«256 دقيقة».. قصة ساعات عصيبة للجيش السوداني بمحكمة العدل الدولية

256 دقيقة كل ما احتاجته محكمة العدل الدولية لتفنيد افتراءات قيادات الجيش السوداني ضد دولة الإمارات.
ويعتبر قرار محكمة العدل الدولية برفع القضية المليئة بالأكاذيب التي أقامها الجيش السوداني، من سجّلها العام استنادا للغياب الواضح للاختصاص القضائي، في مرحلة التدابير المؤقتة، أمرًا لم يحدث منذ 25 عاماً.
بدأت المزاعم بشكوى قدمتها الحكومة العسكرية في السودان ضد دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بدعم قوات "الدعم السريع"، وهو ما نفته الإمارات مرارا وتكرارا مُحملة طرفي الأزمة، الجيش والدعم السريع، المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع في السودان.
في 10 أبريل/نيسان الجاري، عقدت المحكمة جلسة استماء تخللها استراحة واحدة،
استمر الجزء الأول فيها لمدة ساعة و 47 دقيقة، والجزء الثاني استمر ساعتين و 12 دقيقة، وخلالها فندت الإمارات الاتهامات التي تقدمت بها الحكومة السودانية، وقالت إنها "لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية"، وأشارت إلى أنها "لا تدعم أي طرف" في الحرب الأهلية السودانية، وأنه لا يوجد دليل يدعم ادعاءات الجيش السوداني.
أما الجانب السوداني، فلم يقدم خلال الجلسة أي دليل ملموس أو واضح على مزاعم قيادات الجيش، واكتفى بسرد التهم التي لا يدعمها أي أساس في الواقع.
وفي جلسة ثانية وأخيرة استمرت 17 دقيقة فقط، انتصرت دولة الإمارات، وأسقطت محكمة العدل الدولية، الدعوى التي رفعها قادة الجيش السوداني ضدها، واعتبرتها "كأن لم تكن".
وبناءً على هذا القرار سيتم رفع القضية من سجل المحكمة وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بها بشكل رسمي.
ويؤكد هذا القرار ما كان جلياً منذ مدة طويلة، وهو أن الدعوى المقدمة من قبل القوات المسلحة السودانية باطلة ولا أساس لها من الصحة.
وفي بيان لها، قالت ريم كتيت، نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ممثلة دولة الإمارات أمام المحكمة: "يؤكد القرار بشكل واضح وقطعي أن الدعوى المقدمة لا أساس لها من الصحة ومن البديهي، فإن قرار اليوم يمثل رفضاً حاسماً لمحاولة القوات المسلحة السودانية استغلال المحكمة لنشر المعلومات المضللة وتشتيت الانتباه عن مسؤوليتها في الصراع".
وأضافت: "مع دخول الحرب المدمرة في السودان عامها الثالث، تدعو دولة الإمارات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإنهاء الحرب دون شروط مسبقة، والالتزام في المفاوضات، والسماح بالوصول إلى المساعدات الإنسانية دون أي عوائق .. يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل حازم لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية بقيادة مدنية مستقلة عن سيطرة الجيش، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع الإنسانية".
aXA6IDMuMTQ0LjkxLjIwMSA= جزيرة ام اند امز