تأثير الشمس يصل إلى أعماق الأرض.. دراسة تكشف أسرارا جديدة
توصلت دراسة جديدة نشرت في مجلة "نيتشر كومينكيشنز" إلى اكتشاف مفاجئ، وهو أن الإشعاع الشمسي لا يؤثر على سطح الأرض فحسب، بل يؤثر أيضا على باطنها العميق.
ويتحدى هذا الاكتشاف الاعتقاد بأن عمليات مثل الانفجارات البركانية واصطدام الصفائح التكتونية هي التي تؤثر فقط على بيئة سطح كوكبنا.
ووجد باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم أن الإشعاع الشمسي يخلق اختلافات في درجات الحرارة على سطح البحر، مما يؤثر على الحياة البحرية، ويتم نقل هذه الكائنات البحرية الغنية بالكربون إلى باطن الأرض عن طريق اندساس الصفائح المحيطي، وتغير هذه العملية حالة الأكسدة والاختزال في الصهارة القوسية، وهو التوازن بين ظروف الاختزال والأكسدة في الصهارة البركانية.
وقال الجيولوجي وان بو، المؤلف المشارك للدراسة: "هذا يدل على أن المناخ السطحي يؤثر بشكل مباشر على أعماق الأرض".
ومن خلال تحليل الآلاف من عينات الصهارة، اكتشف الباحثون أن حالة الأكسدة والاختزال تختلف عالميا، وهي ضرورية للعثور على الخامات المعدنية اللازمة للطاقة المتجددة، وقد لاحظوا أن الصهارة المؤكسدة أقل في خطوط العرض المنخفضة، مقارنة بخطوط العرض الأعلى.
وأوضح وان بو: "كشفت النتائج التي توصلنا إليها عن أنماط غير متوقعة في استجابات الأكسدة والاختزال عند خطوط عرض مختلفة".
ودعمت دراسات قاع البحر هذا الأمر أيضا، حيث أظهرت انخفاضا أكبر في رواسب الكربون عند خطوط العرض المنخفضة، وتتفاعل هذه العناصر مع الكبريت لتكوين الكبريتيد، الذي ينتقل بعد ذلك إلى الوشاح، مما يؤثر على حالة الأكسدة والاختزال.
وقال هو فانغيانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هذا النمط يربط البيئة السطحية بالأرض العميقة ويفتح اتجاهات بحثية جديدة".
ويدعو الباحثون إلى مزيد من البيانات لمواصلة استكشاف هذه النتائج وفهم الروابط بين سطح الأرض وباطنها العميق.