محطة الفضاء الدولية.. أغلى جسم في العالم ينتظر رائد الفضاء الإماراتي
محطة الفضاء الدولية تعد واحدة من أعظم إنجازات البشرية، وشاركت في بنائها وتمويلها 16 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ما إن يطأ رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري أرض محطة الفضاء الدولية، المقرر أن ينطلق إليها في 25 سبتمبر/أيلول الجاري، على متن مركبة "سويوز إم إس 15" الفضائية، برفقة قائد الرحلة الروسي أوليج إيفانوفيتش سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، تكون المحطة استقبلت مبعوث أول دولة عربية، في خطوة ستدخل التاريخ بلا شك، حتى تكون الإمارات الدولة الـ19 التي تستقبل محطة الفضاء الدولية روادها، وهي التي استقبلت على مدار تاريخها 230 رائداً من 18 دولة.
دخول المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، سيكون بمثابة الإعلان عن أولى خطوات العرب في الفضاء، وهو ما يعتبر إنجازاً حقيقياً، يساعد الإمارات على قيادة هذا المجال مستقبلاً على مستوى المنطقة العربية كلها.
ويشارك رائد الفضاء الإماراتي زملاءه في إنجاز الأبحاث وإجراء التجارب المختلفة، بمحطة الفضاء الدولية التي تكمل عامها الـ21 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، خدمت فيها المحطة المعروفة اختصاراً بـ(ISS)، البشرية إلى أبعد الحدود، لكونها تعتبر مختبراً متكاملاً للأبحاث والتجارب في الفضاء، وتستخدم لاختبار أنظمة وعمليات استكشاف الفضاء، فضلاً عن عملها من خلال الأبحاث التي أجريت خارج الأرض، على تحسين نوعية الحياة على الأرض، عن طريق زيادة المعرفة العلمية.
في مدار غير متماثل تدور محطة الفضاء الدولية حول الأرض على ارتفاع نحو 390 كيلومتراً، وكانت هذه المحطة بنيت في 1998 بموجب تعاون دولي بقيادة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبتمويل من كندا واليابان و10 دول أوروبية، وأطلقت في الفضاء لتحل مكان المحطة الفضائية الروسية "مير"، وتتولى مهامها، فيما تعد مهمة تحضير الإنسان لتمضية وقت طويل في الفضاء وإجراء التجارب خارج منطقة الجاذبية الأرضية، من أبرز أهداف محطة الفضاء الدولية.
إنجازات بشرية
المحطة التي تعد الجسم الأغلى على الإطلاق، تقدر تكلفتها بنحو 120 مليار دولار، تسير في الفضاء بسرعة 27,600 كيلومتر في الساعة أي حوالي 7.66 كيلومتر في الثانية الواحدة، وتدور حول كوكب الأرض كل 90 دقيقة، أو 16 خلال 24 ساعة، وبالتالي فهي تشهد في اليوم الواحد 16 غروباً وشروقاً للشمس.
كما يمكن للمركبة الذهاب إلى القمر والعودة منه خلال أقل من 24 ساعة، وتعتبر الجسم الأكثر سطوعاً في السماء ليلاً بعد القمر والزهرة، حيث تبدو كبقعة مضيئة، وبالتالي من الصعب أن يتم رؤيتها بالعين المجردة، لكونها مشابهة للكواكب المضيئة، ولذلك خصصت وكالة ناسا صفحة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان (Spot The Station)، يمكن من خلالها معرفة متى وأين ستمر في المكان الذي تتواجد فيه.
تعد محطة الفضاء الدولية، واحدة من أعظم إنجازات البشرية، حيث شاركت في بنائها وتمويلها 16 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فيما يبلغ وزنها 419725 كيلوجراما، بما في ذلك وزن المركبات الفضائية.
يمكن لهذه المحطة أن تستوعب 6 أشخاص في وقت واحد، حيث يمتد طولها إلى نحو 109 أمتار، بينما يصل عرضها إلى 72.8 متر، وهو ما يوازي مساحة ملعب كرة قدم كبير، ولديها القدرة على منح روادها ما يحتاجون إليه من الراحة.
وتضم المحطة 6 غرف للنوم وقاعة ألعاب رياضية يقوم فيها رواد المحطة بممارسة الرياضة لمدة ساعتين كل يوم، للمحافظة على صحة الجسم من خطر هشاشة العظام وغيره، وحمامين فقط، ونافذة كبيرة بزاوية 360 درجة، بينما تخلو المحطة من الكراسي، الأمر الذي يدفع الرواد إلى تناول وجباتهم اليومية الثلاث والمكونة من الطعام المعلب والمجفف، وهم يطفون في ظل انعدام الجاذبية.
خلايا شمسية
المضي في بناء محطة الفضاء الدولية تم بعد أن التقى مسؤولو 15 بلداً في العاصمة الأمريكية واشنطن، وقاموا بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي حددت أشكال التعاون بين الشركاء في مجالات تصميم المحطة وتطويرها وتشغيلها، كما حددت استخدامات المحطة التي تقوم 5 وكالات فضاء بالعمل فيها، فيما يتم التحكم بها من قبل محطتين أرضيتين الأولى تقع في هيوستون بالولايات المتحدة الأمريكية والثانية تقع في العاصمة الروسية موسكو.
وتشكل المحطة المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تعقيداً على الإطلاق في تاريخ استكشاف الفضاء، علماً بأن البرمجيات الموجودة على متن المحطة تدار بواسطة 350 ألف مستشعر، وتقوم بتفقد صحة الطاقم وسلامته، كما تحمل المحطة 50 جهاز كمبيوتر و8 أميال من الكابلات.
ساعات العمل
على متن محطة الفضاء الدولية، التي تحتوي على عدد كبير من الأنظمة المعقدة والأجهزة، يحاول رواد الفضاء ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، حيث تقوم المحطة بإغلاق نوافذها آليا بمجرد أن تغرب الشمس في لندن (وفقاً لتوقيت جرينتش المعتمد على متن المحطة)، لمنح الرواد شعوراً بالليل من أجل النوم، في حين يستيقظون الساعة السابعة صباحاً، ليعملوا معاً لمدة 10 ساعات يومياً، باستثناء السبت، الذي تقلص فيه ساعات العمل إلى 5 فقط.
وتستمد محطة الفضاء الدولية الأكسجين من خلال عملية تحليل كهربائي يطلق عليها اسم (Electrolysis)، والتي تقوم على استخدام التيار كهربائي المتولد من الألواح الشمسية للمحطة لتقسيم جزيئات الماء إلى هيدروجين وغاز الأكسجين ومن ثم الحصول على الأوكسجين.