تحرير تلعفر.. سقوط أسطورة "داعش" المزيفة
على مدار 8 أيام متتالية.. تمكنت القوات العراقية من استرداد قضاء تلعفر بالكامل من أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي.
على مدار 8 أيام متتالية.. تمكنت القوات العراقية من استرداد قضاء تلعفر بالكامل من أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد شن القوات المدعومة من التحالف الدولي ضربات جوية لثكنات ومعاقل العناصر المسلحة بجانب التحركات البرية التي قادتها قوات الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، للسيطرة على أحياء وبلدات المدينة.
وجاء هذا الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العراقي في فترة زمنية قصيرة بمعركة تلعفر عكس جميع المؤشرات الدولية التي تحدثت عن صعوبة المعركة، كما وصفت عملية تحرير القضاء بأكبر التحديات التي تواجه الحكومة العراقية في حربها ضد داعش، نظراً لأن تلعفر أهم وآخر معاقل الإرهابيين المسلحين في العراق.
تحرير حي القلعة
"داعش انكسر جناحه بالعراق، وما تحقق في تلعفر إنجاز كبير" بهذه العبارة وصف سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي، النصر الكبير الذي حققته القوات العراقية في حربها ضد داعش بقضاء تلعفر، وأعلن الجيش العراقية، الإثنين، استعادته لحي القلعة آخر جيوب داعش بتلعفر، رافعاً علم العراقي فوق أسوار القلعة العريقة.
وبعد تحرير حي القلعة، تصبح بلدة العياضية الواقعة على حدود القضاء هو الجيب الآخر للتنظيم بالمدينة، وفي الـ27 من أغسطس/آب الجاري، أعلنت القوات العراقية استعادة 95% من مساحة مدينة تلعفر، واستمرار العملية العسكرية بالقضاء لدحر التنظيم في آخر جيوب له بالمدينة الواقعة على بعد 65 كم غربي الموصل.
ومنذ اليوم الأول من انطلاق المعركة، حققت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي تقدماً كبيراً في استعادة 8 قرى من أصل 47 قرية واقعة داخل تلعفر، عن طريق الهجمات الجوية لمعاقل داعش وتوزيع مهام تحرير الأحياء والقرى وتطويق القضاء بين القوى المشاركة بالمعركة المتمثلة في الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية وعناصر جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الـ9 والـ15 والـ16 والقوى المدفعية والهندسة العسكرية، بالإضافة لفصائل من الحشد الشعبي.
انهيار العدو الداعشي
واستهل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي كلمته بمؤتمر إعلان بدء العمليات العسكرية بتلعفر قائلاً "علامة انهيار العدو الداعشي باتت واضحة" واهتمت القوات العراقية بوضع خطة اقتحام استراتيجية للمدينة منذ البداية رغبة في استعادة المدينة في فترة قصيرة، نظراً لما تمثله المعركة من أهمية كبرى في مسار داعش بالعراق وسوريا.
ورغم التخوفات العديدة التي صاحبت انطلاق المعركة، إلا أن القوات العراقية تغلبت على هذه الصعوبات والتحديات بهزيمة داعش دون أدنى مقاومة تذكر، وفرض الجيش العراقي سيطرته على طريق الإمدادات الرئيسي الرابط بين تلعفر والموصل، ما مكنه من حصار بقايا داعش داخل آخر معاقله بالعراق، فضلاً عن استعادة 27 حياً من أصل 29 حياً في أقل من أسبوع.
وبعد تكثيف الضربات الجوية للتحالف ووصول تعزيزات عسكرية كبرى من جميع الفرق المدرعة الخامسة والتاسعة من الموصل لتلعفر ونقل جميع الأسلحة والعتاد لساحة الاشتباكات في مناطق كركري – باغلان – محور 15، خسر داعش الجزء الجنوبي من حي الكفاح بالكامل.
ونظراً لسرعة وتيرة المعركة، تمكنت القوات المشتركة خلال يومي السبت والأحد الماضيين، من تحرير عدة مناطق وأحياء بالقضاء، ما أسهم في إنهاء المعركة خلال أيام معدودة، وقطعت الفرقة المدرعة التاسعة واللوائيين الـ2 والـ11 التابعين لفصائل الحشد الشعبي من تحرير أحياء المثني ومستشفى تلعفر، واستعادة فرق المشاة الـ15 قرى مشيرفة طه وعين صلبي والحمرة وبخور ومريشة ومذيرة وزمبر وعكايات، بجانب السيطرة الكاملة للجيش العراقي على جبال زمبر وشيخ إبراهيم.
وفي كل تقدم ميداني تقوم به القوات العراقية في المعركة، يظهر تباطؤ وتراجع شديد من جانب تنظيم داعش، ما يؤكد تفاوت القوى العسكرية بين الجانبين في تلعفر، لتقتحم الشرطة الاتحادية بمعاونة فصائل للحشد أحياء حي السعد شمال غرب المدينة، وبلدة المحلبية شرق تلعفر.
بقايا داعش
وعلاوة على عملية تحرير المدن من يد داعش، قامت بعض الفرق العسكرية بمهمة تطهير جميع المناطق المحررة بتمشيط المنازل والشوارع الجانبية والأزقة من العبوات الناسفة والعناصر المسلحة التابعة للتنظيم الإرهابي.
ولم تكتفِ القوات العراقية بعملية تمشيط المباني والمنازل فقط من الدواعش، بل حرصت على ملاحقة بقايا التنظيم المحاصرين داخل آخر جيوب التنظيم على حدود المدينة الواقعة شمال محافظة نينوي، بالإضافة لتوجيه ضربات متتالية لعناصر داعش التي تصل أعداهم حوالي 1000 مقاتل داعشي أغلبهم من المقاتلين الأجانب.
ويبدو أن افتقاد داعش للقادة بعد هزيمته بمعركة الموصل في الـ9 من يوليو/ تموز الماضي، وفقدانه لجميع وسائل المقاومة والدفاع والأسلحة بعد خسارته لجميع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة طوال الـ9 أشهر الماضية هي أسباب كافية لحصار التنظيم داخل مناطق محدودة وسهولة ملاحقة عناصره المسلحة في آخر معاقله بتلعفر.
وفرض داعش سيطرته على المدينة العراقية في الـ16 من يونيو/حزيران 2014، ويعني خسارة التنظيم لأحد معاقله الرئيسية بهذه السرعة هي بداية النهاية لوجوده بالعراق وسوريا.