صندوق النقد يحذر من "فتنة الأسهم" بالأسواق.. خطر كامن
صندوق النقد يؤكد أن "انفصالا" نشأ بين أسواق المال والتوقعات الاقتصادية فيما جرف وباء كورونا سنوات من النمو الاقتصادي بجنوب شرق آسيا
حذر صندوق النقد الدولي، من أن أسواق الأسهم وسائر الأصول عالية المخاطر قد تشهد انهيارا ثانيا إذا اتسع نطاق تفشي فيروس كورونا وأعيد فرض الإغلاقات الشاملة أو تجددت توترات التجارة.
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تشوان عن أسفه لأن وباء كورونا "جرف" سنوات من النمو الاقتصادي في منطقة جنوب شرق آسيا.
كانت أسواق الأسهم تراجعت بشدة في وقت سابق هذا العام مع تأثر المعنويات سلبا بالفيروس والاغلاقات ذات الصلة، لكنها صعدت على نطاق واسع منذ المستويات بالغة التدني التي سجلتها في 23 مارس/آذار الماضي.
استفاد المؤشر ستاندرد آند بورز من الدعم المقدم من البنوك المركزية، وأصبح لا يبعد حاليا سوى 10% عن أعلى مستوياته على الإطلاق، وذلك بعد تراجعه 34% فيما لا يزيد على 23 جلسة تداول.
وقال تقرير أعده توبياس أدريان مدير قسم أسواق النقد والمال في الصندوق وفابيو ناتالوتشي نائب مدير القسم إن "انفصالا" نشأ بين أسواق المال والتوقعات الاقتصادية.
وأضاف التقرير، أن ذلك "يثير خطر حدوث تصحيح آخر في أسعار الأصول عالية المخاطر، إذ أن التقييمات في العديد من أسواق الأسهم وسندات الشركات "مغالى فيها".
يأتي التحذير بعد تقليص صندوق النقد مجددا توقعاته للاقتصاد العالمي في 2020.
وقد ينتج التصحيح عن ركود أعمق وأطول من التوقعات الحالية أو موجة ثانية للفيروس أو إعادة فرض إجراءات احتوائه.
وقال الصندوق إن اتساع نطاق القلاقل الاجتماعية بسبب تنامي عدم المساواة الاقتصادية قد يضر أيضا بثقة المستثمر.
وقال أدريان "نخشى من أن يصاب الاقتصاد بالندوب، بمعنى أن تطول الأزمة وتتعمق أكثر من المتوقع.. وتنتج الندوب عن المستويات المرتفعة من البطالة واحتمالات الإفلاس. هذه يصعب إصلاحها."
وكتب يقول إن تصحيحا حادا في أسعار الأصول قد يفضي إلى نزوح كبير لرؤوس الأموال عن صناديق الاستثمار، كما حدث أوائل العام، مما قد يوقد شرارة بيع محموم للأصول بأقل من أسعارها الحقيقية.
وقال صندوق النقد إن البنوك دخلت الأزمة وهي مسلحة بمستويات عالية من السيولة والاحتياطيات الرأسمالية، لكن الافلاسات ستختبر متانة القطاع.
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تشوان عن أسفه لأن وباء كوفيد-19 "جرف" سنوات من النمو الاقتصادي في منطقة جنوب شرق آسيا، وذلك خلال قمة لقادة دول المنطقة تتمحور حول هذه الأزمة ومعاهدة ضخمة للتبادل الحر.
وقال رئيس الوزراء الفيتنامي الذي تتولى بلاده هذه السنة رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا "أسيان" ولم تسجل أي وفاة بالوباء، الجمعة إن بلداننا "تمكنت من إدارة الوضع الصحي (...) بشكل جيد مع حصيلة منخفضة للوفيات".
وأشار في هذا الاجتماع الذي يعقد عبر الفيديو إلى أن الوباء من الناحية الاقتصادية، "جرف نجاحات السنوات الماضية".
وأضاف "في النصف الثاني من العام، يتعين علينا مساعدة اقتصادنا في التغلب على الصعوبات".
وفشل القادة خلال القمة السابقة التي عقدت في أبريل /نيسان الماضي عبر الفيديو كذلك، في التوصل إلى اتفاق بشأن تحريك صندوق للطوارئ.
كما من المقرر أن تكون القمة فرصة لمحاولة إعادة إطلاق مشروع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي معاهدة ضخمة للتجارة نادت بها الصين وتوقفت منذ انسحاب الهند للمشروع في نهاية عام 2019.