12 عاما من الأرقام المثيرة في تاريخ تيسلا.. قصة صعود شركة ماسك
رحلة مليئة بالإثارة والمغامرة، وضعتها في القمة ضمن أكبر الشركات العالمية، وجعلت من مالكها أغنى رجل في العالم.
شركة تيسلا الأمريكية، تشهد الأربعاء 29 يونيو/حزيران، مرور 12 عاما على طرحها في بورصة سانداك.. ماذا حدث خلال هذه الفترة؟ وكيف تغيرت المؤشرات المالية للشركة؟
شركة تيسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية تابعة لأغنى ملياردير في العالم، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
الأرقام والنتائج الرسمية تؤكد أن سهم تيسلا ارتفع 4006% إلى 698 دولارا مع إغلاق الأسواق الأمريكية الثلاثاء مقابل 17 دولارا فقط عند الإدراج في ناسداك.
بينما تراجعت أسهم شركة تسلا بنسبة 7.1% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأربعاء.
الأكثر إثارة هو أن القيمة السوقية للشركة قفزت في 12 عاما إلى 723.4 مليار دولار مقارنة بنحو 1.6 مليار دولار وقت الطرح العام الأولى للشركة.
في عام 2010 بلغت خسائر الشركة نحو 154.3 مليون دولار، إلا أنه بعد 12 عاما تحولت هذه الخسائر إلى مكاسب ضخمة، حيث تمكنت الشركة من تحقيق صافي دخل بلغ 5.5 مليار دولار مع نهاية عام 2021 بالتزامن، وفقا لفوربس.
وفيما يتعلق بإجمالي إيرادات تيسلا فقد راتفعت من 116.7 مليون دولار قبل 12 عاما إلى 53.8 مليار دولار في العام الماضي حيث مثلت إيرادات العام الماضي 461 ضعف عوائد عام 2010.
ويبلغ إجمالي أصول تيسلا 161 ضعف الموجودات في نهاية 2010 ليصل إلى 62.1 مليار دولار في نهاية 2021 مقابل 386.1 مليون دولار فقط قبل 12 عامًا.
بداية المشوار
أسس كل من جيفري ستروبيل وإيلون ماسك ومارتن إبرهارد ومارك تاربنينغ تيسلا في مطلع يوليو/تموز عام 2003، واتخذوا من بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا مقرًا لها، حيث كانت الشركة قبل ذلك مجرد فكرة في رأس كل من إبرهارد وتاربنينغ لتأسيس شركة تتم تسميتها على اسم نيكولا تيسلا المخترع والمهندس الكهربائي تكريمًا لإنجازاته.
كان رأس مال ماسك الذي جناه من مشاركته في تأسيس PayPal هو الذي حول رؤية إبرهارد وتاربنينغ بشأن تيسلا إلى حقيقة واقعة ولكن الخلافات نشبت بين المؤسسين فيما بعد، ليرفع ماسك حصته في الشركة، ويتملك بعد ذلك 25% من الشركة.
وكان ماسك موجودا في أول ظهور لشركة تيسلا في عام 2006، حين عقدت الشركة مؤتمرًا صحفيا هامًأ، لكن حضور ماسك لم يكن واضحًا كما هو الآن، وأكد خلال المؤتمر الحاجة إلى تحويل صناعة السيارات بعيدًا عن الاعتماد على البنزين في أسرع وقت ممكن.
وخلال المؤتمر أعلن مارتن إبرهارد، الرئيس التنفيذي للشركة آنذاك، خطط الشركة لصنع سيارات لا تتسبب في الانبعاثات، كما تم الكشف عن سيارة رودستر التي تعمل بالبطارية، وهي سيارة ذات مقعدين تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، وكشف إبرهارد عن تفاصيل تصنيع طرازات جديدة عائلية منخفضة السعر، فيما نجحت الشركة في تحقيق خططها المعلنة في المؤتمر فيما بعد لكن لم يكن ذلك تحت قيادة إبرهارد بل إيلون ماسك.
وبعد المؤتمر بعامين، تولى ماسك منصب الرئيس التنفيذي للشركة في عام 2008، وهو حاليا رئيسا لمجلس الإدارة والمستثمر الرئيسي في تيسلا.
وكانت تيسلا قد جمعت 226 مليون دولار في الطرح العام الأولى عام 2010 من خلال بيع 13.3 مليون سهم بسعر 17 دولارًا لكل سهم.
نجاح صعب
استمرت الشركة في تكبد خسائر منذ إدراجها في ناسداك في 2010 على مدار سنوات لتسجل أرباحا لأول مرة مع نهاية عام 2020 قيمتها 721 مليون دولار، بالتزامن مع زيادة مبيعات الشركة من السيارات عديمة الانبعاثات، فيما بلغ صافي دخلها العام الماضي 5.5 مليار دولار.
بعد سلسلة من التأخيرات في الإنتاج منذ إدراج الشركة ومشكلات التمويل التي تفاقمت بسبب الركود، أطلقت تيسلا طراز S من سيارات سيدان الكهربائية الفاخرة في عام 2012، وتبعه الطراز X الذي يعمل بالبطارية، كما تم تطوير محطات للشحن الفائق لتوفير إعادة شحن سريعة لمركبات تيسلا.
توسعت الشركة في قطاع الطاقة في عام 2016 من خلال شراء SolarCity، الشركة المصنعة للأنظمة الكهروضوئية (PV) وبعدها بعام واحد تم اختصار Tesla Motor، والتي تضم الآن SolarCity أيضًا، إلى Tesla فقط، وتقوم الشركة حاليًا ببناء محطات شمسية واسعة النطاق لدعم خدمات الشبكة للحكومات وشركات المرافق.
تجازوت القيمة السوقية لتيسلا حاجز تريليون دولار لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أنباء عن طلب شركة هيرتز لتأجير السيارات 100 ألف سيارة تيسلا في محاولة لتحديث أسطول سيارات الشركة التي تعاني من الإفلاس.
ورغم تراجع القيمة السوقية لتيسلا منذ ذروة العام الماضي، تعد الشركة حاليًا أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية حول العالم بقيمة سوقية 723.4 مليار دولار، كما تعمل تيسلا على زيادة إنتاجها عالميًأ من خلال مصانع عملاقة Gigafactories في كل من الصين وألمانيا بالإضافة إلى المصانع في الولايات المتحدة.
وبالتوازي مع نجاح تيسلا استطاع ماسك زيادة ثروته من ملياري دولار فقط عند انضمامه لأول مرة إلى قائمة مليارديرات فوربس السنوية في 2012 إلى 225.3 مليار دولار في 28 يونيو/حزيران الجاري.
تحديات
تستمر تيسلا في مواجهة التحديات منها اتهامات بتسبب خاصية القيادة الذاتية في حوادث الطرق إلى جانب معاملة الموظفين، ويواجه ماسك دعوى قضائية بسبب مزاعم بأن الشركة فشلت في الرد على شكاوى من التحرش والتمييز، كما أن ماسك قد فصل عددًا من الموظفين هذا الشهر.
وأرسل بريدًا إلكترونيًا إلى الموظفين التنفيذيين في الشركة - الذي تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا - ليتم إلغاء العمل من المنزل، قائلًا إن أي شخص يرغب في العمل عن بُعد يجب أن يعمل من المكتب "بحد أدنى 40 ساعة في الأسبوع أو أن يغادروا الشركة."
وكشفت تيسلا مؤخرًا أنها ستطلب من المساهمين الموافقة على تجزئة الأسهم للمرة الثانية في أقل من عامين في اجتماعها السنوي المقبل الذي سيعقد في 4 أغسطس/آب المقبل، خاصة بعد أن أثبتت التجربة نجاحها حيث قامت الشركة في أغسطس/آب 2020 بتجزئة الأسهم، الأمر الذي ترتبت عليه زيادة سعر السهم، وتعني تجزئة الأسهم أن الأسهم ستكون في متناول المستثمرين ويمكن تداولها بسهولة أكبر، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg جزيرة ام اند امز