الإشارة حمراء في كينيا.. العنف على بعد 6 شهور من صناديق الاقتراع
تقف كينيا، البلد الأفريقي الذي خاض جولتي عنف دمويتين في أعقاب انتخابات رئاسية، على عتبة جولة جديدة تنذر بالخطر.
واليوم الأحد، أعلنت الشرطة الكينية حظر التظاهرات الجديدة التي دعت إليها المعارضة الإثنين، بعدما تحولت احتجاجات الأسبوع الماضي مواجهات وأعمال عنف.
وقال القائد العام للشرطة جافيت كومي للصحفيين "لن نسمح بخروج تظاهرات عنيفة".
وأضاف أن "التظاهرات التي يخططون لها غدا (الإثنين) غير قانونية ولن يسمح بها"، مشيرا الى أن وحداته مستعدة للحفاظ على السلم وستعتقل أي شخص يحمل سلاحا.
ويأتي حظر التظاهر وسط مخاوف من أن يؤدي القرار إلى مشاهد دموية مثل تلك التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عامي 2007 و2017.
ورغم إعلان السلطات حظر الاحتجاجات جدد زعيم المعارضة رايلا أودينغا الذي كان قد طلب من الكينيين النزول إلى الشوارع يومي الإثنين والخميس الماضيين احتجاجا على غلاء المعيشة وسياسات الرئيس وليام روتو، دعوته للتظاهر.
وحض خلال حضوره قداسا الأحد "أنصارنا وجميع الكينيين على الخروج والانضمام إلى التظاهرات السلمية".
وأضاف "أريد أن أبلغ روتو وكومي أننا لن نخاف"، متابعا "لن نخشى الغاز المسيل للدموع والشرطة".
وتحولت تظاهرات الإثنين الماضي التي لم ترخص لها الحكومة مواجهات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب أسفرت عن مقتل طالب جامعي وإصابة 31 شرطيا في نيروبي ومعاقل المعارضة غرب البلاد.
كما قبضت السلطات على أكثر من 200 شخص بينهم العديد من كبار المعارضين، في حين استُهدف موكب أودينغا بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وأعمال العنف هذه التي شهدتها البلاد هي الأولى منذ تولى روتو السلطة قبل 6 أشهر، عقب فوزه على أودينغا في انتخابات يزعم الأخير أنها "سُرقت" منه.
ويكافح العديد من الكينيين من أجل تأمين الاحتياجات الاساسية نتيجة ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة المحلية، إضافة إلى الجفاف.
وتعهد روتو نفسه خلال حملته الانتخابية تحسين الوضع المعيشي للفقراء والمهمشين، لكنه منذ توليه السلطة ألغى الدعم عن الوقود والدقيق.
والأسبوع الماضي، أعلنت الهيئة الناظمة للطاقة في كينيا عن زيادة في أسعار الكهرباء اعتبارا من أبريل/نيسان، على الرغم من تشديد روتو في يناير/ كانون الثاني الماضي على أن مثل هذه الزيادة لن تحدث.