«العين الإخبارية» تحاور صاحب الدراسة التي هزت تاريخ كفن تورين

في عالم الآثار والتاريخ، نادرا ما تخرج دراسة تغير مجرى النقاش حول قطعة أثرية مشهورة مثل كفن تورين.
هذه القطعة التي طالما أثارت الجدل بين العلماء والمؤرخين والفقهاء، وجدت نفسها مرة أخرى في دائرة الضوء بعد دراسة مبتكرة نشرت بدورية "أركيوميترِي"، استخدمت تقنيات ثلاثية الأبعاد لتكشف عن أسرار جديدة قد تهز تاريخ هذا الكفن الغامض.
وفي حوار حصري مع "العين الإخبارية"، نلتقي سيسيرو مورايس، المصمم البرازيلي صاحب هذه الدراسة التي أضافت بعدا جديدا لفهم كفن تورينو، حيث يجمع بين العلم والفن والتكنولوجيا في محاولة لكشف حقيقة واحدة من أشهر الألغاز التاريخية.
بداية، كفن تورينو قطعة أثرية غامضة تثير الجدل منذ زمن طويل. ما هي أبرز النظريات حول نشأتها؟
هناك نظريتان رئيسيتان: الأولى تقول إنه عمل فني من العصور الوسطى، والثانية تشير إلى أنه قطعة من الكتان استُخدمت للف جسد السيد المسيح بعد وفاته منذ أكثر من ألفي عام.
ماذا تقول الأدلة العلمية حول تاريخ الكفن؟
في 1989، أظهرت دراسة تحديد عمر الكربون المشع أن الكفن يعود للقرن الثالث عشر أو الرابع عشر، مما يدعم نظرية العصور الوسطى.
لكن في 2005، أُثيرت شكوك بأن العينة المختبرة لم تكن من النسج الأصلي.
وفي 2022، أظهرت تقنية حديثة (WAXS) أن الكفن قد يكون من القرن الأول الميلادي، أقرب كثيراً لزمن المسيح، إذا كانت نتائجها صحيحة.
هناك أيضاً جدل حول أنماط الدم على الكفن، ما هي أبرز الملاحظات؟
بعض الدراسات وجدت أن أنماط الدم غير متوافقة مع وجود جسد ميت مستلقٍ، ووصفتها بـ"غير الواقعية"، مما يطرح احتمال أن الدم قد أُضيف لاحقًا بشكل فني.
دراستك استخدمت تقنيات ثلاثية الأبعاد، كيف ساعدتك هذه التكنولوجيا في تحليل الكفن؟
استخدمنا برامج مثل" ميك هيومان" و "بليندر" و "كلاود كومبار"، لمحاكاة كيفية ظهور انطباع جسم ثلاثي الأبعاد عندما يُلف بقطعة قماش مسطحة، ثم قارنّا هذا الانطباع بصورة الكفن.
وما هي الفكرة وراء هذا التحليل؟
عندما تلف قطعة قماش مسطحة جسما ثلاثي الأبعاد، يظهر الانطباع مشوها وأوسع من الجسم الأصلي. هذا ما يسمى تأثير "قناع أغاممنون"، نسبة إلى قناع جنائزي ذهبي تم اكتشافه في اليونان، ويبدو كما لو أنه تم فرده بعد تركيبه.
وكيف كانت النتائج مقارنة بصورة كفن تورينو؟
الانطباع الناتج عن الجسم ثلاثي الأبعاد كان مشوهًا بشكل واضح، لكن النموذج الفني منخفض الارتفاع (low-relief) أنتج انطباعا قريبا جدا من صورة الكفن، مع تشوه أقل ودقة أكبر في التفاصيل.
ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة لتفسير أصل الكفن؟
النتائج تدعم فكرة أن صورة الكفن قد تكون عملاً فنياً من العصور الوسطى، حيث كان الفن منخفض الارتفاع شائعًا، ما يتوافق مع التاريخ الذي أشارت إليه دراسات الكربون.
هل تشجع الباحثين على استخدام هذه الأدوات الرقمية في دراساتهم؟
بالتأكيد، هذه البرمجيات مجانية وسهلة الاستخدام، وأحث الباحثين على تجربتها لاستكشاف المزيد من الألغاز التاريخية، فالتكنولوجيا الرقمية تفتح آفاقًا جديدة لربط العلم بالفن والتاريخ.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز