حرب المعلومات.. كيف تروض واشنطن "التنين والدب"؟
عندما يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ موسكو، الأسبوع المقبل، سيطلب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بلا شك أسلحة لتجديد ترسانته.
رؤية وضعها المحللان الأمريكيان جو ليبرمان وجوردون همفري عبر مقال لصحيفة وول ستريت جورنال، مؤكدين أنها مهما كانت الخطة الصينية الروسية "المبتكرة" فإنها ستعرض الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها للخطر.
وبحسب رؤية المحللين فإن الولايات المتحدة تواجه خطرا أوسع يمتد عبر أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مع تهديدات صينية وروسية وإيرانية، مصممة على استبدال القيادة الأمريكية في العالم.
ووفقا للكاتبين فإن بكين تتمسك بتايوان، وروسيا شنت عملية عسكرية ضد أوكرانيا بينما تتزايد التهديدات الإيرانية بـ"إبادة" إسرائيل، حيث تثير احتمالية وقوع عدوان متزامن، وهي ثلاثية تمثل أخطر التحديات على الإطلاق للأمن القومي الأمريكي.
خريطة الانتصار
ليبرمان وهمفري حددا مجموعة من الإجراءات التي يمكن بها أن تنتصر الولايات المتحدة عبر استخدام "كل أداة من أدوات القوة الوطنية.. للأسف تلاشى أحد أقوى الأسلحة وأقلها تكلفة على مدار العشرين عاما الماضية، ألا وهو الحشد لإقناع الجماهير الأجنبية".
وأضافا: "لنتذكر الدور المهم الذي لعبته وكالة المعلومات الأمريكية في كسب الحرب الباردة.. أقنعت إذاعات صوت أمريكا المواطنين السوفيات بأن الحياة إلى جانبنا من الستار الحديدي أفضل من حياتهم".
ومضى التحليل في سرد الخطة القديمة "صوت أمريكا لم يعتمد على الأخبار وحدها.. وظفت كتابا تحريريين وتعاقدت مع أفلام صنعت في هوليوود.. إذا كان الاعتماد الوحيد على الأخبار كافياً فإن بوتين لن يحتل مكانة عالية في استطلاعات الرأي الروسية".
وتابع: "يجب على الولايات المتحدة أن تعيد الحشد والدعوة التي تهدف إلى الإقناع.. هذا هو المكان الذي يأتي فيه الذكاء.. إن هزيمة الدعاية بالدعوة الصادقة أكثر صعوبة مما كانت عليه في ذروة السيطرة الأمريكية".
وقال التحليل: "إن خصومنا ينفقون علينا بأعداد كبيرة وباستخدام الروبوتات ووسائل التواصل الاجتماعي، يقومون بإلقاء المعلومات المضللة في ملايين أجهزة الكمبيوتر والعينين والأذنين والعقول كل يوم.. لقد صعدوا من لعبتهم بشكل كبير، لذلك يجب علينا أن نتحرك".
مسؤول خارق
يتطلب تجاوز الخصوم من الرئيس الأمريكي أن يأمر صراحة بتطوير برنامج طويل الأجل للحشد يتجاوز برنامج الخصوم في الميزانية والإبداع والتكنولوجيا، وتتطلب قيادة مثل هذا الجهد مسؤولاً يتمتع بخبرة عالية في الاتصالات والعلاقات العامة ويتمتع بالثقل للتغلب على الجبن البيروقراطي والجمود.
ليبرمان وهمفري اعتبرا أن ترشيح الرئيس الأمريكي جو بايدن للسيدة إليزابيث ألين لمنصب وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة كان خيارا موفقا، لكونها شغلت منصب نائب مدير الاتصالات في البيت الأبيض عندما كان بايدن نائبا للرئيس.
وتشير هذه الخلفية إلى أنها ستحظى بأذن الرئيس كلما احتاجت البيروقراطية إلى دفعة، و"هذا أمر حيوي للنجاح"، حيث تتركز مهمتها الرئيسية على "الكشف عن المعلومات المضللة الصادرة من الخارج ومكافحتها" والدعوة بنشاط إلى "قيم وسياسات الولايات المتحدة"، وسيخدم مجلس الشيوخ الأمة الأمريكية بشكل جيد من خلال التأكيد السريع على التصويت لصالح "ألين" بتصويت من الحزبين.
كنموذج أولي يوضح نوع الدعوة التي يجب إنتاجها على نطاق واسع، فكر في مقطع الفيديو الأول من نوعه الذي تم إنشاؤه مؤخرا بواسطة مكتب وكيل الوزارة "إلى شعب روسيا"، وهو يعكس تأكيد السيد بايدن للشعب الروسي: "أنت لست عدونا".
إنها تحفة من روائع المناصرة، غنية بالصور، تبدأ بالتذكير بالوقت الذي انتصرت فيه الولايات المتحدة وروسيا في الحرب العالمية الثانية بوصفهما حليفتين، إنه يتحدث عن تعاوننا في الفضاء ويثني على الشعب الروسي لإسهاماته العظيمة في الفنون والعلوم.
في النهاية، يظهر مقطع فيديو لحرب السيد بوتين مصحوبا بالكلمات "لا نعتقد أن هذا هو ما أنت عليه، نحن نقف مع كل من يسعى لبناء مستقبل أكثر سلاما"، وقد تم رفع الفيديو على منصة تليغرام، باعتبارها المستخدمة على نطاق واسع من قبل الروس.
وهنا علق الكاتبان بقولهما "ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي الأسبق ونائب رئيس مجلس الأمن الآن، كان غاضبا بعد مشاهدة مقطع الفيديو"، وهذا يعني أن اكتشافه لفيديو هجومي دليل على خوف الكرملين من انتفاضة شعبية.
لقد اخترعت الولايات المتحدة الإنترنت والشبكات الخاصة الافتراضية التي تتحدى معظم الرقابة، وإلى أن تصبح واشنطن جادة بشأن مناصرة حلفائها فإنها ستستمر في خسارة حرب المعلومات بشكل افتراضي، وفي النهاية انخفاض حاد في أمن الغرب وحريته وازدهاره.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز