تلعفر.. 4 شواهد ترجح انتصار الجيش العراقي على "داعش"
بوابة "العين" الإخبارية ترصد 4 شواهد تشير إلى تفوق القوات العراقية على داعش بمعركة تلعفر ذات الأطراف الدولية
تلعفر.. معركة دولية حاسمة في مسار تنظيم "داعش" الإرهابي تحاط بالكثير من الصعاب والمخاطر بعد أن باتت المدينة المعقل الأخير لعناصره بالعراق.
واسترداد المدينة الاستراتيجية الواقعة بشمال العراق قرب الحدود مع سوريا يعنى خسارة كبيرة للتنظيم وتشتيت لصفوفه المتبقية بالمدن العراقية والسورية.
وعند متابعة المشهد الميداني لاستعدادات المعركة المرتقب انطلاقها خلال أيام، يلاحظ عدة فوارق بين الأطراف المتصارعة من حيث الأعداد المقاتلة والأسلحة المستخدمة في العمليات العسكرية لصالح الجيش العراقي، فضلًا عن انخفاض تمركز المدنيين في دوائر الاشتباكات بين داعش والقوات العراقية، ما يرجح حسم المعركة لصالح القوات العراقية في وقت قصير.
وترصد "بوابة العين" الإخبارية 4 شواهد تشير إلى أن معركة تلعفر هي المعركة الفاصلة في وجود داعش بالعراق وسيناريو نجاحها هو الأقرب.
انقسام داعش
الانقسام والتناحر بين عناصر التنظيم بشأن القيادة بمحافظة نينوى شمال العراق يعد أول الدلائل على تخبط داعش خلال المعركة المقبلة، وافتقاده للخطة والقادة أثناء الاشتباكات.
وفي ذلك، ذكر نور الدين قبلان، نائب رئيس مجلس محافظة نينوى (الواقعة في نطاقها تلعفر)، أن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن داعش أصبح منقسما ومتناحرا بين صفوفه وقياداته من المسلحين العرب والأجانب.
ووفقًا للمعلومات من داخل المحافظة، فالانقسام الأول يقوده القادة الأجانب، بينما المسلحون المحليون والعرب هم قادة الانقسام الثاني، خاصة بعد الخلاف الواضح على توزيع المهام والمسؤوليات إثر مقتل قادة التنظيم في غارات جوية للتحالف الدولي العام الحالي.
ويعد هذا التناحر في صفوف داعش هو الانقسام الأول الكبير الذي يضرب التنظيم منذ ظهوره في منتصف يونيو/حزيران 2014.
الطرق الرئيسية للإمدادات
بعد أن تكبد التنظيم الإرهابي خسائر فادحة في الأسلحة والعتاد التي استولى عليها من مخازن الجيش العراقي، أصبح ليس لديه أي وسيلة لخوض المعارك والاشتباكات البرية والجوية ضد القوات المتحالفة بمعركة تلعفر.
خسر التنظيم الإرهابي في الموصل نحو 1139 مركبة مفخخة، و601 دراجة نارية، و22 زورقا نهريًا، وألف قطعة سلاح متنوعة، و361 حزاما ناسفا وعشرات المعامل المخصصة لتصنيع الصواريخ.
ولم يكن فقدان الأسلحة هو الدليل الوحيد على عجز داعش للمواجهة بالمعركة المرتقبة، بل كان تدمير الأنفاق والطرق الرئيسية الواصلة بين الحدود العراقية السورية بعد تطويق الشرطة الاتحادية لحدود الموصل والقري الواصلة بين تلعفر والموصل، ضربة أخرى قاصمة.
الاستعدادات العسكرية
منذ انتهاء معركة الموصل في 9 من يوليو/تموز الماضي، واتجاه داعش لتلعفر كمعقل رئيسي له، حرصت القوات العراقية على نقل جميع القوات المشاركة في الموصل والأسلحة الثقيلة إلى تلعفر، تمهيدًا لتطويقها.
ومن جانبه، أسس التحالف الدولي بقيادة واشنطن قاعدة عسكرية قرب تلعفر بعد مشاورات مشتركة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية بمنطقة زمار غربي الموصل بهدف مراقبة عمل كل القوات المتحالفة بالمعركة؛ منعًا لأية انتهاكات متوقعة من جانب فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، خاصة وأنه منتظر أن تكون من العناصر المشاركة في المعركة.
ولم تكتفٍ الحكومة العراقية بمشاركة قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والمحلية والفرقة المدرعة الـ9 وفصائل للحشد الشعبي، فقامت بجلب تعزيزات كبيرة من قوات النخبة وكتائب الصواريخ الموجهة ومدفعة الميدان إلى قضاء تلعفر، بجانب توجيه طلائع قوات الشرطة الاتحادية من الفرقتين الخامسة والثالثة في منتصف أغسطس/آب الجاري.
وحرص الجيش العراقي على مد فترة الاستعدادات حتى تتمكن القوات من إرسال الطائرات المسيرة والقناصة والآليات المدرعة إلى كافة إرجاء قضاء تلعفر، كخطوة استعدادية قبل توجيه ضربات جوية وبرية لمواقع انشار داعش.
الكثافة السكانية
رغم أن عدد سكان تلعفر نحو 350 ألف نسمة ما بين عرب وتركمان شيعة وتركمان سنة، إلا أن حركة نزوح المدنيين التي بدأت عقب فرض داعش سيطرته على أجزاء من المدينة وأطراف من محافظة نينوي منذ عامين، أسهم في تقليل الكثافة السكانية في مناطق الاشتباكات المحددة في 27 قرية ومركز قضاء تلعفر وبلدتي المحلبية والعياضية، ما يسهل المهمة على القوات ويختصر فترة المعارك.
ومنذ ظهور داعش بالقضاء، نجح آلاف المدنيين من الفرار من نيران داعش متجهين إلى المدن المجاورة، نظرًا لعدم تمكن عناصر التنظيم من فرض سيطرته على كل محافظة نينوي، بينما في الوقت الحالي تمكنت مجموعات كبيرة من النساء والأطفال على الفرار ما عدا 200 ألف مدني لا يزالون عالقين في بعض المناطق.
وفي وقت انشغال عناصر داعش في معركة الموصل، استغل سكان تلعفر التخبط بين صفوف التنظيم، وانتقلوا إلى بعض المخيمات الموجودة على أطراف القضاء جنوب الموصل، هربًا من العمليات الوحشية التي يرتكبها التنظيم بحق المدنيين، ما يمكن التحالف الدولي من توجيه ضربات جوية مباشرة على معاقل الإرهابيين بتلعفر.