ضابط استخبارات فرنسي: الانقسامات تضرب نظام إيران
تحتل أجهزة الاستخبارات مكانة كبيرة داخل نظام ولاية الفقيه، حيث يعتمد عليها النظام الديني لتحقيق أهدافه السياسية.
أظهرت واقعة اعتقال استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابية، التي تتلقى تعليماتها مباشرة من مرشد إيران، لباحثة فرنسية من أصل إيراني، انقساما حادا في أركان نظام ولاية الفقيه.
وتتعامل سلطات طهران بنوع من الريبة مع الإيرانيين الحاملين جنسيات دول أخرى، وبالأخص الأوروبية، بزعم إمكانية تورطهم في التجسس لحساب جهات أجنبية.
ففي حين تتولي أجهزة الاستخبارات الإيرانية إرسال تقاريرها رأسا إلى مرشد إيراني علي خامنئي، يعد الأخير مسؤولا بشكل مباشر عن توجيه أوامر باعتقال الباحثة المنحدرة من أصل إيراني، فريبا عادل خواه، يونيو/حزيران الماضي، على هامش زيارة إلى مسقط رأسها في البلاد.
ونقلت صحيفة "لا كروا" الفرنسية، عن آلان رودييه نائب مدير مركز بحوث الاستخبارات الفرنسية، أن اعتقال الباحثة فريبا يعتبر بمثابة ورقة مساومة سياسية للغرب، في ظل حصولها على جنسية مزدوجة (الإيرانية - الفرنسية).
وأضاف "رودييه" أنها محتجزة بأحد سجون مليشيا الحرس الثوري الإيراني، منذ يونيو/حزيران الماضي، بناء على أوامر من خامنئي، مشيرا إلى وجود تعاون استخباراتي داخلي في إيران بهدف استغلال مزدوجي الجنسية.
وعلى الرغم من التعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات الإيرانية، لا يخلو الأمر من تضارب في بعض الأحيان بسبب اختلاف آليات العمل بين وزارة الاستخبارات بحكومة طهران وجهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري.
ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن مصادر حقوقية إيرانية في الولايات المتحدة، أن فريبا عادل خواه (60 عاما) معتقلة رهن الحبس الانفرادي لدى الحرس الثوري حاليا، بعيدا عن أعين السلطات الحكومية الإيرانية والأجهزة الأمنية التابعة لها.
وتطرق ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق إلى أن هناك "حربا في الظل" تمارسها طهران على مستوى أجهزة الاستخبارات لديها، حيث يسيطر المرشد الإيراني بشكل مباشر على عدة هياكل أمنية، أبرزها مكتب 101 المتصل بخامنئي، ومليشيا الباسيج التي تتكون من متطوعين وجرى تدشينها بأمر من المرشد الإيراني السابق الخميني عام 1979.
وأشار رودييه إلى أن قضية "فريبا" أحيت الجدل ومناخ التوتر مجددا حول مدى اضطلاع حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالخلفيات التي يضطلع بها المرشد ومليشياته.
صراع الأجهزة الأمنية
ودللت الصحيفة الفرنسية على حالة التغييب التي تعيشها حكومة طهران، بتصريحات أدلى بها علي ربيعي الناطق باسم الحكومة الإيرانية حول عدم معرفته بأي تفاصيل حول هذا الموضوع ولا الجهة التي تقف وراء هذا الاعتقال.
وأضاف الضابط السابق في المخابرات الفرنسية: "مهمتهم الثانية (الحرس الثوري) هي معارضة تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها أي محاربة هذه الدول من خلال قيادة حرب سرية استخدمت خلالها أعمال إرهابية لاسيما في أوروبا".
وأوضح آلان رودييه أن أجهزة الاستخبارات تحتل مكانة كبيرة داخل إيران، حيث يعتمد عليها النظام الثيوقراطي إلى حد كبير، لتحقيق أهدافه السياسية.
واستطرد الضابط السابق في الاستخبارات الفرنسية، أن تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها من بين مهام مليشيا الحرس الثوري الإيراني، حتى لو تطلب الأمر ارتكاب أعمال إرهابية لا سيما في أوروبا.
وهناك مهام أخرى تتعلق بقمع الشعب الإيراني، فضلا عن تطوير أنظمة التسليح، في الوقت التي تراقب عن كثب استخبارات الحرس الثوري نشاط حوالي 15 ألف موظف لدى وزارة الاستخبارات الإيرانية التي تأسست رسميا عام 1984، وذلك بهدف ضمان ولائهم لخامنئي، وفقا لضابط الاستخبارات الفرنسي السابق.