الاستخبارات الأمريكية تحصل على أكبر قدر من المعلومات حول داعش منذ 2014
فيما وصفته صحيفة نيويورك ديلي نيوز بـ"المكسب الأكبر"، تمكن مسؤولون أمريكيون من الحصول على أسماء آلاف من الأشخاص التابعين لداعش
حصل محللو الاستخبارات الأمريكية على معلومات قيمة تتعلق بمخططات تنظيم "داعش" الإرهابي وأعضائه من مكاتب تابعة للتنظيم تعرضت للقصف، وأجهزة لابتوب وهواتف محمولة خاصة بمقاتلين قتلوا في المعارك الأخيرة لتحرير مدن في سوريا والعراق.
- رئيس وزراء العراق يعلن استعادة تلعفر وتحرير نينوى بالكامل من "داعش"
- تحرير تلعفر.. سقوط أسطورة "داعش" المزيفة
وفيما وصفته صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية بـ"المكسب الأكبر"، تمكن مسؤولون أمريكيون، على مدار الشهرين الماضيين، من الحصول على أسماء آلاف من الأشخاص التابعين لداعش أو مشتبه في علاقتهم به، وأضافوا هذه الأسماء إلى قائمة مراقبة دولية لاستخدامها في المطارات، وأية معابر حدودية أخرى، وحتى الآن أصبحت قاعدة بيانات الإنتربول تحتوي على حوالي 19 ألف اسم.
ومن المفترض أن تزود هذه الغنيمة الاستراتيجية التي تعد الأكبر منذ دخول القوات الأمريكية في الحرب ضد داعش في منتصف عام 2014، هيئات مكافحة الإرهاب وتطبيق القانون في أوروبا؛ حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية هذا العام.
ومع انحدار خلافة "داعش" وجيشه بصورة سريعة، ينتاب المسؤولون الأمريكيون القلق حيال هروب المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا والعراق؛ للانضمام إلى التنظيم، قبل أن يتمكن التحالف بقيادة أمريكية أو أية قوات عسكرية أخرى من قتلهم.
وحسب مسؤولين استخباراتيين أمريكيين رفضوا ذكر أسمائهم للصحيفة، أرسلت القوات البرية المدعومة من الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية ما يقدر بـ30 تيرابايت من البيانات؛ ما يعادل مساحة مقطع فيديو مستمر لمدة عامين دون توقف، إلى المركز الوطني للاستغلال الإعلامي في بيثيسدا بولاية ماريلاند الأمريكية.
وبعناية شديدة، يبحث المحللون في هذا المركز الدفاتر المكتوبة بخط اليد، وجداول بيانات أجهزة الكمبيوتر، وناقلات البيانات، وبطاقات الذاكرة الخاصة بالهواتف المحمولة، من أجل العثور على أية معلومات حول خلايا أو مؤامرات إرهابية في أوروبا أو أي مكان آخر.
ويقول أحد المسؤولين الاستخباراتيين: "يعود سبب الأهمية البالغة للاستغلال الإلكتروني إلى أن قوات العدو لا تقوم بتزييف هذه التسجيلات. عندما تقوم بالتحقيق مع أحدهم، يمكن أن يخفي بعض الحقائق، لكن سجلات الهواتف ومقاطع الفيديو لا تكذب".
وحصلت الاستخبارات الأمريكية على معظم هذه المواد من الموصل التي أعلنها داعش عاصمته في العراق، وتمت استعادتها في التاسع من يوليو/ تموز عقب معركة استمرت 8 شهور.. كما عثرت على مواد أخرى في مدينة تلعفر العراقية أيضا.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قد صرح الشهر الماضي أثناء زيارته للأردن، بأنهم حصلوا على كميات كبيرة جدا من المعلومات الاستخباراتية نتيجة لاستعادة هذه المدن، ومعظمها لا يزال قيد التحليل والتدقيق، وأضاف أنها ساعدتهم كثيرا في تحديد ولو عدد قليل من طموحات داعش.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم تمكنوا من جمع أفكار تخطيطية وتفاصيل لعمليات إرهابية محتملة أكثر من تلك المؤامرات الحالية. لكنهم جمعوا أيضا تفاصيل حول قيادة التنظيم والتسلسل الهرمي لمقاتليه. فضلا عن تسجيلات تتضمن أسماءهم وبلادهم الأصلية ومعلومات شخصية عنهم.
ووفقا لـ"نيويورك ديلي نيوز"، تمت مشاركة هذه البيانات مع وحدة حربية أردنية معنية بمحاولة تعقب المقاتلين الأجانب في جهد لحل الشبكات الإرهابية.
ونظرا لقلة القوات البرية الأمريكية، يتم جمع معظم المعلومات الاستخباراتية من قبل قوات الأمن العراقية والقوات السورية المدعومة من أمريكا، الذين تم تدريبهم على جمع هذه المواد وإرسالها للتحليل في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الواقع، أدت هذه المعلومات التي يتم جمعها منذ 2015، إلى عمليات اعتقال وكشف مخططات في 15 دولة على الأقل في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكندا، حسب المسؤولين.
ويضيف هؤلاء المسؤولون أنه وفقا لهذه المعلومات، غيّر داعش قاعدة عملياته إلى وادي نهر الفرات الأوسط، الواقع بين سوريا والعراق. وانتقل حوالي 8 آلاف مقاتل من داعش إلى الوادي الذي يمتد إلى ما يزيد عن 150 ميلا من دير الزور السورية حتى راوة العراقية. ووفقا لما نقلته الصحيفة عن المسؤولين، معظم هؤلاء من قيادات داعش وعائلاتهم، علاوة على مساعديهم الأساسيين في المهام الإدارية.
ويعتقد قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، الفريق ستيفن تاونسند، إن مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي يختبئ في هذه المنطقة، ويتوقع أن يكون الوادي آخر محطة مقاومة لداعش.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز