"شيخوخة" البنية التحتية.. التحدي الجديد الذي يواجه تحول الطاقة
مع ارتفاع قدرات إنتاج الطاقة المتجددة إلى آفاق جديدة، فإن البنية التحتية اللازمة تكافح من أجل مواكبة ذلك القطاع المزدهر.
ووفقا لتقرير نشره موقع أويل برايس، فإن إيصال الطاقة إلى منزلك ليس بالأمر البسيط، بل يحتاج كثيرا من العمليات والمعدات والبنية التحتية اللائقة. وتواجه مولدات الطاقة النظيفة أحيانا عملية تسمى "التقليص"، وهو السيناريو الذي يجب فيه أن يتم وقف مولدات الطاقة النظيفة عندما يكون الإنتاج في أعلى مستوياته وذلك لتجنب إرهاق الشبكة.
وأوضح التقرير أن هذه المشكلة أصبحت شائعة بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء العالم تقريبًا، حيث واجهت الزيادات واسعة النطاق في إضافات قدرات الطاقة المتجددة - شيخوخة شبكات الطاقة وعدم جاهزيتها.
وهذا يعني أن المناطق التي كانت الأكثر طموحًا بشأن نمو الطاقة المتجددة لديها هي المناطق التي تعاني من أكبر مشكلات التقليص خوفا من الضغط على بنيتها التحتية.
جزيرة غيغو
وانتقلت جزيرة غيغو في كوريا الجنوبية، وهي المثال العالمي للطاقة الخضراء، من ثلاث حالات تقليص فقط في عام 2015 إلى 103 حالات في عام 2022 - وهو رقم قياسي.
ووفقا لمجلة "إنسايد كلايمت نيوز"، فإن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة ضروري لتحقيق أهداف غيغو ولكنه أدى إلى اضطرابات حادة في نظام الطاقة الحالي. وجزيرة غيغو ليست وحدها في هذا الاتجاه. بل تواجه أستراليا واليابان والصين وأجزاء من الولايات المتحدة عقبات مماثلة. فقد سجلت ولاية كاليفورنيا رقما قياسيا جديدا في تقليص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في وقت سابق من هذا العام، وحذرت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة ولاية تكساس من توقع تضاعف معدل تقليص مصادر الطاقة المتجددة الحالي بحلول عام 2035.
بنية تحتية عتيقة
ووفقا للتقرير، فإن أصل المشكلة يكمن في أن الغالبية العظمى من البنية التحتية للشبكة الحالية تم تصميمها وبناؤها قبل فترة طويلة من تصور إنتاج الطاقة المتجددة المعاصر. ونتيجة لذلك، فإن الشبكة غير مستعدة لزيادة إمدادات الطاقة وتقلبات إنتاج الطاقة المتجددة، مما يجعلها عرضة بشدة لانقطاع التيار الكهربائي والانهيار تحت الضغط المتزايد لإضافات الطاقة المتجددة. وسيكون من الضروري إنشاء شبكة جديدة من أجل تحقيق التوازن بين أمن الطاقة واحتياجات إضافة الطاقة المتجددة.
وفي الولايات المتحدة وحدها، تشير تقديرات برينستون إلى أن نظام نقل الكهرباء سوف يحتاج إلى التوسع بنسبة هائلة تبلغ 60 في المائة بحلول عام 2030 فقط. وتقول صحيفة نيويورك تايمز: "تم إنشاء شبكة الطاقة الحالية على مدى أكثر من قرن من الزمان".
وتابعت "أن بناء ما يرقى إلى شبكة كهرباء جديدة على نطاق مماثل في جزء صغير من ذلك الوقت يمثل تحديًا هائلاً." ووفقا لدراسة برينستون، فإن مضاعفة شبكة الطاقة الحالية بحلول عام 2030 سوف تتطلب أيضا من قطاع النقل مضاعفة معدل البناء الحالي".
ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن حجم التحدي وسرعته هائلان - ولكن الفشل في الارتقاء إلى مستوى هذا التحدي سيكون كارثيا. وإذا لم تتمكن الولايات المتحدة من رفع سرعة شبكتها، فإن تقديرات برينستاون تشير إلى أن "80% من الفوائد البيئية المحتملة للتحول نحو الكهرباء سوف يتم إهدارها".
مظاهر غير مجدية
وقال تقرير أويل برايس، إنه لكي ينجح التحول إلى الطاقة الخضراء، يعد التنسيق بين القطاعات والحكم الرشيد أمرًا ضروريًا. فلا يمكن للاستثمار أن يتركز ببساطة في المجالات الأكثر ربحية أو الأكثر بهرجة. فبناء أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم لا معنى له إذا لم يكن من الممكن ربطها بالشبكة، أو إذا لم تتمكن أبدا من العمل بكامل طاقتها دون التسبب في انهيار كارثي للبنية التحتية.
وسوف تشكل السياسات والرقابة القوية ضرورة أساسية، فضلاً عن الحوافز المناسبة والعمليات البيروقراطية المبسطة. واختتم التقرير بالتأكيد على أنه تم بالفعل تخصيص الكثير من الأموال لبناء الشبكة، ولكن من الواضح أنها ليست كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة والمتزايدة في جميع أنحاء العالم.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز