مؤتمر الدفاع الدولي 2019 يختتم أعماله في أبوظبي
المزروعي يؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي لإعداد رواد المستقبل
اختتمت في أبوظبي السبت أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2019 التي أقيمت تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
اختتمت في فندق قصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي السبت أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2019 التي أقيمت تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات ونظمته شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) بالتعاون مع القوات المسلحة لدولة الإمارات خلال الفترة ما بين 14-16 فبراير.
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر حضور سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، ومحمد بن أحمد البواردي، وزير دولة الإمارات لشؤون الدفاع، وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، واللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي "أيدكس" و"نافدكس" 2019.
كما حضر الفريق ستيفن م. شبرو، نائب رئيس اللجنة العسكرية للناتو في بروكسل، والدكتور محمد مالكي عثمان، وزير الدولة في وزارة الدفاع في جمهورية سنغافورة، واللواء الركن طيار إسحاق صالح البلوشي، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرضين، إلى جانب نخبة من المسؤولين الحكوميين والعسكريين رفيعي المستوى المتخصصين في قطاع الصناعات الدفاعية والعسكرية من مختلف دول العالم.
واستبق مؤتمر الدفاع الدولي 2019، فعاليات النسخة الأكبر في تاريخ معرضي الدفاع الدولي "أيدكس 2019" والدفاع البحري "نافدكس 2019"، التي تنطلق غدا الأحد وتستمر حتى 21 فبراير/شباط الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة دولية واسعة.
ورحب محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة الإمارات لشؤون الدفاع في كلمته، بالضيوف على أرض دولة الإمارات العربية المنفتحة على جميع دول وشعوب العالم، انطلاقاً من إيمان قيادتها بأهمية التعايش السلمي وقيم التسامح والمحبة والسلام في سبيل عمارة الأرض وبناء الحضارة الإنسانية في أبهى صورها.
وأكد محمد بن أحمد البواردي على أن انعقاد مؤتمر الدفاع الدولي بحلته الجديدة هذا العام يأتي انطلاقا من تجربة دولة الإمارات التنموية والعلمية الرائدة ووفق رؤيتها العالمية في مستقبل آمن ومزدهر للمجتمع الدولي.
وأوضح أهمية هذا المؤتمر الهادف إلى توفير منصة عالمية تجمع المسؤولين وأصحاب القرار إلى جانب أصحاب العقول المبتكرة في المجالات العلمية والاقتصادية والصناعات الدفاعية للتباحث حول المواضيع التكنولوجية والعلمية الحديثة، إلى جانب استعراض تجربة الإمارات الرائدة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، مشيراً إلى أن غاية هذا المؤتمر تكمن في المساهمة في توحيد الجهود الدولية في وقت يواجه فيه العالم تعقيدات أمنية متعاظمة وتحديات دفاعية متنوعة سواء في الساحة الدولية أو على المستويات الإقليمية والمحلية.
ودعا إلى ضرورة العمل الجماعي من أجل بناء مستقبل مشترك عنوانه تعزيز الأمن والازدهار من خلال القدرة على الابتكار، مشيراً إلى أن العلم والمعرفة أصبحتا رأس المال الفكري والمؤثر الأكبر في حياة المجتمعات والمحدد الرئيسي للنمو الاقتصادي والإنتاج والقيمة الحقيقية للاقتصاد العالمي.
المعرفة والابتكار
وشدد محمد بن أحمد البواردي وزير دولة الإمارات لشؤون الدفاع في كلمته على أهمية الاستناد على المعرفة والابتكار في إدارة الاقتصاد وتحديد أنواع المنتجات واستخداماتها وكمياتها بغرض تصويب الإنتاج وترشيد الإنفاق، بالإضافة إلى حماية البيئة لتصبح بذلك المعرفة والابتكار عنوان التنمية المستدامة.
وتطرق إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة وتطور الأسلحة الإلكترونية والروبوتية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وما ظهر معها من حروب الجيل الخامس، وحروب إلكترونية ومعلوماتية وسيبرانية وهجينة.
وأكد على أن عجلة التطور تنبئنا بأن المنتصر في حروب المستقبل مَن يمتلك الأسلحة الذكية التي تتميز بالسرعة الفائقة والدقة المتناهية، ولديه قدرات دفاعية وهجومية متطورة، ومقاتلوه جنود إلكترونيون ومنصاته القتالية عربات تعمل ذاتياً وتحمل ذخائر فتاكة، وليس المنتصر بالضرورة مَن يملك قوات وأسلحة تقليدية أكثر عددا وأكبر حجما.
الشركات الصغيرة والمتوسطة
من جانبه، بدأ سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كلمته بالترحيب بالمشاركين في المؤتمر والضيوف القادمين من مختلف دول العالم في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتحدث عن أهمية وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة في دعم اقتصادات دول العالم، مبيناً أن هذه الشركات تمثل ما نسبته 95% من الشركات الموجودة في دولة الإمارات، وتشكل ما يقارب 86% من القطاع الخاص وتساهم بنسبة 60% من إجمالي الدخل القومي للدولة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمتلك تشريعات وقوانين محفزة تتميز بسهولة ممارسة الأعمال فيها، إذ تم تصنيفها في المرتبة 11 عالمياً وفقاً للمؤشر العالمي الخاص بسهولة ممارسة الأعمال.
وتطرق إلى أهمية إيجاد نظام متكامل يحتضن الشركات الصغيرة والمتوسطة لتسلك طريقها نحو التقدم والازدهار، مشدداً على أهمية تشجيع المؤسسات المالية والبنوك في الإمارات على تسهيل اتفاقيات إقراض هذه الشركات، داعياً في الوقت ذاته المجتمعين اليوم من الخبراء العالميين والمتخصصين لنقل المعارف وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا الإطار الذي من شأنه يدعم ويطور هذه الشركات المتخصصة في مختلف القطاعات وخاصة الدفاعية والأمنية منها.
وأشار إلى أهمية التركيز على الذكاء الاصطناعي والعمل مع الأكاديميين المتخصصين لإعداد رواد الأعمال في المستقبل، مشيراً إلى أهمية زرع التحدي لدى الجيل المقبل للبدء بأعمالهم الخاصة بدلاً من انتظار الوظائف التي ستوفرها الحكومة، مختتماً حديثه بأن الاستراتيجية الصناعية في دولة الإمارات لهذا العام ستركز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
علوم وتكنولوجيا
بدورها، تحدثت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة الإمارات للعلوم المتقدمة، حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار في ظل الثورة الصناعية الرابعة، مشيرةً إلى أن دولة الامارات العربية المتحدة خطت خطوات متقدمة في هذا الإطار خصوصاً في مجال إدارة المواهب البشرية، ومهدت الطريق لجذب وتنمية الأفراد ورأس المال البشري في مجال الابتكار وغيرها من المجالات، مضيفة أن الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار يعد محركا رئيسا للنمو المستدام ولتحقيق اقتصاد قائم على المعرفة.
جلسات حوارية
وعقدت على هامش أعمال المؤتمر ثلاث جلسات حوارية، حملت الجلسة الأولى عنوان "مستقبل الاقتصاد في ظل الثورة الصناعية الرابعة - ما هو اقتصاد الثورة الرابعة؟"، وأكد المشاركون في الجلسة النقاشية على أهمية الاستثمار في التعليم لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتوفير المزيد من فرص العمل في المستقبل، كما شدد المشاركون أيضاً على ضرورة الاستثمار في التقنيات التكنولوجية المتقدمة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، وتطوير برامج الجامعات بما يواكب الصورة الصناعية الرابعة لإعداد جيل مستقبل قادر لمواجهة هذه التحديات.
في حين تناولت الجلسة الثانية "الأمن والاستقرار: مهام الجيل القادم للتعامل والتعايش" وتطرق المتحدثون فيها إلى أهمية رفع التنسيق والتعاون المشترك وبناء جسور الثقة لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين، وضرورة التخطيط وإيجاد الحلول لمواجهة المخاطر والتهديدات والتغييرات التي قد تواجه مسيرة التنمية العالمية.
أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان"فهم عصر الحرب المعرفية – جندي المستقبل – مستقبل سرد المعلومات من خلال الذكاء" وركزت على وجوب فهم عصر المعرفة من حيث جمع البيانات والتحليل ورأي المال البشري لمواكبة أحدث المتغيرات المتسارعة في العالم والحفاظ على قدرتها على المنافسة والبقاء على الخارطة العالمية في ظل الثورة التي يشهدها عصر تكنولوجيا المعلومات.
والجدير بالذكر أن معرضي الدفاع الدولي (أيدكس 2019) والدفاع البحري (نافدكس 2019) سيقامان تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات خلال الفترة من 17 حتى 21 فبراير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg
جزيرة ام اند امز