عودة داعش من نافذة «أبو الهول» السوري.. قنبلة موقوتة تهدد الأمن العالمي

في شمال شرق سوريا، حيث تحتجز قوات سوريا الديمقراطية أكثر من 35 ألف عنصر من تنظيم داعش وعائلاتهم، تتزايد التحذيرات من انفجار أمني وشيك قد يمهد لعودة التنظيم بقوة.
يأتي ذلك في ظل تراجع الدعم الدولي وتصاعد التهديدات المحيطة بالمخيمات التي توصف بأنها "مدينة داعش".
تشكل هذه السجون والمخيمات، وأشهرها مخيم الهول الذي يضم أكثر من 32 ألف محتجز، خط الدفاع الأخير ضد إحياء التنظيم، وفقا لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وتكمن الكارثة في هشاشة هذا الوضع، حيث تحذر جيهان حنان، الرئيسة المشاركة لمخيم الهول، من أن فقدان السيطرة على المعسكر "ستعني عودة داعش خلال 24 ساعة فقط".
وتؤكد أن المعركة ليست عسكرية بحتة، بل هي معركة فكرية ضد التطرف.
مشهد متدهور
ازداد الوضع تعقيداً مع تراجع الدعم الأمريكي، مما قلص المساعدات المخصصة لتأمين الغذاء ورواتب الحراس، وزاد من صعوبة السيطرة على الوضع.
ورغم التأجيل المؤقت لخطط الانسحاب الأمريكي، فإن استمرار هذا التوجه يهدد بانهيار نموذج الاحتجاز الحالي.
يأتي هذا في وقت تعلن فيه القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) عن عمليات مستمرة، مثل تصفية قياديين بارزين في داعش، مما يؤكد أن التهديد لم يختفِ.
داخل "مدينة داعش"... فكرة حية وإنكار مستمر
داخل أسوار مخيم الهول، الذي تتجاوز مساحته بعض المدن البريطانية، تعيش بؤرة التطرف. ففي الجناح المخصص لآلاف النساء الأجنبيات وأطفالهن، تستمر هيمنة الفكر الإرهابي، ويتجلى ذلك من خلال أعمال الشغب المتكررة وإحراق المدارس والمراكز التعليمية.
وتنشأ حياة متناقضة حيث تنتشر أسواق مكتظة تباع فيها السلع اليومية بينما يرفع الأطفال إصبع السبابة رمزاً للتنظيم.
ويرفض الكثير من المحتجزين الاعتراف بانتمائهم السابق لداعش، بينما تمثل مأساة الآلاف من الأطفال الذين ولدوا أو ترعرعوا داخل المخيم الجانب الإنساني الأكثر إيلاماً لأزمة لا تبدو لها نهاية.
مخاطر جيوسياسية.. ودبلوماسية غربية متغيرة
بدأت دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة في إعادة الانخراط دبلوماسياً مع النظام الجديد في دمشق، حيث زار وزير الخارجية البريطاني الأسبق ديفيد لامي المدينة مؤخراً لأول مرة منذ 14 عاماً، مشيراً إلى أن استقرار سوريا يخدم المصالح الغربية في كبح الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية.
وبين ضغوط مالية، وتهديدات أمنية متصاعدة، ودبلوماسية متقلبة، تتحول المخيمات السورية إلى قنبلة موقوتة.
ففقدان السيطرة عليها لن يعني مجرد انتكاسة محلية، بل قد يطلق العنان لعودة تنظيم داعش، مهدداً أمن المنطقة بأكملها وصولاً إلى عمق الغرب، في سيناريو يصعب احتواء عواقبه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز