5 تحديات تواجه رواد الفضاء.. وهذه خطة ناسا لمواجهتها
"العين الإخبارية" ترصد أبرز التحديات التي تواجه رواد الفضاء والإجراءات التي تتخذها وكالة "ناسا" الأمريكية لتمكينهم من التعامل معها
تنطوي رحلة طويلة إلى الفضاء على مواجهة مجموعة من التحديات على رواد الفضاء التعامل معها، وإلا تصبح رحلتهم على بعد آلاف الكيلومترات من الأرض أقرب إلى مهمة انتحارية منها إلى مهمة علمية وبحثية.
"العين الإخبارية" ترصد أبرز 5 تحديات تواجه رواد الفضاء، والإجراءات التي تتخذها وكالة الفضاء الأمريكية لتمكين رواد الفضاء من التعامل معها..
1- ارتفاع نسبة الإشعاع
أثناء عبور طاقم المركبة الفضائية الغلاف الوقائي للبيئة المغناطيسية للأرض، فإنهم يصبحون عُرضة لنسبة كبيرة من الإشعاع في الفضاء، والتي تضر بصحة الإنسان، حيث تشير الأبحاث إلى أنه بعد 3 أشهر فقط من العمل على متن المحطة الفضائية الدولية سيحصل رائد الفضاء على أكثر من 3 أضعاف الجرعة الموصى بها من الإشعاع لمدة عام واحد.
ويرتبط التعرض للإشعاع على المدى الطويل بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وفي المدى القصير يمكن أن تؤدي جرعات الإشعاع المفرطة إلى المرض وفقدان الشعر، ولذلك فإن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تسعى بشكل أساسي لحماية أطقمها والتأكد من تعرضهم لأشعة قليلة قدر الإمكان.
ووضعت وكالة ناسا إرشادات حول مقدار الإشعاع الذي يسمح لرواد الفضاء بتلقيه مدى الحياة، حيث لا يُسمح لرواد الفضاء تلقي المزيد من الإشعاعات، وتستخدم الوكالة صيغة تعتمد على جنس وعمر رائد فضاء وقت التعرض للإشعاع، وتجري فحوصات مستمرة لهم، حيث لا يتجاوز الكمية التي يحصل عليها طوال عمله 1 سيفرت (وحدة التعرض للإشعاع).
كما تبحث ناسا في اتخاذ تدابير مضادة للحد من مخاطر الإشعاع خلال المهام الطويلة، وأحد هذه التدابير تمكين المركبة الفضائية من الوصول إلى مبتغاها بشكل أسرع.
وتقول زارانا باتل، عالمة بـ"ناسا"، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للوكالة الأمريكية "إذا تمكنا من الوصول إلى الهدف بشكل أسرع فهذا يقلل من الوقت الذي تقضيه في الفضاء".
وتضيف "يمكن إلى جانب ذلك أن تستفيد المركبة الفضائية المستقبلية من التدريع المغناطيسي لحماية الأطقم، أو ربما هناك تقنية أخرى لم يتم اختراعها بعد".
2- العزلة
يواجه كبار السن، والأشخاص ذوو الإعاقة، والأشخاص الذين يعيشون في بيئات قاسية، مشكلة العزلة، فإذا كان هناك القليل من الخيارات لمغادرة منزلك ورؤية أشخاص آخرين، والمشاركة فيما يعتبره الكثيرون حياة "طبيعية"، فمن الصعب على البشر أن يصبحوا حينها أسوياء من الناحية النفسية.
بعيداً عن الأرض بآلاف الكيلومترات يواجه رواد الفضاء هذه العزلة، فعلى الرغم من أنهم يقومون بمهام صعبة إلا أن كونهم بمفردهم فقد يصابون بخلل نفسي، ما لم يحاول كل منهم مواجهة تلك المشكلة بطريقته.
ويقول موقع "ناسا" في تقرير نشره عن حياة رواد الفضاء أن أفضل رواد الفضاء هم من يخلقون لأنفسهم "تحديات" تعينهم على مواجهة العزلة، فمثلاً أخذت رائدة الفضاء شانون لوسيد 100 كتاب معها لتبسيطها وقراءتها لأطفالها عند العودة.
ولا تزال ناسا تجري المزيد من الدراسات لمحاولة مساعدة رواد الفضاء على التكيف مع العزلة والبيئة الغريبة.
3- الأزمات الصحية الطارئة
أثناء التعرض لأزمة صحية طارئة يرسل رائد الفضاء شكواه إلى الطاقم الطبي على الأرض، ليقوم بتوجيهه إلى التصرف السليم.
وإذا كان لدى ناسا حالياً أطقمها المدربة للتعامل مع الطوارئ الصحية الأساسية، بعد تلقي اتصال من الفضاء، فإن المشكلة مستقبلاً قد تكون في صعوبة التواصل.
ويتم التواصل حالياً بين الأرض ومحطة الفضاء الدولية خلال دقائق، ولكن مستقبلاً عند القيام برحلات إلى المريخ قد يحتاج استدعاء النصيحة من الأرض إلى 40 دقيقة، وهو ما قد يعرض حياة رواد الفضاء للخطر.
وللاستعداد لهذه الرحلات، هناك حل بأن يكون أحد أفراد طاقم الرحلة الفضائية ذا خلفية طبية، وهناك طريقة أخرى تتمثل في البحث عن البيئات النائية المشابهة، مثل الغواصات والقارة القطبية الجنوبية، لمعرفة أي مشاكل صحية يحتمل حدوثها، وبناء قاعدة بيانات تتضمن أفضل السبل لمواجهتها، وتقوم الوكالة بالفعل بتنفيذ أنظمة جديدة للواقع الافتراضي على محطة الفضاء الدولية، حتى يتمكن رواد الفضاء من تعلم إجراءات العلاج بأنفسهم.
4- حماية العظام من آثار الجاذبية
في المحطة الفضائية الدولية لا يشعر رواد الفضاء بآثار الجاذبية، وبمجرد العودة إلى الأرض فهم معرضون لأن تكسر عظامهم، لأنها قد ضعفت مع مرور الوقت بسبب انعدام الجاذبية.
ووضعت ناسا العديد من التدابير لوقايتهم من هذه المشكلة، أهمها أنه يتعين على رواد الفضاء أداء التمارين يومياً لمدة نحو 90 دقيقة، باستخدام ماكينة مقاومة، وكذلك طاحونة هوائية، أو دراجة تمرين.
ويعتبر وقت التمرين في الفضاء مقدسا مهما كانت المهام، حيث يجب أن يتأكد الجميع من أن رواد الفضاء لا يتعرضون لضغوط للتخلي عن وقتهم في ممارسة التمارين لإكمال بعض التجارب.
ويقول دكتور بيتر نورسك من وكالة ناسا: "هذا الأمر في غاية الأهمية، وبدونه فإن العضلات والعظام تكون في خطر بمجرد الهبوط على الأرض".
5- الحفاظ على سلامة الجهاز المناعي
أحد الأشياء التي تؤذي رواد الفضاء، هي فقدان "يوم" منتظم في الفضاء، حيث تشرق الشمس وتغيب 16 مرة خلال 24 ساعة على متن المحطة الفضائية الدولية، لأن رواد الفضاء يتجولون حول الأرض مرة كاملة كل 90 دقيقة.
وبينما تقوم الطواقم الفضائية بعمل أكبر قدر ممكن للحفاظ على أجسامهم وفق جدول زمني، مثل الأكل في أوقات منتظمة، ووجود فترات نوم ثابتة، فمن الصعب جداً خداع المخ عندما يتغير الضوء والظلام خارج النافذة.
وفي الوقت الحالي، يحاول الأطباء تحسين الدورة الدموية اليومية بشكل أفضل، من خلال تحسين النوم لرواد الفضاء، مما يعني تقليل الضوضاء وجعل جداولهم أقل إرهاقاً في المساء، حتى يتمكنوا من الاسترخاء واتخاذ تدابير أخرى.
ويقول بريان كروتشيان عالم المناعة في ناسا "النوم أثناء الطيران أمر مهم، حيث يمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي بشكل كبير".