التضخم في أوروبا.. رعب "الرقمين" يهز القارة العجوز
ارتفع التضخم في المملكة المتحدة أكثر من المتوقع في أكتوبر/تشرين الثاني، حيث وصل إلى 11.1%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1981، بالمقارنة مع تضخم بلغ 10.1% في سبتمبر/أيلول.
كان السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو زيادة أسعار الكهرباء والغاز، التي ارتفعت بنسبة 24% على أساس سنوي على الرغم من القيود الحكومية، وأسعار المواد الغذائية، التي ارتفعت بنسبة 16.4%.
في منطقة اليورو، من المتوقع أن يصل التضخم السنوي إلى مستوى قياسي جديد 10.7% في أكتوبر/تشرين الأول، ارتفاعا من 9.9% في سبتمبر/أيلول، وفقا لأحدث تقدير لهيئة إحصاءات الكتلة الأوروبية يوروستات.
أكثر من نصف دول منطقة اليورو سجلت معدلات تضخم من رقمين في أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك ألمانيا (11.6%) وبلجيكا (13.1%) وهولندا (16.8%)، وسجلت فرنسا أدنى معدل عند 7.1%.
وشهدت إيطاليا أكبر زيادة شهرية في الأسعار، حيث قفز التضخم من 9.4% في سبتمبر/أيلول إلى 12.8% في أكتوبر/تشرين الأول.
كانت أسعار الطاقة مرة أخرى هي المحرك الرئيسي للتضخم في منطقة اليورو، مع ارتفاع بنسبة 41.9% على أساس سنوي، مقارنة بنحو 40.7% في سبتمبر/أيلول و38.6% في أغسطس/أب.
ولا تزال دول البلطيق هي الأكثر تضررا، حيث تشهد إستونيا على وجه الخصوص أعلى مستويات التضخم في منطقة اليورو، عند 22.4% في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بنحو 6.8% قبل عام.
لكن يمكن لإستونيا أن تتنفس الصعداء هذا الشهر، حيث انخفض التضخم بشكل طفيف مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول، عندما وصل إلى 24.1%، وأغسطس/أب عندما كان عند 25.2%.
وبلغ معدل التضخم في ليتوانيا أيضا 22.0%، بينما انخفض قليلا في لاتفيا إلى 21.8%.
ارتفع معدل التضخم في منطقة اليورو من 7.4% في أبريل/نيسان، حيث يستمر ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء متأثرة بالحرب الروسية في أوكرانيا، وفقا لـ"euronews".
على خطى نظرائه في جميع أنحاء من العالم، رفع البنك المركزي الأوروبي في يوليو/تموز أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 11 عاما بمقدار أكبر من المتوقع، حيث يستهدف كبح جماح التضخم المرتفع.
تبع ذلك ارتفاع قياسي آخر في أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، مما أثار تساؤلات جديدة حول ما إذا كان الاندفاع إلى جعل الائتمان أكثر تكلفة وإبقاء التضخم تحت السيطرة سيغرق الاقتصادات الرئيسية في الركود.
في 27 أكتوبر/تشرين الأول، رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى، ورفع سعر الفائدة على الودائع بمقدار 75 نقطة أساس أخرى إلى 1.5% وهو أعلى معدل منذ أكثر من عقد.
ما الذي يسبب معدلات التضخم المرتفعة؟
كانت أوروبا والكثير من دول العالم تتأثر بالفعل بارتفاع أسعار الطاقة، مما يساهم في التضخم، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط.
أدى الصراع إلى تفاقم أزمة الطاقة من خلال تأجيج المخاوف العالمية من أنه قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط أو الغاز الطبيعي من روسيا، وربطت موسكو في سبتمبر/أيلول عودة إمداداتها كاملة من الغاز للقارة العجوز برفع العقوبات المفروضة عليها.
تزود روسيا أوروبا عادة بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
كما ارتفعت أسعار العديد من السلع الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية، منذ أن تم تطبيق عمليات الإغلاق بسبب كوفيد - 19 لأول مرة قبل عامين، مما أدى إلى الإضرار بسلاسل التوريد العالمية، وترك المحاصيل تتعفن، وتسبب في حالة من الذعر في الشراء في محلات السوبر ماركت.
أدت الحرب في أوكرانيا مرة أخرى إلى تفاقم التوقعات بشكل كبير، حيث تمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث القمح والشعير العالميين، وثلثي صادرات العالم من زيت عباد الشمس المستخدم في الطهي، وكييف هي أيضا رابع أكبر مصدر للذرة في العالم.
aXA6IDMuMTM3LjE2Ni42MSA= جزيرة ام اند امز