مقبرة القطارات السوفياتية.. كبسولة زمنية تقودك للحرب الباردة
في قلب روسيا، تقف قطارات يعلوها الصدأ، بنيت استعداداً لسيناريو الكابوس النووي إبان الحرب الباردة، شاهدة على رعب غلف العالم ٤٦ عاما.
وجرى تأسيس هذا الموقع الهادئ في ظل جبال الأورال في منطقة بيرم بالقرب من مدينة شومكوفو خلال الحقبة السوفياتية ليكون بمثابة قاعدة للحرب النووية.
- هاري يخيب أمل تشارلز.. أمير منبوذ منذ الولادة؟
- ذهب ولوحات فنية.. من يفوز بكنوز الحرب العالمية الثانية المفقودة؟
وظلت تعمل من خمسينيات إلى منتصف سبعينيات القرن العشرين، تنتظر نقل الروس إلى بر الأمان في حال اندلاع الحرب العالمية الثالثة وفشل جميع وسائل النقل الأخرى أو تم تدميرها.
خلال هذه الفترة من الحرب الباردة ضمت المحطة 140 قطاراً، وكانت تجري صيانتها وحراستها بانتظام، تحسبا لسيناريو الكابوس.
بمرور الوقت، وسقوط الاتحاد السوفياتي، وسيطرة قطارات الديزل، وتراجع مخاطر الحرب النووية أهملت المحطة وتحولت المحطة إلى مقبرة للقطارات.
واليوم، لا تزال عشرات القطارات، معظمها قطارات بخارية كانت مجهزة للاستخداد في حال تدمير خطوط الكهرباء بالقنابل، متناثرة وسط الطبيعية لتشكل متحفاً غير رسمي للسكان المحليين ومحبي التاريخ وعشاق القطارات.
لكن ما تبقى ليس سوى نذر يسير، فقد اشترت الشركات الصينية العديد من القطارات، وجرى ترميم البعض ونقل البعض الآخر إلى المتاحف.
ولا تزال النجوم الشيوعية على المحركات السوداء المتحللة التي تركت على خطوط سكك حديدية لا تؤدي إلى أي مكان، ونما العشب والأعشاب الضارة على أجزاء من القطارات مما زاد من المناظر الطبيعية الغريبة.
يستطيع الزوار التجوال داخل العربات ومقصورات السائقين لرؤية المقاعد الجلدية الممزقة والأدوات الزجاجية والعلامات المكتوبة بخط اليد.
وأدار غريغوري جوردييف مقبرة القطارات لمدة 30 عاما وعمل جاهداً لمنع تفكيك القطارات.
وقال في مقابلة مع يورونيوز عام 2017: "يمكنك أن ترى بنفسك كيف قضوا حياتهم (القطارات) وسط الغابات"، مشيرا إلى أن القطارات أشبه باستقلال كبسولة زمنية.