من قبضة الإرهاب إلى القمة.. كيف تفوق رجل هندي على أثرياء العالم؟
حياة درامية عاشها الملياردير الهندي جوتام أداني، فمن الاختطاف ثم الوقوع بقبضة الإرهابيين بعد ذلك إلى قمة عالم الأثرياء الآن.
في عام 1998 تعرض أداني لعملية اختطاف، إثر هجوم إرهابي على فندق تاج محل في مومباي أثناء تواجد رجل الأعمال.
لكن الآن، بات أداني أكثر شخص يحقق ثروة في العالم خلال عام 2021 بقيمة 16.2 مليار دولار، ليقفز صافي ثروته إلى 50 مليار دولار، وفق مؤشر بلومبرج للمليارديرات.
بهذا الرقم يتفوق رجل الأعمال الهندي على أباطرة أثرياء العالم، مثل إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وجيف بيزوس مؤسس متجر أمازون العملاق.
أسباب القفزة
فسرت بلومبرج هذا القفزة في ثروة رجل الأعمال الهندي إلى ارتفاع أسهم شركاته باستثناء مؤسسة واحدة، بمعدل 50% خلال هذا العام.
وقال سونيل تشانديراماني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نيكا للخدمات الاستشارية، إن أداني يعمل على توسيع نشاطاته لتتكيف مع الأسواق، حيث دخل مجال البيانات، ويخطط لاقتحام صناعة التكنولوجيا.
مسيرة ناجحة
ولد جوتام أداني في 24 يونيو 1962 في مدينة أحمد آباد بمقاطعة جوجارات الهندية في أسرة تعمل في صناعة النسيج.
التحق أداني بجامعة جوجارات لدراسة التجارة ولكنه ترك الجامعة في السنة الثانية لاهتمامه بالعمل ولكنه لم يتملك أي نية للانضمام إلى مصنع النسيج الخاص بوالده.
- خريطة أثرياء الصين في القارة الصفراء.. كيف قهروا الفيروس؟
- إنفوجراف.. أثرياء الجائحة.. أغنى 5 مليارديرات في أفريقيا
انتقل أداني إلى مومباي في سن 18 وبدأ العمل في فرز الألماس بشركة ماهيندرا براذرز ولكنه عمل كوسيط لبيع الألماس لحسابه الخاص وتمكن من تحقيق مبلغ جيد، ثم عاد إلى أحمد آباد لمساعدة شقيقة في تشغيل مصنعه البلاستيكي الجديد.
وسرعان ما بدأ أداني بتجارة السلع من خلال استيراد البولي فينيل كلوريد من كوريا الجنوبية، وهي إحدى المواد الخام الرئيسة لتصنيع البلاستيك.
وفي عام 1988، قام بتأسيس شركة أداني للصادرات المحدودة لتصدير السلع والمواد الغذائية ومن ثم توسعت تدريجيا لاسيما في ظل عملية التحرير والإصلاحات الاقتصادية في الهند.
أما في عام 1995 فاز رجل الأعمال الهندي بعقد تشغيل ميناء موندرا بالاشتراك مع إدارة الميناء والمنطقة الاقتصادية الخاصة، وقد تم توسعتها لاحقاً موانئ أداني والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة التي تعد اليوم أكبر مشغل خاص متعدد الموانئ في الهند.
ثم أسس أداني في عام 1996 شركة أداني للطاقة المحدودة لتكون أكبر شركة منتجة للطاقة، وأكبر منتج للطاقة الشمسية في الهند، ثم اخترق نشاط تجارة الفحم واستخراجه، بالإضافة إلى التعدين والتنقيب عن النفط والغاز.
كما دخل إلى القطاع الزراعي من أوسع أبوابه عبر إنتاج الزيوت الصالحة للأكل والنقل.
نشاط مجتمعي
أسس أداني بالتعاون مع زوجته مؤسسة أداني الخيرية كجزء من التزامه الشخصي للمجتمع، وهي تعمل اليوم في العديد من الولايات الهندية وتقوم بإنشاء مدارس التعليم وتنمية المناطق الريفية.
كما تعمل المؤسسة على تعزيز صحة المجتمع وتساعد الناس على تعلم مهارات لكسب رزقهم والحفاظ عليه.
وحصلت مؤسسة أداني الخيرية في عام 2014 على جائزة "Greentech" للمسؤولية الاجتماعية للشركات.