طفل هندي ينهي حياته بعد خسارة 13 مليون روبية في لعبة «فري فاير»

حادثة مأساوية في لوكناو تعيد الجدل حول خطورة الألعاب الإلكترونية بعد انتحار طفل لم يتجاوز 12 عامًا وخسارة ضخمة داخل لعبة "Free Fire".
في واقعة صادمة شهدتها مدينة لوكناو بالهند، أقدم طفل يبلغ من العمر 12 عامًا على الانتحار بعد خسارته مبلغًا ضخمًا داخل لعبة "Free Fire"، وصل إلى 13 مليونًا و300 ألف روبية هندية، أي ما يعادل نحو 16 ألف دولار أمريكي، وهي كامل مدخرات والده التي سحبها عبر ربط الحساب البنكي باللعبة.
تفاصيل الحادثة
والد الطفل، ويدعى ياش كومار، كان قد توجه صباح يوم الحادث إلى البنك لسحب مبلغ مالي مخصص لعلاج زوجته المريضة، ليتفاجأ بأن حسابه البنكي خالٍ تمامًا. وبعد مراجعة المعاملات المصرفية، اكتشف سلسلة من العمليات المالية المرتبطة بمنصات ألعاب إلكترونية. وعند عودته إلى المنزل لمواجهة ابنه، أنكر الأخير في البداية، لكنه انهار لاحقًا معترفًا بأنه ربط حساب والده البنكي بلعبة "Free Fire" وخسر كامل المبلغ أثناء اللعب.
ورغم أن الأب أبدى هدوءًا خلال المواجهة، وأكد لابنه أنه لن يعاقبه، بل استعان بمعلم خصوصي لدعمه نفسيًا، فإن الطفل لم يحتمل شعور الذنب، فانزوى داخل غرفته لبعض الوقت، قبل أن تعثر عليه أسرته مشنوقًا في مشهد مأساوي. وعلى الفور، نُقل إلى مركز صحي قريب، غير أن الأطباء أعلنوا وفاته فور وصوله. وحضرت الشرطة إلى المستشفى وفتحت تحقيقًا رسميًا في الواقعة.
حوادث متكررة
الحادثة لم تكن الأولى من نوعها في الهند؛ فقد سجلت وسائل الإعلام المحلية خلال الأشهر الماضية عدة حالات انتحار مشابهة مرتبطة بخسائر مالية داخل ألعاب إلكترونية، الأمر الذي يعكس حجم الأزمة ويبرز الحاجة إلى تحرك منظم لمواجهتها.
اللعبة تحت الانتقادات
تعد لعبة "Free Fire" واحدة من أكثر الألعاب الإلكترونية انتشارًا بين المراهقين والأطفال في الهند وعدد من الدول العربية. وقد أثارت اللعبة جدلاً واسعًا بعد أن استعانت الشركة المطوِّرة بالفنان المصري محمد رمضان للترويج لها في الشرق الأوسط، خاصة مع تزايد حالات مشابهة في المنطقة. ومؤخرًا، شهد حي الدقي بمحافظة الجيزة في مصر حادثة مشابهة، حيث أنهى مراهق حياته بعد خسارته مبلغًا ماليًا داخل لعبة إلكترونية، الأمر الذي أعاد النقاش بقوة حول خطورة هذه الألعاب.
تحذيرات متنامية
يحذر خبراء في مجالي الصحة النفسية والذكاء الاصطناعي من أن إدمان الألعاب الإلكترونية بات أزمة عالمية، حيث تم تسجيل حوادث مأساوية في مصر، والهند، وأمريكا، ودول أخرى. ويدعو المختصون إلى تعزيز الرقابة الأسرية وفرض تشريعات لتنظيم هذه الألعاب، بدلًا من الاكتفاء بالمنع الكامل، الذي يعتبرونه غير فعال.
وفي ظل تكرار هذه المآسي، تتصاعد الدعوات محليًا ودوليًا لضرورة تحرك عاجل يوازن بين تنظيم صناعة الألعاب وحماية الأطفال والمراهقين من مخاطرها النفسية والمالية.