التحالف الدولي لحماية الملاحة.. تشكيل بحري لردع تهديدات إيران
التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية يهدف إلى حماية السفن التجارية من تهديدات إيران لعمليات الشحن في المنطقة
يهدف التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية "آي إم إس سي"، إلى حماية السفن التجارية من خلال توفير الأجواء الآمنة لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية ومصالح البلدان المشاركة في التحالف، وبالتالي تعزيز أمن وسلامة السفن التجارية التي تمر عبر الممرات البحرية.
تغطي منطقة عمليات التحالف البحري الدولي مضيق هرمز الممر المائي الأكثر أهمية في العالم لإمدادات النفط، وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
وتسعى الولايات المتحدة لدعم مراقبة الشحن البحري في الخليج العربي مع تزايد التوترات مع إيران وتهديداتها لعمليات شحن البضائع بالمنطقة.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت أكثر من 60 دولة للمشاركة في تشكيل قوة بحرية دولية تؤمن الملاحة العالمية في الخليج، على خلفية الحوادث المتكررة التي طالت في الأشهر الماضية ناقلات نفط في مياه المنطقة؛ لا سيما احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية ردا على توقيف إحدى سفنها التجارية في جبل طارق في يوليو/تموز الماضي.
ويمر نحو 40% من النفط المنقول بحراً في العالم عبر مضيق هرمز، ولطالما هددت إيران بإغلاق المضيق الاستراتيجي.
ولذلك كثفت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجودهما العسكري في المنطقة وسط دعوات لضمان بقاء الممر المائي مفتوحًا.
يقع المقر الرئيسي لفرقة عمل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في البحرين، ويضم المملكة المتحدة وأستراليا، بالإضافة إلى البلد المضيف والمملكة العربية السعودية.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الأربعاء، الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، وذلك بحسب مصدر مسؤول بوزارة الدفاع السعودية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن التحالف الدولي يهدف إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية مصالح الدول المشاركة في التحالف، بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات.
ضرورة لأمن المعابر المائية
يقول جاكوب لارسن مسؤول الأمن البحري في "بيمكو"، وهي أكبر جمعية شحن في العالم، ومقرها كوبنهاجن، إن شركات الشحن تراقب الوضع في الخليج العربي "بقلق كبير".
وأضاف: "أولاً وقبل كل شيء، من أجل سلامة البحارة الذين يعملون في هذه المنطقة وثانياً، من أجل التداعيات المحتملة على الاقتصاد العالمي وبالتالي التجارة أيضًا في المنطقة، ولكن أيضًا على الصعيد العالمي".
وتابع: "عندما تكون لدينا مشكلات أمنية مثل هذا في نقطة استراتيجية مثل مضيق هرمز أو خليج عمان، نرى زيادة في أسعار النفط، وعدد أقل من مالكي السفن المستعدين للذهاب إلى المنطقة؛ وبالتالي، انخفاض في الشحن. وكل ذلك يخلق بالفعل تأثيرًا سلبيا في الاقتصاد العالمي. وهذا يعني أيضًا وجود اتجاه تنازلي في الشحن، بشكل عام، لأن ما يدفع الشحن هو الاقتصاد العالمي".
وشدد لارسون على أن وجود التحالف كرادع أمني استباقي في الخليج أمر مهم.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، براين هوك، قال إن ما يصل إلى 17 دولة قد تأثرت سلبًا بهجمات الناقلات الأخيرة، سواء بشكل مباشر أو من خلال طاقم أو تأمين أو عقود، وقد تمنع القوة الدولية إيران أو وكلاءها من شن مزيد من الهجمات.
وأضاف: إذا تركنا الأمور كما هي فإننا سنشهد فرصة تكرار الحوادث التي رأيناها في خليج عمان، ما لم يتغير الوضع السياسي بالطبع تمامًا.
من جانبها، رحبت سوكي باسي، من مجموعة "روسل جروب" الاستشارية لإدارة المخاطر ومقرها لندن، بالخطة الأمريكية، ولكنها رأت أنه يجب توخي الحذر.
وقالت إن ما يقارب 554 مليار دولار من التجارة، معظمها من النفط والغاز، تمر عبر مضيق هرمز سنويا.
وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتمع ممثلون عن الدول الأعضاء في التحالف إلى جانب ممثلين من 25 دولة إضافية لحضور مؤتمر تخطيط رئيسي على متن السفينة "كارديجان باي" التابعة للأسطول الملكي.
وفي ضوء التهديدات الأخيرة التي يتعرض لها النقل البحري الدولي، أكد الممثلون مجددًا التزام دولهم المستمر بحماية حرية الملاحة في الخليج العربي وخليج عُمان والبحر الأحمر ومضيق هرمز وباب المندب، وناقشوا الجهود المتعددة الجنسيات الرامية إلى تعزيز الأمن البحري في جميع الممرات المائية الرئيسية في المنطقة.
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA=
جزيرة ام اند امز