في يومه العالمي.. اليمنيون يقاومون "السكري" رغم الحرب
يحتفل العالم بيوم مرضى السكري، الذي يصادف 14 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام؛ بهدف التذكير بمعاناة المصابين، والتوعية بمخاطر المرض.
واليمن إحدى دول العالم، التي تعطي هذا اليوم حيزا كبيرا من الاهتمام، خاصة وأن الإحصائيات والأرقام تشير إلى ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري بشكل مخيف في البلاد؛ نتيجة عدة عوامل.
ولعل استمرار تداعيات الحرب الدائرة في اليمن، منذ 7 أعوام، وتأثيراتها على المؤسسات الصحية بالبلاد؛ أدى إلى تراجع الرعاية ومتابعة المرضى، ونقص برامج التوعية، وبالتالي تزايد أعداد المصابين.
أرقام السكري باليمن
منظمة الصحة العالمية كشفت عن إحصائية المصابين بمرضى السكري في اليمن، والتي بلغت، بحسب التقارير الرسمية، حوالي نصف مليون مصاب، وهو رقم يعود إلى نحو عامين.
غير أن الواقع يشير إلى أن أعداد المصابين فاقت هذا الرقم، مع استمرار حرب مليشيات الحوثي، وتراجع الدور الرسمي والحكومي في عمليات الرصد.
حيث تؤكد مصادر طبية حكومية لـ"العين الإخبارية" أن أعداد المصابين بالسكري في اليمن قد تصل إلى مليون وربع المليون مصاب، في مختلف مناطق البلاد.
ويأتي ذلك في ظل تراجع برامج التوعية والتثقيف المجتمعي؛ متأثرةً بضعف الإمكانيات وقلة مخصصات الإعلام الصحي، بحسب مصدر مسؤول في وزارة الصحة العامة اليمنية.
فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن النزاع المسلح وعدم الاستقرار السياسي في اليمن وما رافقه من نزوح كبير للسكان؛ تسبب بمضاعفة معاناة مرضى السكري؛ نتيجة عدم الحصول على الأدوية والرعاية الصحية والتغذوية اللازمة.
رعاية مجانية
ورغم شح الإمكانيات، وتكلفة حرب مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا المادية الباهظة، إلا أن عددا من مؤسسات الدولة في اليمن، ما زالت تمارس مهامها الصحية، في مقاومة مرض السكري.
فبحسب مدير مركز السكري في هيئة مستشفى الجمهورية النموذجي العام بعدن، الدكتور عبدالله المطري، فإن المركز استقبل خلال الأعوام الأربعة الماضية أكثر من 20 ألف مصاب.
وأكد الدكتور المطري، أن المركز قدّم خدماته الصحية والرعاية المطلوبة للمصابين المترددين عليه، والمتمثلة في إجراء الفحوصات المجانية، وتوزيع أدوية الأنسولين بشكل مجاني أيضا.
داعيا إلى ضرورة إنشاء المزيد من المراكز المتخصصة في بقية المحافظات؛ لتخفيف الضغط على المراكز العاملة، وتكثيف جهود وبرامج التوعية والتثقيف الصحي؛ ليتجنب المواطنون السلوكيات السلبية وعادات الغذاء الخاطئة التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري.
فعاليات توعية
لم تمنع الحرب وتداعياتها الكثير من المبادرات الطلابية والشبابية، في كليات الطب والمدارس الثانوية في مدينة عدن، من القيام بجهود توعوية لمكافحة السكري.
حيث أحيت العديد من الفعاليات والمبادرات المجتمعية في مدينة عدن اليوم العالمي لمرضى السكري، من خلال ندوات ومحاضرات توعوية، وجلسات فحص مجاني للمواطنين.
وبهذا الصدد يقول رئيس مبادرة "شباب من أجل عدن"، عمرو عبدالله حسن، إن المبادرة نفذت العديد من نزولات التوعية إلى مدارس مديرية البريقة، كما نفذت فحوصات مجانية للسكري في الأسواق والحدائق العامة والشوارع الرئيسية.
وأكد حسن لـ"العين الإخبارية" أن هذه الجهود تتم بشكل ذاتي وطوعي، من شباب المبادرة، لإحداث حراك توعوي ورفع ثقافة المجتمع للحد من انتشار مرض السكري.
مشيرا إلى أن التوعية ركزت على التحذير من السلوكيات الخاطئة كالسهر والراحة الزائدة، والأكل آخر الليل، وعادات الغذاء السيئة، كتناول الوجبات السريعة والمشبعة بالدهون، والتي تعتبر من أبرز المسببات الرئيسية للمرض.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز