولايات المتحدة والهند أكثر من أي وقت مضى.
واستشهدت المجلة الأمريكية بما قاله السيناتور الأمريكي -حينها- جو بايدن لدى زيارته إلى دلهي عام 2006: "أحلم بأن يكون أقرب بلدين في العالم في عام 2020 هما الولايات المتحدة والهند"،
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنهما ربما لم يحققا ذلك تماما بعد، لكن يبذل بايدن ما في وسعه للتأكد من تقاربهما أكثر في نهاية الأمر -لا سيما اقتصاديا وعسكريا- بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأسبوع المقبل.
وستبسط واشنطن السجادة الحمراء أمام مودي، الذي تستضيفه في عشاء رسمي، خلال ثالث زيارة من نوعها في ظل إدارة بايدن بعد استقبالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على مدار العام الماضي. وسيلقي مودي أيضًا خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس، وهي المرة الثانية له رئيسا لوزراء الهند.
وذكرت "فورين بوليسي" أنه على الرغم من التزام الجانبين الصمت بشأن الإعلانات المخطط لها، كان يجري العمل على عدد من الاتفاقيات المتوقعة بشأن رقائق أشباه الموصلات ومحركات الطائرات المقاتلة منذ شهور، الأمر الذي عززته زيارات وزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى نيودلهي خلال الأسابيع التي سبقت زيارة مودي.
هذا الأسبوع، يقال إن الجانبين أبرما صفقة لشراء أكثر من ٢٠ طائرة أمريكية بدون طيار.
ومن جانبه، قال السفير الهندي لدى الولايات المتحدة الأمريكية تارانغيت سينغ ساندو مؤخرا: "في حين لن أبوح بالأمر، يمكنني القول إن الجوانب الاحتفالية والموضوعية للزيارة ستكمل بعضها بعضا تماما، ولن يكون لها مثيل".
وأوضحت "فورين بوليسي" أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند لم تكن دائما سلسلة، وتظل الخلافات المحتملة موجودة، لكن ركز البلدان على ميدان يمكنهما فيه تحقيق التعايش.
وقال ساندو: "إن سألتني عن أكثر شيء أراهن عليه، ما هو عامل مضاعفة القوة لهذه العلاقة، إنها التكنولوجيا. إنها المفتاح الرئيسي لإطلاق الإمكانات الحقيقية للعلاقة".
وأمضى الجانبان شهورا لوضع الأساس. وفي نهاية يناير/كانون الثاني أطلق سوليفان ونظيره الهندي أجيت دوفال مبادرة بشأن التقنيات الحرجة والناشئة تلتزم بالتعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية واستكشاف الفضاء وأشباه الموصلات وتكنولوجيا الدفاع.
ورأت مجلة "فورين بوليسي"، أن أهم التطورات من المرجح أن تجري على الجبهة الدفاعية، لا سيما إذا أتت المناقشات الأخيرة حول الإنتاج المشترك لمحركات الطائرات والمدفعية بعيدة المدى والمركبات العسكرية ثمارها الأسبوع المقبل؛ نتاج تقارب استمر لسنوات حول مشاركة التكنولوجيا الدفاعية مع الهند.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن الأمر بطريقة ما، يعتبر فرصة لزواج مصلحة؛ إذ إن نصف المعدات العسكرية الهندية روسية الصنع، وعلى الرغم من أن نيودلهي أمضت سنوات في محاولة تنويع هذه الإمدادات، زادت الحرب الروسية في أوكرانيا الحاجة الملحة لإيجاد رفقاء جدد، هذا فيما ترى واشنطن في الأمر فرصة.
وأطلقت روسيا في فبراير/شباط من العام الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا لا تزال جارية دون حسم، الأمر الذي يجعل مصانع الأسلحة الروسية مجندة على ما يبدو لتوفير متطلبات القوات المشتبكة على الجبهات الجنوبية.
وقالت مديرة مبادرة الهند في معهد هدسون أبارنا باندي: "العلاقة التي كانت الولايات المتحدة قلقة تقليديا منها في العلاقات الدفاعية الوثيقة مع الهند هي الشراكة بين الهند وروسيا".
ورأت أن الأمر بمثابة فرصة؛ إذ إنه إذا أمكن إبعاد الهند بسبب نقص قطع الغيار، أو المعدات الإشكالية، أو تقارب روسيا مع الصين، "ربما (يمكنك) إقناع الهند بشراء المزيد من الولايات المتحدة وشركائها والحلفاء".
وأوضحت "فورين بوليسي" أن الصين مصدر كبير آخر للقلق المشترك الذي يقرب واشنطن ونيودلهي من بعضهما؛ إذ تدهورت علاقة الهند والصين في وقت سابق وبشكل كبير، حيث أدت الاشتباكات العسكرية على حدودهما المشتركة إلى تطهير الهند للتكنولوجيا الصينية (لا سيما حظر تيك توك) منذ قرابة السنوات الثلاث.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن التوسع البحري للصين في المحيط الهندي أخاف الهند، وعزز أهمية ما يسمى تحالف "كواد" (حوار أمني رباعي بدأ في 2007 وتطور لتحالف بين اليابان والولايات المتحدة والهند وأستراليا). وفي غضون ذلك، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل عاجل إعادة توجيه سلاسل إمدادات التكنولوجيا العالمية لتقليص الاعتماد على الصين.
وأضافت "فورين بوليسي" أن الهند تقدم بديلا جاهزا بعدة طرق، والذي ينبع جزء كبير منه من وضعها كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الأمر الذي يعني قوة عاملة كبيرة (وشابة)؛ إذ إن الملايين منهم من المهندسين المهرة، وتكاليف التصنيع المنخفضة نسبيا التي تدعمها حكومة مودي بحوافز ضريبية بموجب توقيعها برنامج "صنع في الهند".
وكما الحال مع الصين، يوفر حجم الهند الهائل سوقًا محلية ضخمة محتملة للشركات الأمريكية، وهي أفضلية على البدائل الأخرى، مثل: فيتنام والمكسيك.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز