أمريكا تدعو لهدنة إنسانية 3 أشهر وتنفيذ خارطة الرباعية لسلام السودان
جددت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، دعوتها إلى هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر في السودان، وأكدت على ضرورة تنفيذ خارطة الرباعية للوصول للسلام في هذا البلد الأفريقي الذي مزقته الحرب.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إنها تؤكد التزامها بمنع الحرب في السودان من زعزعة استقرار المنطقة وتحويل البلاد إلى ملاذ آمن لمن يهدد المصالح الأمريكية.
وشددت على ضرورة تنفيذ خارطة الطريق التي أطلقتها دول الرباعية -الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر- لإقرار السلام في السودان، وفق البيان المشترك الصادر في 12 سبتمبر/أيلول الماضي.
وينص البيان على وقف إنساني لإطلاق النار لمدة 3 أشهر، يتبعه وقف دائم شامل، ثم عملية انتقالية شفافة وشاملة تهدف إلى إنشاء حكومة مستقلة يقودها مدنيون، قادرة على إدارة البلاد بفعالية وتحظى بشرعية واسعة ومسؤولية أمام الشعب السوداني.
وأكدت واشنطن أنها ستنسق مع الدول الإقليمية لإنهاء الانتهاكات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في السودان، مع حث الجهات الخارجية على وقف أي دعم مالي أو عسكري للأطراف المتحاربة، لما لذلك من أثر مباشر في تأجيج النزاع واستمرار معاناة المدنيين.
مبادئ السلام وفق بيان الرباعية
- السيادة والوحدة والسلامة الإقليمية للسودان: تُعد ضرورية لضمان السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة.
- رفض الحل العسكري للنزاع: لا يوجد حل عسكري ناجع، والوضع القائم يفاقم المعاناة ويهدد الأمن الإقليمي.
- حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية: يجب على جميع الأطراف تسهيل دخول المساعدات بسرعة وأمان، وحماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني، مع الامتناع عن أي هجمات عشوائية على البنية التحتية المدنية.
- الانتقال السياسي الشفاف والشامل: مستقبل الحكم في السودان يجب أن يحدده الشعب السوداني، عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة لا يسيطر عليها أي طرف متحارب، مع استبعاد الجماعات المتطرفة المرتبطة أو المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين، التي ساهمت في تأجيج العنف وزعزعة الاستقرار.
- وقف الدعم العسكري الخارجي: أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة يطيل أمد النزاع ويزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، ويجب إيقافه فورًا لإنهاء الأزمة.
- الالتزامات العملية للدول الأربعة (أمريكا ومصر والسعودية ودولة الإمارات)
- دعم التسوية التفاوضية بمشاركة الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».
- الضغط على الأطراف لحماية المدنيين والبنية التحتية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتضررة.
- تعزيز أمن منطقة البحر الأحمر بشكل أوسع.
- مواجهة التهديدات العابرة للحدود من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
- منع الجهات الإقليمية والدولية التي تسعى للاستفادة من استمرار الصراع من التسبب في مزيد من عدم الاستقرار.
تعاون إقليمي ودولي مستمر
وأكد البيان التزام الدول الأربع بمتابعة تنفيذ الجداول الزمنية لضمان وقف إطلاق النار وإطلاق العملية الانتقالية، بما في ذلك عقد اجتماعات دورية لمناقشة الخطوات المقبلة.
كما شدد الوزراء على أهمية تحفيز المجتمع الدولي ودعم جهود الإغاثة المبكرة وإعادة الإعمار، مستفيدين من الاجتماعات الإنسانية السابقة، ومؤكدين أن جهود السعودية عبر عملية جدة ومبادرات مصر عبر منتدى القوى المدنية والسياسية السودانية تشكل جزءًا أساسيًا من خطة السلام.
وأوضح البيان أن الدول الأربع ستواصل المشاورات والاجتماعات على المستويات الوزارية ودون الوزارية لضمان نجاح الانتقال السياسي الشامل والشفاف، ووضع أسس حكومة مدنية مستقلة وشرعية طويلة الأمد، بما يعزز الاستقرار ويضع حدًا لمعاناة الشعب السوداني.