اليوم الدولي للقضاء على الفقر 2024.. دعوة للعمل معا لإنهاء سوء المعاملة
يعود الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى 17 أكتوبر/ تشرين الأول 1987، عندما اجتمع أكثر من 100 ألف شخص في ساحة تروكاديرو بباريس لتكريم ضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع.
في ذلك اليوم، تم تأكيد أن الفقر يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان، وأنه يتطلب جهدًا مشتركًا لضمان احترام هذه الحقوق.
منذ ذلك الحين، يجتمع الناس في مختلف أنحاء العالم كل عام في هذا اليوم للتعبير عن تضامنهم مع الفقراء وتجديد التزامهم بمحاربة الفقر.
في عام 1992، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر قرارها 47/196، السابع عشر من أكتوبر يومًا دوليًا للقضاء على الفقر، ليصبح مناسبة عالمية سنوية.
موضوع عام 2024.. العمل معًا لإنهاء سوء المعاملة
يركز موضوع اليوم الدولي للقضاء على الفقر لعام 2024 على "إنهاء سوء المعاملة الاجتماعية والمؤسسية والعمل معًا من أجل إنشاء مجتمعات عادلة وشاملة".
الفقر ليس مجرد نقص في الدخل، بل هو ظاهرة متعددة الأبعاد، تشمل عوامل مرئية وخفية. أحد أبعاد الفقر الخفية هو سوء المعاملة الاجتماعية والمؤسسية التي يواجهها الفقراء، مثل الوصم والتمييز والمعاملة بقلّة احترام بسبب مظهرهم أو لهجتهم أو حتى مكان إقامتهم.
إن هذه المعاملة السلبية تؤدي إلى بيئة قاسية حيث يعاني الأفراد من التهميش والظلم، ما يعزز السياسات والممارسات التمييزية. يؤثر هذا الظلم على حقوق الإنسان الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ويزيد من تعقيد حياتهم اليومية.
تحديات عالمية
في الوقت الذي يشهد العالم مستويات غير مسبوقة من التطور الاقتصادي والتكنولوجي، يعيش ملايين الناس في فقر مدقع، مما يشكل عارًا أخلاقيًا. الفقر ليس مجرد مشكلة اقتصادية؛ فهو يشمل جوانب مثل غياب الإسكان المأمون، وعدم توفر الطعام المغذي، وصعوبة الوصول إلى العدالة.
بحسب الإحصاءات، يُعرّف الفقر المدقع بالعيش على أقل من 2.15 دولار يوميًا، ووفقًا للتوقعات، قد يعيش 670 مليون شخص في هذا الوضع بنهاية عام 2022، مع احتمال أن يجد 7% من سكان العالم أنفسهم في فقر مدقع بحلول عام 2030.
ويهدف اليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى رفع الوعي حول الفقر وأبعاده المختلفة والعمل من أجل مجتمعات أكثر عدالة وإنصافًا. يتطلب إنهاء الفقر تعاونًا عالميًا لمواجهة الظلم الاجتماعي والمؤسسي وإيجاد حلول شاملة تدعم حقوق الإنسان وتحمي كرامة الأفراد.