تحذيرات استخباراتية من تعرض وجهات سياحية بـ4 دول لتفجيرات داعشية جديدة
مسؤولو استخبارات حذروا من استهداف وجهات سياحية في الهند والمالديف ومنتجعات شرق أفريقيا في كينيا وتنزانيا على غرار مذبحة سريلانكا.
حذرت تقارير استخباراتية من تكرار المزيد من الهجمات الإرهابية على غرار "مذبحة عيد الفصح" في سريلانكا، لا سيما بعد استهداف تنظيم "داعش" الإرهابي وجهات سياحية.
وقال مسؤولو استخبارات لصحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية إن "قادة التنظيم الإرهابي أصبح بإمكانهم التخطيط لمزيد من الهجمات ضد السائحين على غرار سريلانكا لأنهم لم يعودوا منشغلين بإدارة دولتهم المزعومة".
وأشارت الصحيفة إلى أن وكالات الاستخبارات تشعر بالقلق من أن المزيد من وجهات العطلات أصبحت الآن عرضة لما يسمى "المشاهد الإرهابية" نتيجة انهيار التنظيم في سوريا والعراق.
ورجحت أن عناصر التنظيم الفارين من العراق وسوريا سيركزون الآن على تنفيذ هجمات في المنتجعات السياحية، وفقا لمصادر مطلعة أشارت إلى أن الهند والمالديف ومنتجعات شرق أفريقيا في كينيا وتنزانيا الأكثر عرضة للخطر.
ووفقا للصحيفة، يُعتقد أن قادة "داعش" حوّلوا انتباههم الآن إلى شن هجمات بالخارج بعد إجبارهم على الخروج من معقلهم الأخير في قرية الباغوز شرقي سوريا.
وقال أحد مصادر الاستخبارات: "التغيير في التكتيكات يشكل مصدر قلق كبير. عندما كانوا يديرون دولة بحكم الواقع، وهذا يعني أيضا إدارة أمور مثل الخدمات الصحية وكل ما يستتبع ذلك. تطلب ذلك الكثير من وقتهم؛ لكنهم لا يفعلون ذلك الآن، ولديهم الكثير من الوقت لتعزيز دعايتهم ويفعلون ذلك بتنفيذ هجمات".
بينما تحدث مصدر ثان، قائلا: "إنه لأمر رائع أن دولة داعش (المزعومة) دُمِّرت، لكن على المدى القصير إلى المتوسط، يخلق مشكلة مع انتشار عناصر التنظيم في جميع أنحاء العالم والسعي لتنفيذ هجمات".
واستندت الصحيفة إلى مصادر أفغانية مطلعة تحدثت عن أن منفذي عملية سريلانكا كانوا على اتصال بقادة "داعش" في العراق، محذرة من فرص أخرى لهجمات مماثلة في المستقبل القريب بدول جنوب آسيا؛ حيث "سيبحث داعش نفس استراتيجية تفجير سريلانكا لأنها كانت ناجحة".
ولفتت "صنداي تليجراف" إلى أن هذه التحذيرات تتزامن مع بيان صادر عن "داعش" وصف "العملية في سريلانكا" بأنها "انتصار لجنوده.. ورفع رايته في مناطق جديدة"، ما يشير إلى أن المجزرة السريلانكية تمهد الطريق لنمط من الهجمات المستقبلية.
في السياق ذاته، قال أيمن جواد التميمي، وهو باحث يقيم في لندن ويتعقب "داعش"، ويحتفظ بقاعدة بيانات لأرشيف التنظيم إن البيان كان مهما لأنه دحض فكرة أن هجوم سريلانكا نفذ انتقاما لهجوم اليمين المتطرف على مسجدين في كرايستشيرش في نيوزيلندا.
وأضاف: "من المؤسف أن نقول ذلك، لكن يجب أن نتوقع المزيد من محاولات القيام بهجمات مثل هذه بانتظام أكثر في المستقبل المنظور. سريلانكا لم تكن عملية أجريت لمرة واحدة. على العكس، كانت تجربة أداء".
وفي 15 مارس/آذار الماضي، شهد مسجدا النور ولينوود، في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، مذبحة نفذها الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت، أحد أعضاء اليمين المتطرف، حيث فتح النيران من سلاح آلي على المصلين خلال صلاة الجمعة.
وأسفر الهجوم، الذي أدانته العديد من الدول العربية والغربية، عن استشهاد 50 شخصا من جنسيات مختلفة وإصابة أكثر من 49 بجروح خطيرة.