ضمن أفضل 10 بالعالم.. "جينا الدار" مبادرة لبنانية للقضاء على العنف
"غينا الدار" عبارة عن حافلة تتنقل بين المناطق والبلدات اللبنانية مع فريق عمل متخصص لتقديم خدمات توعية للحد من العنف ضد النساء
بعد 3 سنوات من العمل الجاد في مشروع "جينا الدار"، تفوقت جمعية "أبعاد" اللبنانية على مئات المبادرات العالمية، وحجزت مكانا مهما بينها، لتختار الأمم المتحدة مشروعها ضمن أهم 10 مبادرات في العالم فيما يعرف بـ"قمة الحلول الخاصة".
وتهدف القمة، التي تعقدها الأمم المتحدة سنويا بمقرها في نيويورك نهاية سبتمبر/أيلول، إلى تكريم وإلقاء الضوء على عمل الفرق والمنظمات الاستثنائية التي تضع حلولا مبتكرة تتناول أهداف التنمية المستدامة.
وأبلغت الأمم المتحدة الجمعية اللبنانية، التي تُعنى بحقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة بعيدا عن أي أهداف سياسية أو ربحية، الإثنين، باختيار مشروع "باص" (جينا الدار) واحدا من أصل أهم 10 مبادرات مبتكرة على مستوى العالم، والوحيد من الشرق الأوسط.
"جينا الدار" مشروع سُمي باللهجة العامية اللبنانية ويعني "نأتي إلى دياركم"، وهو عبارة عن حافلة تتنقل بين المناطق والبلدات اللبنانية مع فريق عمل متخصص؛ لتقديم خدمات توعية حول الوقاية والحد من جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، خصوصا اللواتي يواجهن تحديات للوصول إلى المراكز المجتمعية في القرى النائية، ما يؤثر سلبا على استفادتهن من الخدمات المتخصصة.
وتتضمن الجلسات والخدمات التي يوفرها المشروع توعية على الحقوق القانونية الصحية والإنجابية للنساء والفتيات بمختلف الأعمار، وإحالة متخصصة إلى خدمات الدعم النفسي الاجتماعي والقانوني والطبي المجاني التي توفرها مراكز "أبعاد" المختصة وفقا للحاجة.
دعت الأمم المتحدة "أبعاد" للمشاركة في "قمة الحلول الخاصة"؛ لتسلّم جائزتها في الاحتفال الذي يقام على هامش أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر/أيلول، والتعريف بمبادرتها أمام العديد من رواد ورائدات الابتكار وقادة الأعمال الخيرية والأكاديميين ومن يعملن حاليا على دعم حلول التنمية المستدامة في العالم.
وعبّرت غيدا عناني، مديرة الجمعية، عن سعادتها بهذا التكريم "الذي جاء من خارج لبنان ويشكّل حافزا معنويا إضافيا لنا"، موضحة مسار المسابقة وطريقة تقييم المبادرات المقدمة للوصول إلى النتائج النهائية.
وقالت عناني لـ"العين الإخبارية": "يتم تقديم بطاقة تعريف مفصلة توضح هدف المبادرة وكيفية تحقيقها عمليا أهداف التنمية لتقييمها من لجنة عالمية على مرحلتين، الأولى كانت بداية العام عندما كنا ضمن أفضل 65 مبادرة من أصل 960 مقدمة من مختلف أنحاء العالم، والثانية صنّفنا ضمن العشر الأوائل".
وأوضحت أن التقييم لا يقتصر على ما قدمته الجمعية، بل بناء على التواصل مع المستفيدين؛ للتأكد من مدى تحقيق الهدف بشكل دقيق وعملي، مشيرة إلى تواصل الأمم المتحدة مع النساء اللواتي استفدن من المبادرة في لبنان على اختلاف جنسياتهن، لافتة إلى أن قسما كبيرا منهن من اللاجئات السوريات.
وأضافت عناني أن أهمية المشروع الذي لاقى اهتمام اللجنة ونافس مبادرات تتطرق إلى قضايا قد تهمّ العالم أكثر تكمن في أن المبادرة وقائية واستباقية وتهدف إلى مساعدة النساء وتوعيتهن بحقوقهن منعا لوقوع مشاكل بطرق متعددة؛ منها مسرح الدمى بشكل قريب ومبسّط رغم مأساوية القضية.
بينما قالت إحدى النساء المشاركات في أنشطة المشروع، بحسب بيان للجمعية: "وجود الدعم النفسي والتوعية أمر أساسي لنا، خصوصا أننا نعيش في مناطق بعيدة، إذ إنه من المفيد لنا أن نعرف أن هناك مساحة آمنة لنا للكلام والتعبير وأن هناك من يسمعنا".
وذكرت عناني: "ما يجعل (باص جينا الدار) مبادرة مبتكرة ذات قيمة مضافة قدرتها على الوصول إلى جميع المجتمعات في لبنان على اختلاف المناطق والقرى، إذ ننطلق من بيروت إلى الشمال والبقاع وجبل لبنان والجنوب، بهدف خدمة النساء والفتيات والتفاعل مع الرجال والفتيان والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، لأننا نؤمن بأن العمل الإنساني يجب ألا يحده شيء وألا يستثني أحدا".
وتابعت: "من خلال جولاتنا اكتشفنا حاجة هذه المجتمعات إلى الترفيه والفرح، ما جعلنا نضيف إلى أهدافنا العمل على الصحة النفسية التي لا تقتصر فقط على النساء، إنما على الرجال وكبار السن والأطفال والمعوقين للوقوف على حاجياتهم، خاصة أن الوقاية تحتاج إلى التواصل مع كل الأطراف المعنية وليس فقط المرأة".
وتتمنى "أبعاد" أن تنجح خلال وجودها في نيويورك وعرض مبادرتها، وأن تكسب أكثر من الجائزة، وهو التمويل والمساعدات المادية من بعض الجهات المانحة التي ستكون حاضرة، علّها تتمكن من الاستمرار في مهمتها وتوسيع دائرة عملها بشكل أكبر.