وصيف أغنى رجل في آسيا يخسر رقما مهولا في 4 أيام.. ما السبب؟

تعثرت أحلام الملياردير الهندي جواتام أداني في الاستحواذ على قمة أثرياء قارة أسيا، وتراجعت ثروته بنحو 13 مليار دولار.

ويأتي ذلك على خلفية التراجع الحاد الذي تمكن من أسعار أسهم شركاته الست المسجلة في بورصة الأوراق المالية خلال الأسبوع الحالي.   

وخسر الملياردير الهندي، البالغ من العمر 58 عاما، خلال الأسبوع الحالي وحتى أمس الخميس، أكثر مما خسره أي شخص آخر في العالم خلال الأيام الماضية.

وتراجعت قيمة ثروته الخاصة بنحو 13.2 مليار دولار لتصل إلى 63.5 مليار دولار وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية اليوم الجمعة.

• من قبضة الإرهاب إلى القمة.. كيف تفوق رجل هندي على أثرياء العالم؟
• خريطة أثرياء الصين في القارة الصفراء.. كيف قهروا الفيروس؟

ووفقا لمؤشر وكالة بلومبرج لمليارديرات العالم، فإن أداني يحتل الترتيب الـ15 في المؤشر برصيد 67.6 مليار دولار، الساعة 02:02 بتوقيت جرينتش اليوم الجمعة.

وبعد أن نجح أداني قبل أيام قليلة في تضييق فارق الثروة بينه وبين الملياردير الهندي موكيش أمباني، أغنى شخص في آسيا، والذي يحتل الترتيب الـ12 برصيد 84.5 مليار دولار، إلا أن تراجع أسعار أسهم 4 من شركات أداني الست المسجلة في البورصة ليستمر تراجعها لليوم الخامس على التوالي، وسع الفجوة بين الاثنين.

كانت أسهم شركات أداني بدأت التراجع يوم الإثنين الماضي بعد نشر صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية تقريرا عن تجميد حسابات 6 صناديق استثمار مقرها موريشيوس، بسبب عدم كفاية المعلومات الخاصة عن ملاكها، وكان الجزء الأكبر من الأسهم التي تمتلكها الصناديق الثلاثة وقيمتها حوالي 6 مليارات دولار في شركات أداني.

ورغم نفي مجموعة شركات أداني للتقرير الصحفي، واتهامه بتضليل مجتمع الاستثمار في الهند بشكل متعمد، اندفع المستثمرون إلى التخلص من أسهم الشركات في البورصة مما أدى إلى تراجع أسعارها بشدة.

حياة درامية

ويمتلك الملياردير الهندي جوتام أداني حياة درامية، فمن الاختطاف ثم الوقوع بقبضة الإرهابيين بعد ذلك إلى قمة عالم الأثرياء الآن.

في عام 1998 تعرض أداني لعملية اختطاف، إثر هجوم إرهابي على فندق تاج محل في مومباي أثناء وجود رجل الأعمال.

وقبل الأسبوع الجاري، كان أداني أكثر شخص يحقق ثروة في العالم خلال عام 2021 بقيمة 16.2 مليار دولار، ليقفز صافي ثروته إلى 50 مليار دولار، وفق مؤشر بلومبرج للمليارديرات.

وتفوق رجل الأعمال الهندي على أباطرة أثرياء العالم، مثل إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وجيف بيزوس مؤسس متجر أمازون العملاق.

فسرت بلومبرج هذه القفزة في ثروة رجل الأعمال الهندي إلى ارتفاع أسهم شركاته باستثناء مؤسسة واحدة، بمعدل 50% خلال هذا العام.

وقال سونيل تشانديراماني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نيكا للخدمات الاستشارية، إن أداني يعمل على توسيع نشاطاته لتتكيف مع الأسواق، حيث دخل مجال البيانات، ويخطط لاقتحام صناعة التكنولوجيا.

مسيرة ناجحة

ولد جوتام أداني في 24 يونيو 1962 في مدينة أحمد آباد بمقاطعة جوجارات الهندية في أسرة تعمل في صناعة النسيج.

والتحق أداني بجامعة جوجارات لدراسة التجارة ولكنه ترك الجامعة في السنة الثانية لاهتمامه بالعمل ولكنه لم يتملك أي نية للانضمام إلى مصنع النسيج الخاص بوالده.

انتقل أداني إلى مومباي في سن 18 وبدأ العمل في فرز الألماس بشركة ماهيندرا براذرز ولكنه عمل كوسيط لبيع الألماس لحسابه الخاص وتمكن من تحقيق مبلغ جيد، ثم عاد إلى أحمد آباد لمساعدة شقيقه في تشغيل مصنع البلاستيك الجديد.

وسرعان ما بدأ أداني بتجارة السلع من خلال استيراد البولي فينيل كلوريد من كوريا الجنوبية، وهي إحدى المواد الخام الرئيسية لتصنيع البلاستيك.

وفي عام 1988، قام بتأسيس شركة أداني للصادرات المحدودة لتصدير السلع والمواد الغذائية ومن ثم توسعت تدريجيا، لا سيما في ظل عملية التحرير والإصلاحات الاقتصادية في الهند.

أما في عام 1995 فاز رجل الأعمال الهندي بعقد تشغيل ميناء موندرا بالاشتراك مع إدارة الميناء والمنطقة الاقتصادية الخاصة، وقد تم توسعتها لاحقاً موانئ أداني والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، التي تعد اليوم أكبر مشغل خاص متعدد الموانئ في الهند.

ثم أسس أداني في عام 1996 شركة أداني للطاقة المحدودة لتكون أكبر شركة منتجة للطاقة، وأكبر منتج للطاقة الشمسية في الهند، ثم اخترق نشاط تجارة الفحم واستخراجه، بالإضافة إلى التعدين والتنقيب عن النفط والغاز، كما دخل إلى القطاع الزراعي من أوسع أبوابه عبر إنتاج الزيوت الصالحة للأكل والنقل. 

نشاط مجتمعي 

أسس أداني بالتعاون مع زوجته مؤسسة أداني الخيرية كجزء من التزامه الشخصي للمجتمع، وهي تعمل اليوم في العديد من الولايات الهندية وتقوم بإنشاء مدارس التعليم وتنمية المناطق الريفية.

كما تعمل المؤسسة على تعزيز صحة المجتمع وتساعد الناس على تعلم مهارات لكسب رزقهم والحفاظ عليه، وحصلت مؤسسة أداني الخيرية في عام 2014 على جائزة "Greentech" للمسؤولية الاجتماعية للشركات.