فوضى المليشيات.. هجوم مسلح على تمركز أمني لـ"الداخلية" غربي ليبيا
استمرارا لفوضى وصراع المليشيات في الغرب الليبي، هاجم مسلحون نقطة أمنية تابعة لوزارة الداخلية، بمدينة الزاوية غربي البلاد.
وتعرضت دورية تتبع قوات ما يعرف بـ"البحث الجنائي" بمدينة الزاوية لهجوم مسلح من قبل مجهولين أسفر عن إصابة 4 أفراد من عناصر التمركز الأمني.
وأعلنت هذه القوة الأمنية عبر صفحتها على فيسبوك أن دورية تابعة لها تعرضت للرماية بالرصاص الحي والاعتداء المباشر على عناصرها أثناء عملهم في منطقة الإشارة الضوئية عمر المختار.
وأٔصيب جراء الهجوم 4 أفراد من المكلفين بالتمركز، بينهم شخص إصابته خطيرة وهو حاليا في العناية الفائقة، وانفجرت سيارة الدورية وأصيب عدد من الآليات الأخرى.
وقوة ما يعرف بالبحث الجنائي بمدينة الزاوية هي مجموعة مليشياوية لكنها تتبع وزارة الداخلية ويقوم بإمرتها محمد بحرون المعروف بالفار، وهو مطلوب سابق للنائب العام في قضايا تتعلق بالاتجار في البشر والإرهاب.
المليشياوي الفار
ويعد الفار أحد أبرز الوجوه المليشياوية في الغرب الليبي لتورطه في العديد من الجرائم، ومؤخرا دخل في حرب شوارع مع مليشيات مدينة العجيلات في إطار حرب النفوذ والصراع على السيطرة.
وهاجمت مليشيا "الفار" التابعة لمدينة الزاوية والمقربة من الإخواني خالد المشري، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة"، مدينة العجيلات واشتبكت مع مليشيا محمد بركة الملقب بـ"الشلفوح" والتابعة لمدينة العجيلات.
و"الفار" متهم في العديد من القضايا الجنائية، ولا تزال التحقيقات في غالبيتها مستمرة، ورغم ذلك عينته وزارة الداخلية بحكومة فايز السراج السابقة رئيسا للبحث الجنائي بمدينة الزاوية.
ويقود "الفار" أكبر مليشيات مدينة الزاوية، ويتهم بارتكاب عدد من الجرائم على رأسها التعاون مع أفراد منتسبين لتنظيم "داعش" قبل انهياره في صبراتة، وهو المطلوب رقم 6 في قضية تحمل قم 131 لعام 2017/إرهاب، المنظورة لدى النائب العام.
ويتولى "الفار"، منذ مطلع 2017، تأمين الطريق الساحلي بتكليف من السراج عقب الهجوم المسلح على تمركزات الحرس الرئاسي غربي الزاوية.
معضلة المليشيات
ورغم إصدار المجلس الرئاسي تعليماته إلى وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة بالمنطقة الغربية، باتخاذ الإجراءات الحازمة لوقف هذه الاشتباكات في المدينة إلا أنها تتجدد من وقت لآخر.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فقد سبق واقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.