تقرير استخباراتي: تحركات "مريبة" لنقل "المركزي الليبي" لمصراتة
مليشيات مصراتة تستعد لنقل مصرف ليبيا المركزي من طرابلس خشية من هزيمتها أمام الجيش الوطني الليبي.
حذر تقرير استخباراتي من تحركات لمليشيات مصراتة تستهدف نقل مصرف ليبيا المركزي من طرابلس إلى مصراتة، خشية هزيمة منتظرة أمام الجيش الوطني الليبي.
- تناحر مليشيات طرابلس مجددا.. مأزق السراج يكشف ضعفه
- حلفاء السراج يطيحون بـ"مبادرته".. وخبراء يتوقعون نهايته
ويُمكن أن يُحدث مخطط مليشيات مصراتة، توترات خطيرة مع حلفائهم في العاصمة طرابلس، بحسب تقرير ترجمته صحيفة "العنوان" الليبية نقلا عن موقع (أفريكا أنتلجنس)، المهتم بنشر الدراسات السياسية والاقتصادية والأمنية بأفريقيا.
وكشف التقرير أن أنشطة من نوع مختلف تمامًا تحدث في مقر مصرف ليبيا المركزي بطرابلس (البنك المركزي) مع احتدام القتال في الضواحي الجنوبية للعاصمة، وخاصة حول المطار الدولي.
وبدأت هذه الإجراءات التحضيرية، منذ عدة أسابيع، لنقل خوادم الحواسب الآلية والبيانات الداخلية المصنفة "فائقة السرية" من البنك المركزي الليبي إلى مصراتة، بحسب مصادر مصرفية.
وحتى الآن، لم تتم عملية النقل رغم وجود شخصيات من مصراتة في مواقع قيادية بحكومة فايز السراج بطرابلس عن طريق فتحي باشا آغا، الذي يتولى وزارتي الدفاع والداخلية، منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.
ويمثل البنك المركزي بطرابلس "القلب المالي" للدولة الليبية؛ إذ يتلقى ويعيد توزيع إيرادات المؤسسة الوطنية للنفط، إضافة إلى قيامه بمنح الاعتمادات المالية الضرورية لشراء واردات البلاد.
ويلعب هذا المصرف أيضًا دور مستودع الأسرار المالية الكبيرة والصغيرة لرجال الأعمال والسياسيين وقادة المليشيات في البلاد.
مليشيات مصراتة
ورجح التقرير أن تكون مفاوضات سبقت هذه الإجراءات مع ما يُسمى بـ"مليشيا الردع"، إذ لا يمكن تصور نقل المركزي الليبي، دون مفاوضات مسبقة مع مليشيات عبد الرؤوف كارة (قوة الردع)، المسيطرة عليه، ويعمل بعض أعضائها داخل إدارة البنك.
وتسيطر "مليشيا الردع" على المنطقة التي يقع فيها المقر الرئيس للبنك المركزي الليبي، وكذلك مطار وسجن معيتيقة، شمال شرقي طرابلس.
ونسقت هذه المليشيا، في الفترة الأخيرة، تعاونا مع رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام في طرابلس، الصديق الصور، الذي بدأ في تنظيف المؤسسات المالية، والتي من بينها المصرف المركزي الذي يديره الصديق عمر الكبير، وقد أعد الصور قائمة بالتهم الموجهة ضد الأخير.
واعتبر التقرير أن الفصائل المختلفة في طرابلس لن تتخلى بسهولة عن سيطرتها على البنك المركزي، وقد يحدث انقسام بين مليشيات مصراتة وطرابلس.
وقال: "إن مليشيات العاصمة، التي فتحت أبوابها لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في عام 2016، ترفض التخلي عن السيطرة على مؤسسات الدولة، لضمان مصالحها".
وأصبحت التوترات بين مليشيات المدينتين أكثر وضوحا على أرض الواقع، منذ انضمامها إلى معارك طرابلس، أوائل شهر مايو/أيار الجاري، خاصة مع استيلائهم على المعدات العسكرية التي تلقتها حكومة الوفاق من تركيا"، بحسب التقرير.
ولم تعد مليشيات مصراتة تثق في حلفائها من مليشيات طرابلس، خاصة مع عدم وضوح مواقف الأخيرة السياسية وعدم استقرارها، خاصة مليشيا ثوار طرابلس، بقيادة هيثم التاجوري، التي أصبحت تُهدد بالانقسام مع مغادرة التاجوري للبلاد ما أضر بمعنويات عناصر المليشيا.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن موقف قوة الردع غير واضح، ما زاد من تخوفات مليشيات مصراتة، حيث يصف موقف "قوة الردع" بأنه "محايدة بحذر"، مستدركا أنه من الممكن أن يتحول ولاؤها إلى القوات المسلحة، بقيادة القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA= جزيرة ام اند امز