في يومها العالمي.. بيئة اليمن تتحدى التغيرات المناخية وحرب الحوثي
تحديات قاسية تعيشها البيئة اليمنية ابتداء من التصحر والجفاف وتلوث المياه وصولا إلى الفيضانات وتلوث الهواء والتربة الزراعية وانتهاء بحرب الحوثي المدمرة.
ويأتي اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف 5 يونيو/ حزيران، ولا زالت اليمن تحت وطأة الكثير من التحديات البيئية الناتجة عن عدة عوامل أبرزها التغيرات المناخية، واستمرار الحرب الحوثية التي نالت من البيئة والإنسان اليمني.
وأدت التبعات الناجمة عن التغيرات المناخية إلى تصحر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، سواء بسبب الفيضانات والأعاصير أو موجات الجفاف، وتلوث الهواء والمياه الجوفية، وفقا خبراء يمنيون.
ولم تكن تبعات المناخ وحدها من أثرت على البيئة اليمنية، حيث تسببت حرب مليشيات الحوثي ضد الدولة بتدمير شامل وممنهج للبيئة تمثلت بنهب الموارد المخصصة للبرامج البيئية والزراعية، وقيامها بزراعة مساحات واسعة بملايين الألغام الفردية والمضادة للدروع، وقطع الطرقات ومنع وصول المواطنين إلى أراضيهم الزراعية.
تلوث حوثي للبيئة
مؤخرا، باتت هجمات مليشيات الحوثي السبب الرئيسي في تلوث البيئة البحرية والمياه الإقليمية للبلاد، من خلال قصفها السفن التجارية والناقلات النفطية والمحملة بالأسمدة والمواد الكيميائية، ما أدى إلى غرق ناقلة "روبيمار" التي تقل 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم ما شكل خطرا بيئيا حقيقا في البحر الأحمر.
إلى جانب، ضرب الحوثي التنوع الحيوي البحري، يحذر خبراء البيئة والمناخ من التحديات التي تواجه البيئة اليمنية والتنوع البيولوجي الحيوي والنباتي فيها الناتجة عن استمرار حرب المليشيات وزراعتها للألغام والعبوات والشراك الخداعية.
كما يؤكد الخبراء أن التغيرات المناخية لعبت دورا كبيرا في تفاقم الوضع البيئي في البلاد، من خلال تعرضها لتطرف مناخي غير مسبوق، أدت مؤخرا إلى فترات جفاف أطول وأمطار متفاوتة في مناطق غزيره جداً وفي مناطق أخرى أقل.
تحديات بيئية عديدة
خبير البيئة والتغيرات المناخية في اليمن محمد الصلوي يقول لـ"العين الإخبارية"، إن "اليمن يواجه تحديات كثيرة في مجال البيئة، أبرزها التصحر الناتج عن زحف الرمال تجاه الأراضي الزراعية خاصة في محافظات مأرب، وشبوة، وأبين، ولحج، والحديدة، وأن عدم مواجهة هذا التصحر عبر تثبيت الكثبان الرملية الزاحفة بالمصدات والأشجار والغطاء النباتي".
ويضيف الخبير البيئي اليمني، أن "من تلك التحديات أيضاً موجات الجفاف الحاصلة في عدة مناطق يمنية، وقلة الأمطار الموسمية، ونقص منسوب المياه في الآبار الجوفية؛ الناتج عن قلة الحواجز للمياه وعدم استغلال مواسم الأمطار للتخزين مع عدم تأهيل الآبار والحفاظ عليها وصيانتها".
ويوضح أن "هناك عدة عوامل ساهمت في تلوث البيئة، وتسببت بتلوث المياه، وتلوث الهواء، والتربة الزراعية، منها مخلفات النفايات الصلبة والنفايات العضوية، ومخلفات الصرف الصحي والتي تختلط بالمياه الجوفية".
كما "تسببت مخلفات حرب المليشيات، وعدم استخدام عوادم السيارات وانتشار الحرائق، والتي تعمل كغطاء في طبقات الجو العليا وتمنع نزول الأمطار إلى جانب أنها تساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال الغازات الدفيئة والسامة الصادر عنها"، وفقا للصلوي.
ويشير إلى أن الأمطار الغزيرة في بعض المناطق والفيضانات، أدت إلى جرف الأراضي الزراعية، وطمر أخرى، كما تتسبب المبيدات والسموم والأسمدة بتلوث الهواء بعد أن تقوم بتلوث التربة الزراعية، فضلاً عن أضرارها الصحية الكبيرة بالإنسان.
وبحسب الخبير البيئي أنه وللتخفيف من هذه الأضرار والتحديات البيئية في البلاد، يجب العمل على الميدان من خلال تثبيت الكثبان الرملية من خلال التشجير، واقامة الحواجز المائية، وتأهيل آبار المياه، وتغذية المياه الجوفية عن طريق تصريف مياه السيول من المنحدرات إلى الأماكن المنخفضة ليتم تشبيع الأرض وتغذية الآبار الجوفية.
وبالنسبة لتلوث الهواء، ينصح الخبير اليمني، بالعمل على" منع الحرائق العشوائية، وكذلك الزام السيارات بالعوادم للحفاظ على البيئة، وتفعيل اللوائح وعمل التشريعات للحد منها، والقيام بعمليات التشجير بشكل مستمر خاصة في المدن، وذلك كونه يمتص الكثير من الغازات السامة".