"الإخوان الإرهابية" و"التوحيد الوطنية" كلمتا السر في تفجيرات سريلانكا
علاقة "الإخوان الإرهابية" و"التوحيد الوطنية" في سريلانكا تكشف عن أن الإخوان أصل جميع التنظيمات الإرهابية في العالم.
جماعتا "الإخوان الإرهابية" و"التوحيد الوطنية" كلمتا السر في التفجيرات التي ضربت سريلانكا على مدار يومين كاملين، فالعلاقة بينهما علاقة تابع ومتبوع.
و"التوحيد الوطنية" فرع من تنظيم "الإخوان الإرهابي" عابر الحدود والمعروف بالتنظيم الدولي، يأتمر بأمره وينفذ ما تمليه قيادة "الإخوان الإرهابية" الموجودة في العاصمة البريطانية "لندن"، بعدما تم إغلاق مكتب إرشادها في القاهرة.
"الإخوان" والإرهاب وجهان لعملة واحدة
جماعة الإخوان الإرهابية أمّ التنظيمات المتطرفة في العالم، فهي أقدمها في النشأة والإجرام معاً، من عباءتها خرجت كل تنظيمات الإسلام السياسي في الشرق والغرب خاصة من استخدم منها العنف.
نجحت "الجماعة الإرهابية" على مدار أكثر من 90 عاماً في استخدام العنف وتوظيفه، كما أنها نجحت في توظيف غيرها في استخدامه أيضاً عبر شعارات رفعها مؤسسها الأولى حسن البنا ورددها أتباعه من عينة "الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا"، "جهاد" على هوى "الجماعة" المتطرفة سمحت من خلاله بقتل القريب والبعيد، تارة تحت مسمى "المرتدين" وتارة أخرى تحت اسم "الكفار".
كشفت التفجيرات التي ضربت سريلانكا في 20 و21 أبريل 2019 وخلفت نحو 321 قتيلاً و500 مصاب عن علاقة حركة "الإخوان الإرهابية" بجماعات العنف في العالم، خاصة عابرة الحدود والقارات مثل تنظيم داعش الإرهابي وتنظيم ما أطلق عليه جماعة "التوحيد الوطنية المحلية" في سريلانكا.
أعلن التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية في وقت سابق أن هياكله التنظيمية موجودة في أكثر من 80 دولة، مشيراً إلى أن سريلانكا من هذه الدول، فعدها فرعاً من التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، معتبراً أن جماعة التوحيد الوطنية هي مسمى "جماعة الإخوان الإرهابية" داخل سريلانكا.
"الإخوان" و الإرهاب في سريلانكا
نجحت جماعة "الإخوان الإرهابية" في تجنيد الآلاف من السريلانكيين، على الرغم من أن تعداد المسلمين في هذه الدولة الآسيوية لا يتعدى أكثر من 10% فقط، والنسبة الأكبر من السكان ينتمون إلى الديانة البوذية، ويبلغ تعدادهم قرابة 70%، بينما يأتي الهندوس في المرتبة الثانية من عدد السكان بنسبة 12%، ويبقى المسلمون في المرتبة الثالثة، بينما يشكل المسيحيون نسبة 7% فقط مقسمين بين كاثوليك بنسبة 6% وبروتستانت بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان الذي لا يتعدى 21 مليون نسمة.
هذه النسب صنعت تنوعاً عقائدياً وأيديولوجياً خلق صراعاً مكتوماً داخل جماعة "الإخوان الإرهابية"، فراحت في ترهيب البوذيين عبر تشويه تماثيلهم في اعتداءات سابقة لجماعة التوحيد الوطنية، ثم تطورت فيما بعد لعمليات إرهابية خلفت مئات القتلى والمصابين.
لم يكن هوى جماعة التوحيد الوطنية "إخوانياً" فقط، فـــ"الجماعة" ضمن هياكل التنظيم الدولي الإدارية والشرعية، واعتاد أميرها الإرهابي سلمان الندوي زيارة الدكتور يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لجماعة "الإخوان الإرهابية" والمفتي الشرعي لها، كما أن الأمير نفسه اعتاد زيارة مقر التنظيم الدولي للإخوان في لندن وبعض البلدان الأوروبية، وهنا تتأكد العلاقة الشرعية والتنظيمية بجماعة "الإخوان الإرهابية" ومن ثم علاقة الإخوان بالإرهاب في سريلانكا.
فكما أن هناك علاقة تربط بين جماعة التوحيد الوطنية وجماعة "الإخوان الإرهابية" فإن ثمة علاقة تربط بين هذه "الجماعة" و"داعش"، والتي ساعدتها في تنفيذ تفجيرات 20 و21 مارس/آذار من عام 2019 في سريلانكا بالشكل غير المسبوق في هذه الدولة السياحية الهادئة، وربما ذكرنا ذلك بأحداث 11 سبتمبر/أيلول التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2001، هذه العلاقة ربما قربها الدكتور يوسف القرضاوي عندما اعترف في وقت سابق بأن خليفة داعش أبوبكر البغدادي كان من الإخوان المسلمين، ولكنه حسب تعبير "القرضاوي" استعجل الطريق! وهنا تحولت جماعة "الإخوان الإرهابية" لجسر عبرت عليه كل جماعات العنف والتطرف التي ملأت العالم إرهاباً ودماراً.
ما حدث في سريلانكا يُوضح بجلاء علاقة "الإخوان" بالعنف، كما أنه يوضح مدى التقارب بين جماعة "الإخوان الإرهابية" وتنظيم داعش الإرهابي، ومن ضمن ما نجح فيه تنظيم الإخوان الإرهابي على مدار سنوات النشأة هو إيهام الكثير من الناس بأن حركتهم دعوية، وهو قول يخالف الحقيقة والواقع، وربما يتكشف خلافه مع ممارسة الجماعة العنف في مصر وليبيا وغيرها من الدول، فضلاً عن بؤر التدريب التابعة للتنظيم الإرهابي في السودان وتركيا وماليزيا، فضلاً عن الممارسات السابقة والدائمة للجماعة، وتؤكد علاقتها بالعنف وأن هذه العلاقة ليست فكرية فقط على مستوى التأصيل وإنما قامت بممارسته عملياً.
ملفات "الإخوان" المفتوحة في سريلانكا
إذا أردت أن تعرف أصل الإرهاب ومصدره فعليك أن تبحث في ملفات حركة "الإخوان الإرهابية" المفتوحة، فسوف تجدها إما حرضت على ممارسة الإرهاب أو مثلت جسراً عبر من خلاله الإرهابيون إلى الجماعات الأكثر عنفاً، أو وفرت على الأقل بيئة ملائمة ومناخاً أنتج التطرف الذي تحول فيما بعد إلى ممارسات إرهابية، وإما أنها مارست الإرهاب بنفسها عبر أجنحتها العسكرية التي تمثلها في مصر ومنها حركة "حسم" و"المقاومة الشعبية" وغيرهما.
العمليات الإرهابية التي ضربت دولة سريلانكا "الهادئة" الواقعة شمال المحيط الهندي وجنوب شبة القارة الهندية التي تمتاز بالمناخ الساحر والجغرافيا، والتي جذبت ملايين السائحين من جميع أرجاء العالم، تُعطينا مؤشراً أن قارة آسيا مستهدفة بالنسبة لجماعة "الإخوان الإرهابية" وكل التنظيمات المتطرفة، بعدما نجحت في اختراق القارة السمراء أفريقيا والقارة العجوز أوروبا، ومن قبل توطنت هذه التنظيمات في منطقة الشرق العربي وتحديداً في الرقة والموصل.
أعلنت سلطات الأمن في سريلانكا أن جماعة التوحيد الوطنية هي من خططت ونفذت العمليات الإرهابية التي ضربت هذه الدولة، التي جمعت بين سكانها عقائد وأيديولوجيات متنوعة، ولكن ثمة معلومات استخباراتية تؤكد وجود علاقة بين هذه الجماعة "المحلية" وبين حركة "الإخوان" الإرهابية، فأميرها بايع "الإخوان" وسار على منهجهم مثل كثير من التنظيمات التي بايعت "الجماعة" في باكستان والهند.
الربط بين جماعة التوحيد الوطنية والإخوان الإرهابية ليس ضرباً من الخيال، وإنما تؤكده اللقاءات الدورية بين أميرها وقادة الإخوان المقيمين في قطر وتركيا وعواصم أوروبية أخرى، وهذا ما نلمحه في الطريقة التي نفذت بها العمليات المسلحة التي استهدفت جميع المواطنين السريلانكيين بمختلف دياناتهم، بدءاً من البوذيين ومروراً بالهندوس وانتهاء بالمسيحيين، وقد كان المسلمون بطبيعة الحال ضمن المستهدفين، حيث ضربت العمليات الإرهابية حدائق عامة وفنادق بهدف استهداف الجميع، وغالباً هذه طريقة جماعة "الإخوان الإرهابية" في ممارسة عدائها، الكل بالنسبة لهم مستهدف.
ثمة علاقة تربط بين حركة الإخوان الإرهابية وتنظيم داعش ربما ظهرت في طريقة تنفيذ الهجمات التي ضربت سريلانكا شرقاً وغرباً، فإمكانات الجماعة "المحلية" لا ترقى لتنفيذ عمليات نوعية بهذه الصورة، ولذلك نرجح حدوث تنسيق وترتيب ومبايعة لتنظيم داعش من قبل الجماعة "المحلية" التي هي على ولاء بجماعة "الإخوان" الإرهابية، وسمحت بخبرات التنظيم الأكثر تطرفاً بالمشاركة في التفجيرات، فضلاً عن دور "الإخوان" في ممارسة العنف.
العلاقة بين "الإخوان" و"داعش" ممتدة منذ إعلان قيام دولة داعش في 29 يونيه/حزيران من عام 2014، حيث استعان بمجموعات كبيرة من "الإخوان" أو من مروا على هذه "الحركة" ثم انتقلوا منها إلى "داعش"، هذه المجموعات مارست الإرهاب في الرقة والموصل، كما أن "الإخوان" كانوا وقود الإرهاب في معارك "داعش" في كثير من العواصم العربية والأوروبية.
مرت جماعة "الإخوان الإرهابية" بتجارب فاشلة في عدد من الدول والقارات سواء في الحكم أو حتى في إثارة الفوضى والقلاقل، فغالباً ما باءت مساعيهم بالفشل، وهم في غالب الأمر يبحثون عن بدائل عنف لهم بعد هذه التجارب، وما يؤكد هذه الفكرة أن "الحركة" خلقت مناخات متوحدة وملتئمة ومتسامحة مع كل جماعات العنف والتطرف في العالم، وظهر ذلك في مصر بشكل جلي فوق منصة رابعة العدوية في اعتصام عام 2013، الذي حضرته جماعات التطرف من عينة جماعتي الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية "المسلحة" وتنظيمات ومليشيات مسلحة كثيرة.
ولذلك ليس غريباً اتجاه حركة الإخوان المسلمين للعنف، وليس غريباً اتجاهها إلى قارة آسيا على وجه التحديد، فمن أهم بدائلها ماليزيا، كما يوجد أعضاء لها في الهند وباكستان وأفغانستان، وليس غريباً أن مجموعات منها تستعجل العمل المسلح بدعاوى الاضطهاد واستعجال الطريق عبر شعارات الجهاد ونداءات قتل الخصوم.
لعل ما حدث في سريلانكا دال على ذلك العنف الذي مارسته "الجماعة"، وما زالت تمارسه في مصر وليبيا وسوريا وغيرها من الدول، فقد كانت "الجماعة" وما زالت مثالاً واضحاً على حالة عنف جماعات الإسلام السياسي بعلاقات مباشرة مع جماعات تمارس العنف أو جماعات أخذتها جماعة "الإخوان" الإرهابية في طريق العنف مثل جماعة التوحيد الوطنية.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز