معركة تلعفر .. المسمار الأخير في نعش "داعش" بالعراق
الجيش العراقي وجه ضربات جوية لمواقع تابعة للتنظيم الإرهابي عبر طائرات جوية في مركز قضاء تلعفر
بعد نحو 24 ساعة من إعلان وزارة الدفاع العراقية الانتهاء من الاستعدادات العسكرية للمعركة المقبلة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بمدينة تلعفر الواقعة شمال غربي العراق، وجه الجيش العراقي ضربات جوية لمواقع تابعة للتنظيم الإرهابي عبر طائرات جوية في مركز قضاء المدينة، معلناً انطلاق المعركة، حيث يعد استعادة المدينة هي بداية النهاية لمسار داعش بالعراق.
وقال المتحدث باسم القوات العراقية محمد الخضري إن قوات الجيش العراقي بدأت عملية القصف الجوي لقضاء تلعفر كخطوة استباقية لعملية الهجوم البري لانتزاع السيطرة على القضاء بالكامل عقب الضربات الجوية المدعومة من قبل التحالف الدولي.
تكتيك المعركة
ووفقاً لتصريحات عديدة من قبل قادة القوات العراقية بالمعركة فإن معركة تلعفر ستصبح أقصر من حيث الفترة الزمنية، وإن عملية استعادة السيطرة على المناطق بتلعفر التابعة لمحافظة نينوى إدارياً تتسم بالصعوبة ولكن ربما تنتهي بشكل سريع وفقاً للخطة المحددة والاستراتيجية المرسومة من قبل الجيش العراقي وبدعم من التحالف الدولي.
وأوضح قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد شاكر جودت أن القوات الأمنية التي تحركت من الموصل لتلعفر ومكونة من وحدات الفرقة الآلية وفرقة المدرعة التاسعة وقوات النخبة بدأت في التمركز على خطوط الاشتباك والقتال تمهيداً للتحرك البري.
ويتكون قضاء تلعفر من 47 قرية وبلدتي المحلبية والعياضية إضافة للمدن والقرى الواقعة على حدود المدينة العراقية السورية.
ونظراً لأهمية المعركة دولياً من حيث التوقيت والهدف قام التحالف في الـ10 من أغسطس/آب الجاري بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية قرب قضاء تلعفر، وذكر المقدم مهدي خفاجي مسؤول وحدة الآليات العسكرية الثقيلة بالجيش العراقي أن قرار إنشاء القاعدة العسكرية جاء بناء على مشاورات واتفاق مشترك بين الجانب الأمريكي والعراقي بمنطقة زمار غربي الموصل، مشيراً إلى أن الفرق الهندسية المسؤولة عن عملية الإنشاء أتمت أكثر من 50% من تجهيزات القاعدة.
ويعد إنشاء القاعدة في هذا التوقيت هو تأكيد على تصريحات المسؤولين بالتحالف التي أشارت إلى أن دور التحالف لا ينتهي بمجرد عملية تحرير المدن من داعش، بل يمتد إلى عملية تأمين المدنيين وإعادة إعمار المناطق المدمرة واستعداداً للعمليات العسكرية المقبلة ضد التنظيم الإرهابي.
وتستخدم القاعدة العسكرية الأمريكية في عملية الإشراف على عمليات تحرير تلعفر ومراقبة التحركات برياً بين القوات المشاركة في التحرير، خاصة أن القاعدة تضم داخلها مستشارين وقوات أمريكية خاصة، إضافة إلى سيارات مصفحة بدأت عملية التمركز لشن الهجوم على تلعفر، الجبهة المستهدفة التي يصل طولها 60 كم وعرضها 40 كم.
توزيع القوات بالمعركة
وتخوض القوات العراقية معركتها الحالية ضد 1000 داعشي يتواجدون في مركز المدينة وعلى الحدود العراقية السورية و47 قرية وبلدة، لذا تم توزيع القوات المشاركة من الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية والمحلية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وفصائل الحشد الشعبي بين هذه المناطق بشكل يضمن تنفيذ الخطة والتكتيك الموضوع لطرد جميع العناصر المسلحة من آخر معاقله بالعراق.
وقام الجيش العراقي وفرق المدرعة التاسعة بنشر القوات والأسلحة بمركز قضاء تلعفر، ويعد الاستحواذ على مركز المدينة في الأسابيع الأولى من العملية العسكرية هزيمة معنوية لعناصر داعش، ما يسهل على باقي القوات المهام العسكرية الأخرى لطرد التنظيم خارج الحدود العراقية.
بينما تصبح مهمة قوات جهاز مكافحة الإرهاب هي تطويق المناطق المحررة وتأمين لعملية دخول المعدات والأسلحة للمدينة، فضلًا عن دورها في إدارة المعركة في بلدتي المحلبية والعياضية، لتتولى قوات الشرطة الاتحادية والمحلية مهمة إدارة الاشتباكات في الجزء الجنوب الشرقي من تلعفر.
وفي الوقت نفسه لم يغفل الجيش العراقي أطماع فصائل الحشد الشعبي في المعركة، لذا حاول قادة الجيش أن يتم تحجيم فصائل الحشد بتوزيعها بالمحيط الشرقي للقضاء، والتمركز في مدينة عين الجحش جنوب شرق تلعفر بعد السيطرة على الطريق الرابط بينها ومنطقة عداية غربي الموصل، والطرق الرئيسية بين 17 قرية بمناطق صحراوية ومناطق تلال صخرية على الحدود بين العراق وسوريا بمحافظة نينوى.
محاولات داعش البائسة
وعلى الرغم من أن الكثافة السكانية داخل قضاء تلعفر محدودة إلا أن تنظيم "داعش" الإرهابي استخدم نحو 200 ألف مدني لا يزالون عالقين بالمنطقة كدروع بشرية، كورقة ضغط على القوات العراقية أثناء تقدمهم نحو أزقة وشوارع المدينة.
وفي الوقت نفسه قام "داعش" بحملة غير متوقعة على قرى بتلعفر، ونفذ التنظيم الإرهابي 6 انفجارات قوية بمناطق عدة غربي الموصل دون الإعلان عن خسائر في صفوف المدنيين والعسكريين.
وقبل بداية المعركة بيوم واحد قام داعش بمصادرة عشرات المركبات التابعة للمدنيين بهدف تحويلها لسواتر وحواجز حديدية، ما يشير إلى أن التنظيم الإرهابي فقد المئات من الأسلحة والعتاد في معركة الموصل، وترتكب عناصره المسلحة جرائم بمحاصرة المدنيين العالقين في مناطق قضاء تلعفر وبناء سواتر ترابية وإغلاق الشوارع، لإعاقة حركات الجيش العراقي برياً.