"صيام حتى الموت لمقابلة المسيح".. القصة الكاملة لاكتشاف 89 جثة في كينيا
لقي نحو 89 شخصا حتى الآن مصرعهم في كينيا بعدما عثرت السلطات على جثثهم داخل أرض يملكها قس، حيث كان يطلب من أتباعه الصيام حتى الموت للقاء المسيح ودخول الجنة.
وكشفت وزارة الداخلية في كينيا، الثلاثاء، أن الضحايا من أتباع طائفة كينية جديدة وكانوا يصومون استجابة لطلب قس يدعى بول ماكنزي أوهمهم أنهم سيذهبون إلى الجنة إذا جوعوا أنفسهم.
وخلال الأيام الماضية، بدأت السلطات الكينية عمليات استخراج جثث لمقابر جماعية عثر عليها في منطقة مساحتها 800 فدان من غابة شاكاهولا في شرق كينيا حيث كان مقر كنيسة غود نيوز الدولية.
القصة الكاملة لضحايا الصوم في كينيا
بدأت القصة بورود بلاغ إلى السلطات الكينية يوم 14 أبريل/نيسان يشير إلى وجود مقابر سطحية تحتوي على جثث ما لا يقل عن 31 من أتباع القس بول ماكنزي، وهو زعيم طائفة في كينيا، وألقي القبض عليه فورا.
وتحركت قوات الشرطة للبحث عن الضحايا، وخلال المهمة احتجزت 14 آخرين من أعضاء الطائفة، وفقا للمفتش العام للشرطة الكينية جافيت كومي.
وخلال عمليات البحث، عثرت الشرطة في البداية على 39 جثة مدفونة تحت الأرض التي يملكها القس في ساحل كينيا، حيث كان يطلب من أتباعه الصيام حتى الموت.
ثم ارتفعت الأعداد أكثر، حيث أعلنت السلطات أن عدد القتلي بلغ 43 شخصا، لأن أربعة أشخاص آخرين لقوا حتفهم بعد أن تم اكتشافهم وآخرين يتضورون جوعاً في كنيسة جود نيوز انترناشيونال الأسبوع الماضي.
وعلى مدار أيام ارتفع عدد القتلى بشكل مطرد، حيث أجرت السلطات الكينية عمليات استخراج جثث لمقابر جماعية عثر عليها تحت أرض مساحتها 800 فدان وهي مقر كنيسة غود نيوز الدولية.
وقال وزير الداخلية الكيني كيثوري كينديكي، في أحدث تصريحات للصحفيين: "أبلغني المسؤولون أنه حتى الآن، بالإضافة إلى الرقم الذي تم إعلانه أمس عند 73، تمكنا من اكتشاف 16 جثة أخرى حتى هذه الساعة، وبذلك يصل العدد الإجمالي إلى 89".
وتابع: "تم إنقاذ 3 أشخاص آخرين أحياء، ليرتفع إجمالي عدد الناجين الذين تم العثور عليهم حتى الآن إلى 34".
وخلال مداهمة الشرطة لممتلكات القس في ماليندي عثروا على 15 شخصا هزيلا، بمن فيهم الأربعة الذين لقوا حتفهم لاحقا، حيث قال الأتباع إنهم كانوا يتضورون جوعا بناء على تعليمات القس لمقابلة يسوع.
وفي ظل ما ذكرته وكالة رويترز بشأن التوقعات بارتفاع عدد القتلى أكثر، قال الصليب الأحمر الكيني إنه تم الإبلاغ عن فقدان أكثر من 200 شخص لمكتب البحث عن المفقودين والمشورة الذي أنشأه في مستشفى محلي.
وقال المفتش العام للشرطة الكينية: "محققون من الطب الشرعي وقسم جرائم القتل وضباط شرطة آخرون بالإضافة إلى بعض المتخصصين الحكوميين في علم الأمراض موجودون معنا هنا لإجراء التحقيقات وعمليات استخراج الجثث".
الرئيس الكيني وليام روتو تحدث عن الواقعة المحزنة، معتبرا أن "تعاليم ماكنزي تتعارض مع أي ديانة".
وقال الرئيس، في خطاب خلال مناسبة عامة غير مرتبطة بالواقعة خارج نيروبي: "السيد ماكنزي.. يتظاهر بأنه قس بينما هو في الحقيقة مجرم بشع".
من هو القس الكيني ماكنزي؟
ألقت السلطات الكينية القبض على القس ماكنزي، حيث قُدم للمحاكمة في 15 أبريل أمام محاكم ماليندي القانونية، وأمهل القاضي الشرطة 14 يوما لإجراء التحقيقات مع بقائه قيد الاحتجاز,
وأفادت وسائل الإعلام الكينية بأن القس يرفض تناول الطعام والماء، حيث بدأ إضرابه عن الطعام بمجرد احتجازه لدى الشرطة.
واعتقل القس مرتين من قبل، في عام 2019 ومارس من العام الجاري، على خلفية وفاة أطفال.
وفي كل مرة، كان يطلق سراحه بكفالة، ولا تزال القضيتان قيد النظر في المحكمة.
وحث سياسيون كينيون المحكمة على عدم إطلاق سراحه هذه المرة، وشجبوا انتشار الطوائف في منطقة ماليندي. يشار إلى أن الطوائف شائعة في كينيا التي لديها مجتمع متدين إلى حد بعيد.