فايننشال تايمز: هجمات سريلانكا كشفت وقوع الأثرياء فريسة للتطرف
من بين المدانين "إنشاف" و"إلهام" إبراهيم من النخبة السريلانكية، فهما نجلا تاجر توابل ثري ويتحدثان اللغة الإنجليزية بطلاقة
كشفت صحيفة بريطانية، الجمعة، عن وقوع الأثرياء فريسة للإرهاب والتطرف في هجمات سريلانكا الدامية التي أودت بحياة المئات الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إن من بين المدانين في الحادث الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي "إنشاف" و"إلهام" إبراهيم من النخبة السريلانكية، فهما نجلا تاجر توابل ثري ويتحدثان اللغة الإنجليزية بطلاقة.
- سريلانكا تعلن مقتل الإرهابي"زهران هاشم" أحد منفذي هجمات "أحد الفصح"
- مولوي زهران هاشم.. "المحرض" على مذبحة سريلانكا
ونقلت الصحيفة صدمة مقربين من تاجر التوابل الثري وأبنائه أنه "لا يمكنهم تصديق ما حدث".
وقال رجل أعمال، لم تسمه، كان أطفاله يلعبون مع طفلي إبراهيم عندما كانا صغيرين: "كانا مهذبين. لم يبد عليهما أنهما متطرفان. لا يمكنني تخيل أنه يمكنهما فعل شيء مثل هذا".
محمد إبراهيم، الأب، موجود الآن في الحجز، ويتم التعامل مع الفيلا البيضاء متعددة الطوابق على أنها مسرح للجريمة؛ بعدما فجرت زوجة إنشاف نفسها، متسببة في مقتل أطفالها وضباط شرطة.
وقال تاجر توابل في كولومبو، شارك في أحد اللقاءات مع الأب إبراهيم منذ أقل من أسبوعين: "ليس رجلا ذا لحية كبيرة أو يبدو عليه التدين. بدأ حياته بالعمل طاهيا"، في إشارة إلى أنه بدأ عمله التجاري من الصفر.
أنميش رول، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب بجنوب آسيا قال إن "أولئك ممن يملكون الوسائل والوقت، هم من يمكنهم شراء معدات لفوضى مثل هذه"، موضحا أن "داعش ألهم مجموعات متطرفة وأشخاصا في بنجلاديش والهند وسريلانكا والمالديف. له تأثير كبير على المتطرفين المحليين ورأينا الدمار".
من جانبها، أوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التاريخ الحديث أظهر أن الأشخاص الذين ينعمون بعيشة هنيئة يمكن بسهولة جذبهم نحو التطرف.
وقالت الصحيفة إن هناك دهشة بسبب الخلفية التعليمية والثرية لمهاجمين شاركوا في تفجيرات عيد الفصح في سريلانكا، حيث أوضحت أن الكثيرين لا يزالون يستصعبون فهم أن أولئك ممن ينعمون بحياة مريحة يمكن إغواؤهم للتحول نحو التطرف وقتل أنفسهم وقتل مئات الأبرياء.
وذكرت "الجارديان" أن السؤال طُرح عدة مرات من قبل، ففي أوروبا، أصبح إشكالية في السبعينيات عندما بدأ شباب وفتيات ميسورون نسبيا من ألمانيا واليابان وإيطاليا أو الولايات المتحدة التورط في أنشطة إرهابية، ومع انتشار الأسلوب الانتحاري في الثمانينيات وبداية التسعينيات أصبح الأمر محيرا أكثر.
ثم جاءت موجة جديدة من التطرف مع وقوع هجمات غير مسبوقة في قوة فتكها، حيث أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأشخاص الذين فجروا الطائرات بمركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001 لم يواجهوا مصاعب اقتصادية، وكان قائد التنظيم أسامة بن لادن ابن ملياردير يعمل في المقاولات.
ولفتت إلى أن هناك الكثير من الأمثلة على إرهابيين يتمتعون بخلفية تعليمية جيدة، فمثلا أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة كان طبيبا، وثلثا منفذي هجمات سبتمبر كانت لديهم شهادات تعليمية.
لكن الصحيفة أيضًا إلى أن كثيرا من الإرهابيين الذين التحقوا بالجامعة لم ينهوا دراستهم، فيما حصل آخرون على شهادات من مؤسسات لا تتمتع بمصداقية أكاديمية كاملة.
والثلاثاء الماضي، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن تفجيرات دامية في سريلانكا خلفت مئات القتلى والجرحى.