مدينة كندية تستبدل وسائل النقل العامة بـ"أوبر"
تكلفة كل رحلة تختلف عن الأخرى، ويدفع الركاب في المتوسط 5 دولارات كندية (3 جنيهات إسترليني) وتدعم المدينة باقي التكلفة.
عندما يتوجه دانييل أريجا (19 عامًا) إلى محل عمله بأحد المراكز التجارية في مدينة إنيسفيل الكندية، لا يجد خيارات عدة حال تعلق الأمر بوسائل المواصلات.
فالسير على الطريق السريع سيستغرق حوالي 3 ساعات، وسيارة الأجرة أسرع لكنها أعلى تكلفة، لذا يستقل وسيلة المواصلات العامة في المدينة وهي "أوبر".
عام 2017، بدأت مدينة أونتاريو تجربة طموحة؛ إذ سلمت مسؤولية وسائل النقل العامة لتطبيق مشاركة المشاوير "أوبر"، فبدلًا من الحافلات أو القطارات العاملة على الخطوط المعتادة أصبحت سيارات "أوبر" هي من تعمل كأسطول النقل.
- بعد زيادة الوقود.. تعرف على أسعار أوبر الجديدة في مصر
- الإمارات.. "الاقتصاد" توافق على صفقة استحواذ "أوبر وكريم"
وعندما يفتح أحد الركاب التطبيق يظهر "إنيسفيل ترانزيت" كأرخص خيار للتنقل بين شبكة من المناطق المعروفة، التي تسمى "المراكز"، مثل: المكتبات أو المركز الترفيهي أو مباني البلديات، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
تختلف تكلفة كل رحلة، ويدفع الركاب في المتوسط 5 دولارات كندية (3 جنيهات إسترليني)، وتدعم المدينة باقي التكلفة. أما الرحلات خارج المناطق المدعمة فتتلقى خصمًا موحدًا بـ6 دولارات.
وبعد عامين، قالت سلطات إنيسفيل إن المشروع تكلل بالنجاح، وإن معدلات الركوب مرتفعة- في 2018 كان هناك 85943 رحلة- وكثير من السكان استخدموا الخدمة.
"نحن بالتأكيد نحب أوبر. أستقله، أبنائي يستقلونه، والدي يستقله"، هكذا قال شانون كيلي-روب، الذي يعمل بإحدى المكتبات. لكن وراء متعة خدمة التاكسي المدعومة في الأساس، يرسم الخبراء صورة مثيرة للقلق عن الاستدامة البيئية والاقتصاد.
تنفق المدينة الآن على "أوبر" أكثر مما تنفقه على خيار وسائل النقل التقليدية التي كانت تنظر فيه، وزادت بشكل كبير من عدد السيارات العاملة على مساراته، إلى جانب العواقب المثيرة للقلق المتعلقة بجودة الهواء وأزمة المناخ.
والأكثر من ذلك، جذب "إنيسفيل ترانزيت" الانتباه كأحدث خطوة في هجوم متزايد على أنظمة النقل العام من شركات مشاركة الرحلات، ويخشى مخططو المدن أن "أوبر" ليست فقط تبعد الركاب عن وسائل النقل العامة، بل أنها تأمل استبدالها بالكامل.
وقال بول بينتكانين كبير المخططين في إنيسفيل إن المدينة في أمس الحاجة لوسائل النقل، لكن الخيار المطروح- ثلاثة خطوط حافلات- ستكلف المجلس نحو مليون دولار، لذا حاولوا التفكير بشكل خلاق.
وأوضح أنهم كانوا يريدون ربط جميع السائقين في المدينة بمن يحتاجون تلك الرحلات، إذ يمكن لهذا أن يكون الأساس لنظام النقل، لكنه قال إن "أوبر" بالفعل كانت تقوم بهذا، لذا كان الأمر منطقيًا.
ونظرًا لزيادة عدد السائقين في المدينة لـ2203 عام 2018، فكان العقد يعني مزيدا من الوظائف لهم. وقال دينيس ويست، الذي بدأ العمل كقائد سيارة مع "أوبر" في ديسمبر/كانون الأول 2017، إنه كان يحتاج دخلًا دائمًا بعد تقاعده، لذا كان هذا عرضًا جيدًا.
لكن النجاح كبد المدينة تكلفة مثيرة للسخرية؛ فنظرًا لأن المدينة تدعم كل رحلة، كلما ازدادت نجاحًا دفعت المدينة المزيد لـ"أوبر".
ومن المتوقع أن يصل الرقم الآن لـ1.2 مليون دولار لعام 2019، أكثر مما كان يكلفه برنامج الحافلات، وأكثر بكثير من الـ900 ألف دولار التي خصصتها المدينة. ومع زيادة معدلات الركوب كل عام، سترتفع التكلفة فقط.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز