مواقف ومبادرات ومباحثات.. حراك إماراتي مكثف لدعم فلسطين
حراك إماراتي مكثف على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية.
حراك زادت وتيرته للتعبير عن الرفض القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، والدفع قدما نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ضمن خارطة طريق إماراتية لتحقيق سلام مستدام، إيمانا من الإمارات بأنه "لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين".
ضمن أحدث مستجدات هذا الحراك أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مباحثات هاتفية مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني مساء الأربعاء، وذلك غداة إجرائه مباحثات هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
القادة الثلاثة أكدوا ضرورة إيجاد مسار للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" بما يضمن السلام والاستقرار الإقليميين.
بالتزامن مع تلك المباحثات أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا مساء الأربعاء، أكدت فيه موقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تهجيره، ورسمت عبره خارطة طريق واضحة لتحقيق سلام مستدام.
بيان استبقته رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حملت توقيع وزراء خارجية 5 دول عربية هي دولة الإمارات ومصر والسعودية وقطر والأردن، والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً لفلسطين، عبر فيها المسؤولون الستة عن معارضتهم لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة التي يدعو لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعبروا عن تمسكهم بحل الدولتين.
أيضاً شاركت الإمارات مطلع الشهر الجاري في اجتماع على مستوى وزراء الخارجية عُقد في القاهرة بدعوة من مصر، شاركت فيه أيضاً الأردن والسعودية وقطر، إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين وأمين عام جامعة الدول العربية.
وشدد الاجتماع على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، لضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم وتحسين ظروفهم المعيشية، ومعالجة آثار النزوح الداخلي.
وبالتزامن مع الحراك السياسي والدبلوماسي، تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف من معاناة أهل غزة جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية التي بدأت على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جهود إماراتية شاملة تدعم الموقف العربي الموحد الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأيضا تجسد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بدعم قضية فلسطين، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
المنهج الإماراتي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية، حددته كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي قال فيها: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة".
مباحثات القيادة
وعلى درب المؤسس، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أكد في أكثر من مناسبة على أهمية إيجاد مسار للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" بما يضمن السلام والاستقرار الإقليميين.
وهو ما أكده مجددا خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من أخيه الملك عبدالله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بحثا خلاله التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الزعيمان في هذا السياق ضرورة تكثيف الجهود من أجل تعزيز أسباب الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع توسيع الصراع فيها، بجانب إيجاد مسار للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" بما يضمن السلام والاستقرار الإقليميين.
وقبيل يوم من تلك المباحثات، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من أخيه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء بحثا خلاله المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الزعيمان أهمية تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار الاقليمي والعمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة ودولها.
مسارات وأولويات
دعم واضح وقوي ومستدام لإقامة دولة فلسطينية عبرت عنه القيادة الإماراتية، وفصلته الخارجية الإماراتية في بيان تضمن خارطة طريق واضحة لتحقيق سلام مستدام.
وأكدت دولة الإمارات في البيان الجديد التزامها بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وموقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وشددت على ما يلي:
- ضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، مشددة على أنه لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
- الرفض القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره.
- ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش.
وحددت وزارة الخارجية الإماراتية 3 مسارات لتحقيق تلك الأهداف والتحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وذلك عبر ما يلي:
- تعزيز جسور التواصل والحوار.
- تغليب الحلول الدبلوماسية.
- تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الداعمة لمسار السلام الشامل.
وضمن تلك المسارات طالبت دولة الإمارات بما يلي:
- دعوة المجتمع الدولي مجددا إلى تعزيز الجهود المبذولة كافة من أجل معالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع الممتد، والوصول إلى حل عادل ودائم يحقق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيل.
- دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تتنافى مع القانون الدولي.
وشددت الإمارات في بيانها على أهمية تجنّب كل ما يمكن أن يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وأوضحت أنّ الأولوية الآن بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن تنصب على ما يلي:
- إنهاء التطرف والتوتر والعنف.
- حماية أرواح المدنيين كافة.
- إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ومستدام إلى القطاع.
دعم إنساني
ومنذ مطلع عام 2025، تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف من معاناة أهل غزة جراء الحرب الإسرائيلية التي بدأت على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ضاعفت دولة الإمارات جهودها الإنسانية منذ بداية الهدنة، حيث كثفت عمليات الإغاثة الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع.
ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام.