تعاون عالمي في الإمارات لتعزيز برامج الفضاء لكوكب الأرض
في إطار محاور جلسات عمل مؤتمر الفضاء العالمي
تطور قطاع الفضاء سيعتمد على الشراكات والتعاون الدولي، حيث ينطلق المؤتمر من العاصمة الإماراتية أبوظبي.
أكد عدد من المشاركين في مؤتمر الفضاء العالمي الذي تستضيفه أبوظبي أن تطور قطاع الفضاء سيعتمد على الشراكات والتعاون الدولي، خاصة مع إدراك الدول للفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال البرامج التي تعمّق فهم التحديات مثل التغير المناخي وتطوير البنية التحتية.
وتقام الدورة من المؤتمر الذي تستضيفه وكالة الإمارات للفضاء تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك خلال الفترة من 31 يناير حتى 1 فبراير 2017 في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات.
وينعقد المؤتمر في ظل وجود إدراك كامل لأهمية صياغة برامج الشراكة الفعالة باعتبارها عاملاً حاسماً في مستقبل الاستكشاف البشري للفضاء. وكان المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية، الذي استضافته مدينة غوادالاخارا المكسيكية في شهر سبتمبر الماضي، قد شهد قيام قادة القطاع من وكالات الفضاء الرئيسية بما يشمل وكالة "ناسا" والمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية ووكالة الفضاء اليابانية بإطلاق توصيات تدعو لمتابعة مسيرة التعاون.
وشددت هذه الجهات على ضرورة إخراج استكشاف الفضاء من إطار المنافسة والنظر إليه كأداة جيوسياسية لإلهام الشباب وتعزيز الحوافز المستقبلية. ويعتبر التعاون الدولي أمراً لا غنى عنه في سبيل تحقيق هذه الأهداف. كما يمكن أن يحمل هذا التعاون أثراً هائلاً، حيث يؤكد مدير وكالة الفضاء الروسية أن ما يمكن إنجازه خلال 100 عام من التنمية الفردية سيستغرق تحقيقه 20 عاماً فقط عند تضافر القوى بين مختلف اللاعبين.
ويمكن للدول إرسال بعثات مأهولة إلى القمر بشكل فردي، كما تعتزم الصين القيام به الآن، إلا أن الأهداف الأكبر كوصول الإنسان إلى سطح المريخ تحتاج إلى تعاون دولي، حيث أن المشاريع الفضائية مكلفة وتتطلب اقتناع عامة الناس وحماسهم لتحقيق أهداف ضخمة.
وبهذا الصدد، قال الدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "يمثل التعاون والتضافر العالمي حجر الأساس بالنسبة لوكالة الإمارات للفضاء ورؤيتها الاستراتيجية، والتي ترسم تصوراً لمستقبل الشراكة العالمية في مجال الاستكشاف الآمن للفضاء الخارجي وجميع المجالات ذات الصلة".
وأضاف: "نعمل لتحقيق هذا الحلم من خلال اتفاقيات التعاون الثنائي الهامة مع عدد كبير من الدول والوكالات وشركات القطاع الخاص على المستوى العالمي".
من جانبه، قال جان إيف لو جا رئيس المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية ووكالة الفضاء الفرنسية والرئيس الجديد للاتحاد الدولي للملاحة الفضائية: "يشهد قطاع الفضاء اليوم نمواً متزايداً في كافة أنحاء العالم مدفوعاً بالابتكار وقطاع رحلات الفضاء الخاصة الناشئة والجهود المبذولة بهدف الحد من التغير المناخي واستكشاف كوكب المريخ".
وأضاف: "هذا ما يجعل التعاون الدولي ضرورة حتمية لتحقيق هذه الأهداف، باعتباره السبيل الأوحد للحد من التكاليف ومشاركة المنافع وبناء عالم أفضل".
وتعتبر البرامج التعليمية والتوعوية عنصراً هاماً في بناء الزخم، كما أنها تنطوي على أهمية خاصة في إطار توعية العموم حول الفوائد الحقيقية التي يمكن لبرامج الفضاء تحقيقها بدءاً من دعم ومراقبة عمليات الإغاثة في حالات الكوارث وصولاً إلى إدارة المياه. ويمثل التشجيع على التعاون البشري هدفاً رئيسياً للمؤتمر الذي سيثري الحوار بين الأوساط الأكاديمية وجهات القطاع والجمهور في سبيل تحقيق نجاح مشترك في قطاع الفضاء.
وقال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة: "يعتبر التعليم ركناً أساسياً في الجهود التي يبذلها الجنس البشري لفهم واستكشاف واستخدام الفضاء الخارجي".
وأضاف: "إن ما نملكه مجتمعين أكبر بكثير من مجموع ما تملكه كل دولة بمفردها، حيث أن معارفنا العلمية تعاونية بطبيعتها. وفقط من خلال أقصى مستوى ممكن من تبادل الخبرات والتجارب، سو نتمكن من إطلاق الإمكانات الحقيقة الكاملة لقطاع الفضاء".
بدوره، قال السير مارتن سويتنج المدير العام لمركز "سوريي" للفضاء، الذي سيترأس حلقة نقاش تضم رؤساء وكالات فضاء عالمية: "أعتقد أن الدور الذي يقوم به مجتمع الفضاء العالمي في استثمار الأصول والخدمات الفضائية لتحقيق منفعة مشتركة والاستكشاف الرائد لما وراء مدار الأرض، هو بمثابة أمر حيوي من أجل خير الإنسانية جمعاء".
وأضاف: "يتوجب علينا أن نواصل العمل معاً لحماية كوكبنا الأزرق الصغير، ويعتبر مؤتمر الفضاء العالمي حدثاً رئيسياً يمكننا من تحديد أهدافنا المشتركة، وتحقيق تعاون جديد للبعثات الفضائية في المستقبل".
يذكر أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به منطقة الشرق الأوسط في إطار تطوير ودفع هذه البرامج التعاونية الدولية، كما ستقوم وكالة الإمارات للفضاء باستعراض خططها ومشاريعها، حيث قامت الوكالة حتى الآن بإبرام مذكرات تفاهم مع 11 برنامجاً فضائياً من بينها برامج الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة المتحدة. وتنطوي هذه الشراكات الدولية على أهمية حاسمة بالنسبة لنجاح الخطط الطموحة التي وضعتها دولة الإمارات العربية المتحدة.