"الطاقة الدولية" تشيد بجاهزية "الطوارئ" في محطة براكة النووية
الإمارات نجحت في تنفيذ واستكمال التوصيات كافة التي أشارت إليها بعثة الوكالة عام 2015
أكد تقرير صادر عن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيق الإمارات تطورات كبيرة فيما يتعلق بتعزيز إجراءات وتدابير الاستجابة ومستوى الجاهزية لحالات الطوارئ في محطات براكة للطاقة النووية، مقارنة بالتقييم الأخير الذي أجراه الفريق الدولي لتقييم إجراءات التأهب للطوارئ للمحطة في عام 2015.
جاء ذلك في أعقاب زيارة وفد من خبراء الوكالة الدولية إلى الإمارات، استمرت 5 أيام، ضمن بعثة شكلتها الوكالة بناء على طلب حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على إجراءات التأهب والجاهزية لحالات الطوارئ.
وضمت البعثة 7 خبراء دوليين وخبراء من الوكالة للوقوف على مستوى التقدم الذي أحرزته الدولة، فيما يتعلق بتوصيات بعثة مراجعة وتقييم إجراءات التأهب والجاهزية لحالات الطوارئ عام 2015، والمتعلقة بتوفر تدابير الاستجابة اللازمة لتطبيقها في حالات الطوارئ النووية، المستبعد حدوثها في محطة براكة للطاقة النووية.
ونجحت الإمارات في تنفيذ واستكمال التوصيات كافة التي أشارت إليها بعثة الوكالة عام 2015، إذ تمحورت حول إعداد وتطبيق خطط خاصة بالبنية التحتية لحالات الطوارئ والمتطلبات التشغيلية لكل من معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مثل إدارة النفايات المشعة وخطط الإجلاء واستراتيجية الوقاية والاتصال مع الجمهور على حد سواء.
وحدد فريق خبراء الوكالة الدولية عددا من نقاط القوة التي يتسم بها الإطار العام للاستجابة والجاهزية لحالات الطوارئ في الإمارات، بما فيها الالتزام الراسخ بالجاهزية لحالات الطوارئ النووية، والذي انعكس في عدد الأنشطة التدريبية وتجارب الإخلاء التي يجري تنفيذها، فضلا عن تضمين المعارف المكتسبة ضمن الخطط المعدلة، وتشكيل فريق ميداني مشترك معني بإجراء التقييمات البيئية والغذائية والفردية الفعالة خلال فترات الطوارئ النووية.
وإلى جانب إشادته بالجهود الحالية في مجال الاستجابة والجاهزية لحالات الطوارئ، قدم الفريق باقة من المقترحات لتعزيز هذه الجهود في الدولة، من بينها مواصلة العمل لاستكمال استراتيجية الوقاية في حالات الطوارئ النووية والإشعاعية، وإتمام الجهود المطلوبة لتوحيد المبادئ التوجيهية.
وسلطت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضوء على بعض من أفضل الممارسات في هذا الإطار، بما فيها استكمال العمل في مجموعة من المنشآت والإمدادات والمعدات اللوجستية الخاصة بها، لضمان القدرة على تنفيذ وظائف الاستجابة لحالات الطوارئ، كما أبرزت دور المرافق المتطورة المتوافرة في مستشفى أدنوك الرويس، والتي تقدم العلاج الطبي للأشخاص المصابين أو ضحايا التلوث خلال حالات الطوارئ.
وقال حمد علي الكعبي، المندوب الدائم للإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عامل أساسي لدعم جهود الإمارات في بناء منظومتها الخاصة بالاستجابة والجاهزية لحالات الطوارئ، كما عكس التزام حكومة الإمارات عبر تطبيق أفضل الممارسات العالمية لضمان سلامة الجميع والبيئة على حد سواء".
وأضاف "يتمثل الهدف من استقبال بعثة تقييم إجراءات التأهب للطوارئ في التعرف على مقدار التقدم الذي أحرزته الدولة فيما يتعلق بإعداد خطة الطوارئ الخاصة بمحطة براكة للطاقة النووية، ما يشكل خطوة إضافية نحو ضمان الاستعداد الكامل لتشغيل المحطة وفق معايير السلامة والأمان".
وزار الخبراء كلا من محطات براكة للطاقة النووية ومستشفى أدنوك في الرويس ومنشأة الرويس لحالات الطوارئ، ومركز عمليات الطوارئ لدى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية للوقوف على الترتيبات الموضوعة للاستجابة لحالات الطوارئ النووية والإشعاعية، حيث استعرض الفريق مدى التقدم الحاصل، والذي تضمن تطبيق أحدث النسخ المعدة لخطط الطوارئ والأنظمة واللوائح داخل الموقع وخارجه، فضلا عن التدابير الخاصة بإدارة المخلفات.
وتعتبر خدمة تقييم إجراءات التأهب للطوارئ واحدة من البعثات التي تقدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بهدف تعزيز مستويات السلامة لدى الدول الأعضاء فيها، وتركز البعثة على الترتيبات والقدرات الخاصة بالاستعداد لحالات الطوارئ النووية والإشعاعية وآلية وسرعة الاستجابة لها.