إنتر ميلان ضد يوفنتوس.. كيف أصبح ديربي إيطاليا بلا قيمة؟
كان اسم "ديربي إيطاليا" كفيلا لجذب انتباه كل محبي كرة القدم نحو مشاهدة واحدة من أمتع المباريات في تاريخ اللعبة، قبل أن تقل أهميتها.
"ديربي إيطاليا" هو اسم يُطلق على المباراة التي تجمع بين فريقي إنتر ميلان ويوفنتوس، حيث كانت هذه المباراة هي الأقوى في العالم في وقت من الأوقات، قبل أن تتلاشى أهميتها مع تراجع مستويات الفريقين في السنوات الأخيرة.
كيف اشتعل ديربي إيطاليا؟
كان ديربي إيطاليا هو المواجهة الأهم في الكرة الإيطالية، رغم وجود عملاق ثالث معهما اسمه ميلان، أكثر فريق من أبناء البلد تتويجاً بلقب دوري أبطال أوروبا.
بدأ وصف ديربي إيطاليا بين إنتر واليوفي في 1967، رغم حقيقة أن الأول من ميلانو والثاني من تورينو، وليسا من مدينة واحدة ليُطلق على اللقاء مصطلح "ديربي".
ولكن الهدف كان وضع مباراة مماثلة لكلاسيكو برشلونة وريال مدريد في إسبانيا، فقام الصحفي جياني بيريرا باختلاق هذا الاسم، "ديربي الشمال الإيطالي"، كون ميلانو وتورينو هما أكبر مدينتين في شمال البلاد، ولديهما شعبية جارفة.
وزادت السنوات الـ20 الأخيرة من حدة الديربي، بعدما حدثت أزمة "الكالتشيوبولي" الشهيرة في 2006، والتي أسفرت عن سحب لقب الدوري في موسم 2005-2006 من يوفنتوس لصالح إنتر ميلان.
هبوط يوفنتوس إلى القسم الثاني ورحيل مجموعة من لاعبيه، ومنهم من رحلوا إلى إنتر نفسه كالسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، تسبب في زيادة اشتعال الأجواء بين الفريقين والتأثير على مستوى الفريق.
لماذا تراجعت قيمة ديربي إيطاليا؟
كان لتراجع مستوى كرة القدم الإيطالية على مدار السنوات الماضية محلياً وأوروبياً دور في تراجع قيمة الديربي، إما بغياب التنافسية في المسابقة المحلية، أو قلة الظهور في المراحل الحاسمة قارياً.
ولكن خلال الفترات الأخيرة كان هناك عامل مشترك أدى لتراجع قيمة المواجهة، هو أنه عندما يتفوق فريق محلياً وأوروبياً ينحدر الآخر.
في البداية سيطر إنتر في عهد روبرتو مانشيني ثم جوزيه مورينيو على الكرة الإيطالية من بعد سقوط اليوفي وحتى رحيل المدرب البرتغالي في 2010، عقب ثلاثية التتويج الشهير، الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.
بداية من موسم 2011-2012، هيمن اليوفي على الكرة الإيطالية، وفاز بـ9 ألقاب متتالية، ليحقق رقما قياسيا في دوريات أوروبا الكبرى لم يكسره إلا بايرن ميونخ في ألمانيا في 2022، مما قلل من أهمية ديربي إيطاليا في ظل تراجع إنتر ميلان.
لكن يوفنتوس الذي هيمن على الدوري الإيطالي وضم كريستيانو رونالدو المتوج 5 مرات بدوري أبطال أوروبا، تدهور كثيراً في الفترة من 2020 إلى 2023.
بالنظر إلى ترتيب اليوفي في الدوري المحلي في سنوات ما بعد الألقاب الـ9، فقد هبط للمركز الرابع في 2021 و2022، ثم الآن يقطن في الترتيب السابع بفارق 3 مراكز عن المراكز الـ4 الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
وتبع ذلك تراجع في النتائج على الصعيد الأوروبي، حيث فشل المدرب ماسيمليانو أليجري الذي قاد الفريق لـ5 ألقاب للدوري، في إعادة شكل الفريق على الأقل حتى الآن.
على الجانب الآخر، فإن أزمة إنتر أكبر كثيراً فالفريق منذ ثلاثية 2010، لم يحقق الدوري الإيطالي إلا في 2021 بعد غياب 11 سنة.
أفضل إنجازات الفريق خلال تلك الفترة كانت الوصافة في 2011، ثم 2020 و2022 والموسم الحالي، الذي يشهد الابتعاد بفارق كبير عن المتصدر نابولي يصل إلى 18 نقطة.
على الصعيد الأوروبي، كان التأهل لنهائي الدوري الأوروبي 2020 ضد إشبيلية الإسباني هو الإنجاز الأهم لـ"النيراتزوري" قارياً، وهو إنجاز يمكن للإنتر تجاوزه هذا الموسم بنهائي أهم في دوري أبطال أوروبا.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg
جزيرة ام اند امز